منة شلبي: «حارة اليهود» فاق توقعاتي
«حارة اليهود» من الأعمال الدرامية التي أثارت جدلاً حتى قبل عرضه في الموسم الرمضاني الأخير، وفي هذا السياق، أعربت الفنانة منة شلبي عن سعادتها بردود الأفعال حول المسلسل الذي شاركها بطولته إياد نصار وريهام عبدالغفور وهالة صدقي وسيد رجب، من إخراج محمد العدل وتأليف مدحت العدل.
وقالت شلبي لـ «الحياة» أنّها تحمسّت للعمل منذ البداية، وأضافت: «تغيّبت عن الدراما التلفزيونية لمدة عامين قبل أن أشارك في «حارة اليهود»، لأنني كنت أبحث عن العمل الذي أعود به بقوة إلى الشاشة.
وعندما عرض علي المؤلف مدحت العدل المشاركة في هذا العمل تحمست للفكرة، إلّا أنني بعد قراءة السيناريو والتعمّق في شخصية «ليلى» التي أجسدها، شعرت برهبة كبيرة لأنّ الشخصية تحمل الكثير من الأحاسيس والمشاعر وتتطلب أداء مختلفاً من الممثل لكي يُظهر تفاصيل الشخصية ومشاعرها المختلفة. ولا أخفي أنني أخذت وقتاً في التفكير لقبول الدور أو رفضه تهيباً منه، إلى أن عُقدت الجلسة الأولى مع المؤلف والمخرج، فقررت تجسيد الشخصية». وتابعت: «رسمت ملامح الشخصية من خلال قراءتي الجيدة للسيناريو، إضافة إلى قراءتي مراجع عدة تحكي عن حارة اليهود في فترة الخمسينات، وبحثت أيضاً عن حياة اليهود في تلك الفترة لأتعرف إلى تفاصيل طريقة حياتهم وسلوكياتهم وطقوسهم الدينية والاجتماعية، لعلّني ألامس مكامن الشخصية وأتعايش معها كأنني من الزمن نفسه الذي عاشت فيه. وحاولت الاقتراب منها على مستوى الشكل أيضاً، وهو من الأشياء الرئيسة لإضفاء الصدقية على الشخصية، فاستخدمت مكياجاً مناسباً للحقبة التاريخية التي يدور فيها العمل، وتسريحة شعر ملائمة لما كان سائداً حينذاك، إذ كانت النساء بمعظمهن يعتمدن الشعر القصير والمموج. وعلى رغم تركيزي الشديد على تفاصيل الشخصية، كنت أشعر بالقلق حتى بعد عرض العمل لأنّني أعتبر أنّ هذا الدور من أصعب الشخصيات التي جسدتها في مسيرتي الفنية. وأرى أنها مثّلت نقلة نوعية في حياتي الفنية، وأسعدتني جداً ردود الأفعال الإيجابية حول العمل لكونه حظي باهتمام تجاوز العالم العربي ليشمل دولاً مختلفة. ومع أنني كنت متفائلة بالعمل ومتوقعة له النجاح لكنني لم أتخيل أنه سيحظى بشعبية كبيرة بمجرد عرضه على الشاشة. وسعدت جداً بإشادة الجمهور بأدائي شخصية «ليلى» التى بذلت مجهوداً كبيراً في التحضير والتجهيز لها».
وأكدت أن القضية التي يناقشها المسلسل من أكثر الأمور التي جذبتها إلى العمل، خصوصاً أنه «يلقي الضوء على الفرق بين الديانة اليهودية والصهيونية، وأن اليهود أهل الكتاب كانوا يعيشون داخل مصر كنسيج واحد، موضحة أنها ترفض التفرقة بين البشر على أساس الدين أو اللون أو العرق، وهذا ما يركز عليه العمل، من خلال إيجاد حال من التوازن بين العناصر الدرامية وتقديم مجموعة من القصص المشوقة التي تترابط في شكل منطقي بين كل شخصيات المسلسل».
وأشارت إلى أن اختيار الممثلين المشاركين كان مميزاً، وساهم جميع الأبطال في نجاح المسلسل وجذب المشاهدين إليه. وأعربت عن إعجابها بأداء الفنان إياد نصار، موضحة أنه من الفنانين المميزين والملتزمين في عملهم متمنية أن يجمعهم عمل فني جديد خلال الفترة المقبلة.
وعن أعمالها الدرامية الجديدة قالت: «حتى الآن لم أجد السيناريو الجيد الذي قد أشارك عبره في دراما رمضان المقبل، ولا أريد التسرّع في الاختيار لمجرد الوجود فقط. فيمكن أن أبتعد عن الدراما لمدة عام أو عامين من أجل الاحتفاظ بالمستوى الذي وصلت إليه، والأهم أن يكون كل عمل فني جديد بمثابة خطوة إلى الإمام في مسيرتي وأن يزيد من ثقة الجمهور في اختياراتي». وأكدت أنها لا تريد الابتعاد عن السينما بسبب انشغالها بالدراما، وصرحّت عن تحضيرها فيلماً جديداً في عنوان «نوّارة»، على أن تبدأ بعد تصويره البحث عن سيناريو مميز يعيدها إلى جمهور التلفزيون مرة أخرى.
وفي شأن شكل الدراما التي عرضت خلال شهر رمضان الماضي، أوضحت أنها لم تستطع متابعة أي أعمال درامية، حتى أنّها لم تتمكن من متابعة مسلسلها في العرض الأول له، لانشغالها بالتصوير الذي استمرّ حتى نهاية رمضان. لكنها بدأت مشاهدة بعض المسلسلات، وأعجبت كثيراً بالتطور الذي حدث أخيراً في الدراما، إن على مستوى التقنيات الإخراجية وشكل الصورة أو المواضيع، مؤكدة أن الدراما أفرزت هذا العام وجوهاً شابة تمتلك الموهبة الكبيرة في مجالات فنية مختلفة، سواء على مستوى التمثيل أو الإخراج أو التأليف.
صحيفة الحياة اللندنية