ممدوح عدوان الناشر !
يتذكره الوسط الثقافي السوري بضحكته المجلجلة وجرأته المميزة في طرح أفكاره، ويتذكره بثقافته المميزة التي جعلته قامة من القامات السورية، فهو شاعر ومسرحي ودرامي ومترجم وكان مراسلا حربيا في حرب تشرين /أوكتوبر التي قاتل فيها العرب لأول مرة.. ولكن هذا الوسط، أي الوسط الثقافي، لم يتصور أن يطرح اسم الشاعر السوري ممدوح عدوان كناشر عربي متميز !
لم يحصل ذلك في حياة ممدوح عدون، فممدوح رحمه الله توفي بالسرطان في التاسع عشر من الشهر الأخير من عام 2004 ، ولو كان من الممكن أن يخطر بباله مثل هذا التوقع لأطلق ضحكة مجلجلة، وقال : لايمكن أن يربح الكاتب في بلادنا من نشر الكتاب!
الذي حصل أن دار النشر التي تحمل اسمه أسست بعد وفاته بسنتين، ولكنها وفي مشاركتها في «معرض الشارقة الدولي للكتاب» في دورته الأخيرة فازت الدار بـ «جائزة الشارقة لدور النشر» كأفضل دار نشر عربية.
وعادة ماتمنح هذه الجائزة سنوياً على هامش المهرجان، وتعنى بتكريم وتقدير الناشرين المتميزين، الذين يرفدون صناعة النشر بإصدارات جديرة بالمعرفة والعلوم والتنوير والتطوير الفكري. وتمنح الجائزة لأفضل دار نشر محلية، وأخرى عربية، وثالثة أجنبية، وتبلغ قيمتها مبلغ قدره 25,000 درهم إماراتي (ما يعادل 6850 دولاراً أميركياً).
نسمع ضحكته الآن ، وهو يسخر من هذا النوع من الجوائز :
يعني زنكلنا . حولوا الجائزة ع السوري تطلع 5 ملايين ليرة !! ها ها ها .. ويعلق بجدية :
ــ مع احترامي للنوايا الطيبة ، لا أحد سيشترينا بملايين الدنيا !
حاز الشاعر السوري ممدوح عدوان في حياته على مجموعة جوائز من بينها :
جائزة عرار الشعرية عام 1997.
جائزة مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للابداع الشعري- 1998
و تم تكريمه في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته العاشرة بوصفه واحداً ممن أغنوا الحركة المسرحية العربية.
كما تم تكريمه في معرض الكتاب في القاهرة عام 2002 من أجل مختارات شعرية بعنوان “طفولات مؤجلة”.وفي دمشق تم تكريمه في 7/3/2003 في دمشق بوصفه رائداً من رواد المسرح القومي .
وعندما منح ممدوح عدوان وسام الاستحقاق في وطنه سورية مع محمد الماغود وسليمان العيسى ،وجرى الاحتفال في دار الأوبرا ، لم يكن ممدوح قادرا على الصعود إلى الخشبة، فصفقنا له ، وبكى بعضنا !!
لكن لماذا منحت دار ممدوح عدوان الجائزة ؟
من الضروري معرفة المنشورات التي أصدرتها الدار فأهلتها لجائزة الشارقة، ويقول تقرير صحفي نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية :
إن الجائزة منحت من خلال مجموعة إصدارات وفق منطقها هذا، كان أوّلها هو رواية «أعدائي» للراحل ممدوح عدوان، والكتاب التوثيقي «آخر الشهود» لسفيتلانا أليكسييفيتش (ترجمة عبدالله حبه) وكتابها «ليس للحرب وجه أنثوي» (ترجمة نزار عيون السود)، ورواية «حديث ليلي» للكاتب لاديسلاف مناتشكو (ترجمة رامي البيروتي)، و«المفقود» لكيم إكلين (ترجمة أماني لازار)، و«في ظل الحياة المرئية» للكاتبة نفسها (ترجمة دالية مصري)، وكتاب «دفاتر الحرب» للكاتب السوري ممدوح حمادة، وديوان «تمارين على الجدوى» لمحمد أبو اللبن، ودراسة بعنوان «أوغاريت والعهد القديم» لبيتر كريغ (ترجمة فراس سوّاح)، ومسرحية لليافعين بعنوان «آه يا عطر الليل» تأليف أمل حويجة.
وهكذا سجل ممدوح باسمه الكبير موقعا في ساحة النشر العربي .. يليق باسمه !