عشية مفاوضات الدوحة حول وقف إطلاق النار في غزة. نقل رونين بيرجمان على صفحات يديعوت احرونوت أن الإسرائيليين يسمون الإضافات التي أدخلها رئيس الحكومة الإسرائيلية على اتفاق وقف إطلاق النار اسم “عنزات نتنياهو”. وحتى بيرجمان لم يفهم لماذا هذه التسمية. ربما أن المعنى من ورائها هو ان ما ادخله نتنياهو على الاتفاق غريب عنه كالعنزات في قطيع الأغنام.
الواضح أكثر أن نتنياهو فوجئ بموافقة حماس على مشروع الاتفاق الذي قدمه عبر الرئيس بايدن. ولأنه كان يأمل برفض حماس للاتفاق فقط سارع الآن إلى إدخال سمومه على شكل عنزات خمسة. تسمم القطيع وتنسف الاتفاق. هذه الإضافات العنزات هي:
1) من حق إسرائيل استئناف القتال بعد المرحلة الأولى من الاتفاق.2) رفض إسرائيل الانسحاب من فيلادلفي ومعبر رفح ونتساريم.3) لإسرائيل الحق في تحديد من يرجع من الفلسطينيين إلى شمال القطاع.4) لإسرائيل حق الاعتراض على أسماء الأسرى الفلسطينيين المطلوب مبادلتهم. 5) بقاء شمال القطاع منزوع السلاح.
طبعا كلها شروط تسمم الاتفاق. وهي مرفوضة من جانب حماس. وهكذا فإن عنزات نتنياهو هدفها تسميم القطيع وبعثرته ونسفه.
وفي محاولة لدمج عنزات نتنياهو مع القطيع. حاول الجانب الأمريكي في الدوحة تحت عنوان “ردم الثغرات” حاول تعديل الصياغة – عبر مقترح جديد – كي تصبح مقبولة من الجميع. وهذا ما جاء في البيان الأمريكي المصري القطري الذي صدر في نهاية المفاوضات يوم الجمعة. جاء في البيان أن هناك فرقا فنية تضع الخرائط التنفيذية للاتفاق الذي يهدف الى إطلاق الرهائن ووقف إطلاق النار. وجاء في البيان أن على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي قبول هذا الاتفاق يوم الخميس القادم في القاهرة. لأنه لم يعد هناك أي فرصة أخرى. وعلى كل من الطرفين (اما اخذ الاتفاق أو تركه).
ويحضر بلينكن إلى المنطقة ليفهم نتنياهو بضرورة قبول الاتفاق كي لا تنفجر المنطقة. فهل استطاعت مفوضات الدوحة دمج عنزات نتنياهو مع القطيع؟؟ وهل يكفي تغيير لونها وتمويهها كي تنسجم مع القطيع؟؟؟ للإجابة على هذا السؤال فقد سارع مسؤولون من حماس بعد صدور البيان المصري القطري الأمريكي حول المفاوضات مؤكدين باسم حماس. أن المفاوضات ناقشت صيغة لا تتفق مع ما جاء في مبادرة بايدن التي وافقت عليها الحركة. وأضاف مسؤولو حماس. أن أمريكا تشيع أجواء إيجابية حول الاتفاق. لكنها غير جدية في الوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة. وهكذا فإن عنزات نتنياهو هي ما يسمم الاتفاق. وهي ما تنذر بالأسوأ للحرب في المنطقة.
الإدارة الأمريكية حريصة على إنجاز الاتفاق. لأن بايدن يطمع بأن يضيف إلى إرثه هذا الإنجاز بإنهاء الحرب. خاصة وأن قسما كبيرا من الإدارة الأمريكية يرى أن إسرائيل حققت ما تريده من تدمير قدرات حماس في غزة. ولم يعد هناك ما يمكن تحقيقه عسكريا أكثر من ذلك. وأن الرهائن لا يمكن إطلاقهم إلا باتفاق سياسي. فهل تستجيب إسرائيل أم أن نتنياهو سيطيل الحرب من أجل دعم ترامب للفوز بالرئاسة. وبذلك يضع الدعم الأمريكي الترامبي في جيبه لإكمال كل جرائمه في المنطقة.
هناك من يرى أنه إذا كان الجانب الأمريكي يريد جديا نجاح التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. فما عليه الا الإسهام في (اصطياد عنزات نتنياهو) وإخراجهم من القطيع نهائيا. خاصة وأن هذه المفاوضات هي (الفرصة الأخيرة). بعدها ستنشغل الادارة الأمريكية بالانتخابات الرئاسية. وهذا ما يوجب على حماس أيضا التعامل بحكمة سياسية. حرصا على أرواح وحياة أهل غزة. الذين لم يعد بإمكانهم تحمل أي مزيد من معاناة الحرب وويلاتها. فهل ينجح الوسطاء في تحويل ما توصلوا إليه في الدوحة. إلى خرائط تنفيذية فعلا كما جاء في بيانهم. وهل تنجح أمريكا في جر إسرائيل إلى الاتفاق؟؟؟ أم أن عنزات نتنياهو أخبث واشد مكرا وأجراما؟؟!!!!
بوابة الشرق الأوسط الجديدة