مفاجآت نهاية الحرب السورية: صباح السويداء الدامي !
دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة:
تشهد الأيام الأخيرة المتتالية في الحرب السورية مفاجآت مهمة، منها ما هو متوقع، ومنها ماهو غير متوقع، فالحديث عن نهاية الحرب تعني تلقائيا البحث عن أجوبة تتعلق بردود أفعال القوى المعنية من هذه النهاية سواء كانت داخلية أم خارجية، وسواء كانت متضررة أو منتفعة منها.
فما أن جرى الحديث عن طي ملف الجنوب السوري وعودته إلى سيطرة الجيش لتعود الأمور كما كانت قبل 15 آذار 2011 حتى اشتعلت هواجس كثيرة بردود الفعل حول هذا المستجد ومن بينها ردود أفعال إسرائيل والمجموعات المسلحة وتنظيم داعش. وعمليا وبعد أن عقدت قمة استوكلهولم بين الرئيسين الأمريكي والروسي، برزت إلى الواجهة مجموعة معطيات وأحداث أهمها :
- ماهو مصير بقايا تنظيم داعش في وادي اليرموك مع بدء خروج المسلحين من أرياف درعا والقنيطرة، وكيف سيكون رد فعله مع تصاعد الهجمات السورية على مواقعه .
- ماهو مصير مجموعات قسد في الشمال السوري، وكيف ستتعامل تركيا مع الأفكار الواردة على هذا الصعيد.
- هل سيدخل مصير ادلب في صفقة اقليمية تسفر عن اتفاقات نوعية؟
وسريعا ، بدأت تطفو على السطح مستجدات تدعو إلى وقفة متأنية في تفسيرها ومعناها، كمحاولات ضرب القوات الروسية في حميميم، والهجمات من مجموعات مسلحة في شمال اللاذقية على مواقع الجيش السوري، مما دفع الروس إلى الاعلان عن ضرورة المسارعة إلى حسم بعض الجبهات في شمال اللاذقية وفي جسر الشغور .
أمس الثلاثاء أسقطت إسرائيل طائرة سوخوي 24 كانت تقوم بقصف مواقع المجموعات الإرهابية (داعش) في وادي اليرموك، ولاحظت إحدى الصحف العربية أن إسقاط الطائرة جاء غداة زيارة رئيس هيئة الأركان الروسي فاليري غيراسيموف ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تل أبيب، حيث برز خلاف حول عمق الوجود الإيراني في سورية.
ولم تكن قد مضت ساعات على هذا الحدث حتى استيقظت السويداء على هجمات انتحارية واسعة من تنظيم داعش شملت السوق التجاري والمسلخ البلدي وعدد من الأماكن والقرى كالمتونة ودوما وتيما في الريف الشمالي للسويداء .
وإذا كانت هذه الهجمات قد صدت من قبل الأهالي والجيش وتمكنت القوات المتصدية من إفشال بعض الهجمات، إلا أنها أوقعت أعدادا كبيرة من الشهداء والجرحى ذكر بعض المراسلين أنها وصلت إلى 27 شهيدا ناهيك عن أعداد الجرحى، وخاصة في تجمعات المدنيين.
ويمكن القول أن حوض اليرموك الذي يقع غرب درعا غدا من أبرز المعاقل المتبقية لداعش في سوريا، وكما هو معروف ينتشر هناك جيش خالد بن الوليد الذي انضم للتنظيم، و”يسيطر «داعش» في حوض اليرموك، على قرى وبلدات الشجرة، وعابدين، وجملة، وبيت اره، وكوية، والقصير، وعين ذكر، وتعتبر هذه المناطق المعقل الرئيسي لـ«لواء شهداء اليرموك»، والذي يُعد أساس وجود «داعش» في تلك المنطقة.”
وكان الاتفاق المعلن على عودة الجيش السوري إلى الجنوب قد سرّع ضربات سلاح الجو والمدفعية بالجيش السوري، لمواقع تنظيم داعش ، ووفقا للمصادر الرسمية السورية، نفذ سلاح الجو عدة غارات استهدفت تحصينات عناصر التنظيم فى محيط (تل الجموع) وقرية (تسيل) و(جلين) بالتزامن مع رمايات مدفعية دقيقة على أوكارهم فى منطقة حوض اليرموك أقصى جنوب غرب درعا المتاخم لأراضى الجولان المحتل .
كل هذه المستجدات تطرح تساؤلات عن المفاجآت الدامية التي يمكن أن تشهدها سورية، خلال الفترة القادمة وتأتي أحداث صباح الثلاثاء الدامية في السويداء كشاهد على ذلك، والتي تدفع إلى القناعة بأن الجيش السوري سيسارع في حسم منطقة وادي اليرموك قبل أن يتخذ القرار في تصفية المجموعات المسلحة في شمال اللاذقية وجسر الشغور وما يمكن أن ينشأ مع هذه الخطوة من مضاعفات غير متوقعة !