مقبرة الحياة …!!
مقبرة الحياة انه السلاح …أكثر التجارات العالمية رواجا” وكسبا” للمال والثروة .. تمنح صاحبها عرش السلطة والقوة .. وتجعله سيدا” في مجتمعه ودولته .. فلم تستطع كل المحاولات الدولية والقانونية من ضبط هذه التجارة برغم شدة العقوبات الدولية المفروضة على مهربي السلاح وتجاره اللانظاميين لتي قد تصل حد الاعدام ..
اذ أن اغراء المال والسلطة والنفوذ ، وسياسة الفساد والافساد التي يؤسس عليها تجار السلاح شبكة من العلاقات النافذة تصل الى شراء ذمم مسؤولين في أعلى مستويات السلطة العامل الرئيسي في انتشار هذه التجارة وتوسعها .. وقد تصل قيمة تجارة السلاح في الأسواق العالمية سنويا”ما يقارب ال60 مليار دولار هذا المبلغ يكفي وبحسب دراسات الأمم المتحدة واليونسيف .الى القضاء على الفقر في العالم خلال سنوات قليلة . واليوم تعد الدول النامية والفقيرة هي أكبر مستورد للسلاح .. والدول الصناعية الكبرى هي أكبر مصدر لها .. ….. معادلة تثير الجدل وتفتح أفقا”واسعا” لدراسة الأسباب :
فدول العالم الثالث ،تقتصر على استيراد الأسلحة التقليدية وغير الثقيلة ، فهي غير قادرة على استيراد الأسلحة الثقيلة والمتطورة لغلاء ثمنها من ناحية وعدم وجود كوادر لتشغيلها من ناحية أخرى .. فضلا عن وجود شبه اتفاق دولي غير مكتوب، يقضي بحظر تصدير الأسلحة والمعدات غير التقليدية والنووية من الدول المتقدمة إلى دول العالم الثالث ..
وعن الأسباب في ازدهار تجارة السلاح في الدول النامية والفقيرة فتعود في المقام الأول الى فساد المسؤولين وأصحاب القرار في هذه الدول وطمعهم في عقد صفقات بملايين الدولارات مقابل اغراق بلدهم بالأسلحة على حساب لقمة العيش ،، وثانيا” إلى النعرات القبلية والطائفية ،التي تغذي النزاعات والصراعات في الدول النامية والفقيرة ،هذه النعرات التي تشكل فتيل حرب أهلية أو طائفية أو قبلية ..تشتعل في أي لحظة فتشكل سوقا” مغريا” وكبيرا” لتجار السلاح .. لترويج بضائعم وفتح سوق حرب جديدة وقودها السلاح وثمنها أرواح ملايين من البشر الأبرياء .. . بين قوسين (يشكل الوطن العربي سوقا” كبيرا” لتجارة السلاح و الكيان الصهيوني هو من أكثر الدول المصدرة للسلاح الى البلدان العربية .. رغبة منه في استمالة حكامه .. واغراقه في صراعات داخلية .. تستنزف القوة العسكرية والتماسك الاجتماعي للشعب العربي .. وتعمل على اضعافه وتفتت نسيجه …. فيتلهي العرب بصراعاتهم الداخلية .. على حساب سنوات طويلة من الاستقرار والأمان لاعداء الوطن .. ).
أما الدول الصناعية الكبرى فانها تهدف بتصديرها السلاح الى احكام سيطرتها على دول العالم الثالث.. وفتح سوق غير شرعي لتصريف بضاعتها ،يقوم على استنزاف أموال هذه الدول لتبقى فقيرة وخاضعة لها…
ويقول دعاة السلام في العالم أن هناك شخصا” يموت كل ثانية نتيجة للعنف المسلح .في العالم .
أمر مؤلم ومحزن يعيق تقدم البشرية وتطورها .. .فبدل صرف هذه الأموال والطاقات على كل ما من شأنه رفع مستوى الحياة الانسانية والاكتشافات الطبية والعلمية التي من شأنها الارتقاء بالبشرية والقضاء على الفقر والتخلف والجهل يتم صرفها على ادوات القتل والدمار والكره ..
فاذا أردنا للموت أن يتوقف.. وللصراع أن ينتهي .. على المجتمع الدولي السعي الجاد الى تجفيف منابعه .. . من خلال ضبط تجارة الأسلحة التقليدية غير الثقيلة الذي يتم تصديرها من الدول الصناعية الكبرى ضمن معاهدة دولية ، والذي أصبح أمرا” ملحا” وضروريا” على اعتبار أن هذا النوع من الأسلحة هو الذي يتم استخدامه بالصراعات والنزاعات الداخلية .. كما يقع على عاتق الحكومات العالمية والمنظمات الانسانية بالتعاون مع حكومات الدول النامية العمل على انتشال هذه المجتمعات من مستنقع الفقر والتخلف والجهل بادخال المفاهيم الديمقراطية وثقافة الحوار الى المناهج التربوية و الثقافية .. ونشر ثقافة التنوع والاختلاف والعيش المشترك ..مع ضرورة الحرص على ضبط الاعلام وتوجيهه ..نحو ترويج .. ثقافة الحياة .. ونشر لغة الحوار….. بدل لغة التحريض والتجييش القائم على اثارة النعرات الطائفية والقبلية والحساسيات المذهبية …. نشر . ثقافة الكلمة الانسانية الواعية الممتزجة بالحرص على النسيج المجتمعي الانساني من التمزق والانقسام ..فقد يكون الاعلام.. هو أسوء وأخطر سلاح لأنه يقودنا الى العنف المسلح … هو سلاح فتاك .. عندما يوجه صواريخ كلماته ورصاص حقده لتأجيج نيران الثأر و الانتقام .. واذكاء سعير الحرب الداخلية واطالة عمرها ..لهجة لن يستفيد منها الا تجار الحروب وصناع الموت ..ولن يدفع ثمنها الا الأبرياء.من أبناء البلد الواحد ..(وهذا ما سنفرد له لاحقا” مقالا” خاصا”عن اهمية دور الاعلام وتأثيراته..
فضبط السلاح والاعلام ، واعلاء لغة الحوار والكلمة على لغة الرصاص والموت ،هما العاملان الأساسيان في نشر السلام . واعمار الحياة ..واعادة الأمل الى الانسان ..