مفاجأة الموسم الدرامي الجديد: فؤاد شربجي كتب الجزء العاشر من باب الحارة!
دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
سرّبت قناة سورية دراما مؤخرا خبراً على شريطها الإخباري الفني يقول إن الدكتور فؤاد شربجي أشهر من كتب في البيئة الشامية، هو من سيكتب الجزء الجديد من مسلسل باب الحارة، في حين كُلّف مؤمن الملا بإخراجه ، ويشرف على العملية المخرج بسام الملا الذي حصَرَ أعماله في العقد الأخير بكل مايتعلق بمسلسل باب الحارة !
وعندما يُنشر خبر كهذا، يفتح المجال مباشرة على مجموعة تساؤلات مهمة :
- هل آن الأوان لمسلسل باب الحارة لكي يصل إلى مرحلة النضج؟!
- هل سيستمر باب الحارة في سلسلة أجزائه إلى مرحلة أوسع مما توقع له النقاد ؟
- ثم ما هو مصير الخلافات على ملكية هذا المسلسل الفكرية؟ ويبرز هنا اسمان يُعرفان على هذا الصعيد وهما الكاتب الدرامي مروان قاووق، والمنتج محمد قبنض .
إذا كان الدكتور فؤاد شربجي هو من كتب الجزء العاشر باب الحارة ، فإنه سيكون أمام مواجهة مع تاريخه في كتابة الدراما التلفزيونية المتعلقة بالبيئة الشامية، وبالروائع القديمة التي أثارت حوارات حادة على أكثر من صعيد، فالدكتور قؤاد شربجي هو كاتب المسلسلات الشهيرة التالية: (أبوكامل ج1وج2)، (الخشخاش)، (النصية)، (الداية) ، وأعمال أخرى مهمة .
وفيما لو سألنا الدكتور فؤاد شربجي قبل شروعه بكتابة الجزء العاشر من باب الحارة عن رأيه فيما إذا كان هذا المسلسل ممثلا شرعيا للبيئة الشامية لنفى بشدة، مع تقديم براهين كثيرة على وجهة نظره، مع ملاحظة أن هذا الكاتب لايظهر بحوارات أو لقاءات تتعلق بمثل هذا النقد .
فماهي الإضافة التي سيقدمها الدكتور فؤاد على هذا الصعيد، وإذا كان باب الحارة مثار النقد اللاذع والحاد للوسط الفني لدرجة اتهامه بالبروباغندا السياسية التي هيأت للأزمة السورية ولدرجة اتهامه بتخريب الدراما وتشويه البيئة الشامية ، فهل آن الأوان لنشاهده وقد أصبح ناضجا خاليا من العيوب فيرضى النقد عليه ويجلسون بهدوء لمشاهدة مآل الأحداث التي توالدت فيه (خبط عشواء طوال الأجزاء التسعة)؟!
إن المعطى الآخر الذي يثير التساؤل هو معنى هذا الطول في سلسلة درامية من هذا النوع، وتبرز هنا فكرتان الأولى أن المسألة قد تكون مجرد استثمار مالي لعمل إشكالي تم تسويقه بنجاح ، والثانية هي أن هناك نوع من التحدي يتعلق بالجهات المنتجة أو الأقنية التي تقف وراءها..
ولهذا الجانب ترابط منطقي بالخلافات التي تجري بين الجهات التي تدعي ملكية الفكرة، فكلنا يعرف أن ثمة خلافاً قضائياً بين أكثر من طرف ، وكان المنتج قبنض قد أعلن أنه سينتج جزءاً يثير فيه موضوعات جديدة ويدخل شعبان عبد الرحيم في العمل، وذلك قبل أكثر من سنة، ولكننا لم نشاهد ذلك وكأن مثل هذه التصريحات تهدف إلى تمتين موقفه في المفاوضات الجارية حول المسلسل، وطبيعي هنا أن نسأل عن موقف مروان قاووق، وهو نموذج من (كتاب الدراما) المظلومين إما بسبب ضعف موقفهم من الهجوم على النص، أو بسبب خشيتهم من مغامرة مكاسرة المنتج، ومروان قاووق قال لي حرفيا قبل أيام : أنا الذي سيكتب باب الحارة (!!) فهل يمكنه ذلك في وقت سربت فيه شركة ميسلون المنتجة، التي يقال إنها ستنتج نص الدكتور الشربجي، سربت أنها تمتلك الوثائق القضائية ووثائق الملكية الفكرية الكاملة المتعلقة بالمسلسل ؟!
لقد كتب الدكتور فؤاد شربجي الجزء العاشر حسب التسريبات (المحسومة من جهة إنجازه)، وربما تجري عمليات التصوير، بمجرد ظهور موافقة مديرية الإنتاج الدرامي التلفزيوني التي رفض مديرها تميم ضويحي الإجابة على أية تساؤلات أو توضيحات تتعلق بالموضوع!
طيب ، ماذا يعني هذا الزخم (الخلافي، الاختلافي) حول باب الحارة؟! وهل يستطيع الدكتور فؤاد شربجي، إيصال المسلسل إلى خواتيم ناجحة كبدايته في الحلقة الأولى؟!
إن دخول الدكتور فؤاد شربجي على خط هذا العمل الإشكالي دليل على إرادة تتعلق بحسم مسألة مسلسل باب الحارة وسياقه في عملية صناعة الدراما السورية، وهذا نوع من التحدي يواجهه على كل حال!!