منخفض قياسي الليرة التركية بفعل التوتر مع واشنطن
هبطت الليرة التركية إلى مستوى قياسي عند 3.9519 ليرة للدولار الثلاثاء، لتواصل نزيف الخسائر بفعل المخاوف المرتبطة بعلاقات أنقرة المتوترة مع واشنطن ومخاطر التضخم والضبابية التي تكتنف السياسة النقدية. وبحلول الساعة 06:37 بتوقيت غرينتش بلغت العملة التركية 3.9480 لليرة للدولار، بعدما هبط عن المستوى القياسي المنخفض السابق البالغ 3.9417 الذي سجلته في يناير/كانون الثاني. وأغلقت الليرة عند 3.9290 أمس الاثنين.
وتتركز المخاوف المرتبطة بالعلاقات الأميركية على محاكمة تاجر الذهب التركي رضا ضراب الذي يحمل ايضا الجنسية الإيرانية والمتهم بانتهاك العقوبات الأميركية مع إيران، وهي قضية وصفها المتحدث باسم الحكومة التركية الاثنين بأنها “مؤامرة واضحة على تركيا” تفتقر لأي أساس قانوني.
وينتاب القلق المتعاملين أيضا بشأن آفاق السياسة النقدية، بعدما قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأسبوع الماضي إن عدم تدخل الحكومة في السياسة النقدية تسبب في معاناة تركيا من ارتفاع التضخم.
وهاجم اردوغان الجمعة البنك المركزي الذي حثه على خفض معدلات الفوائد رغم ارتفاع مستوى التضخم، ما أدى الى تراجع سعر صرف الليرة. وقال اردوغان في خطاب القاه في انقرة “قيل لي ‘البنك المركزي مستقل لا تتدخل’. حسناً، لكن بما أننا لا تتدخل فقد وصلنا إلى هذه الحال”.
ورغم ان الاقتصاد يسجل نموا نسبته تتجاوز الخمسة في المئة وفقا للأرقام الرسمية التي يشكك فيها مراقبون، الا إن التضخم يقترب من 12%، بينما تشهد الليرة التركية تراجعا في قيمتها منذ عدة أشهر.
ويحض أردوغان البنك المركزي على خفض أسعار الفوائد لتشجيع الاقتراض املا في دعم النمو من خلال الاستهلاك والاستثمارات، في حين دخلت البلاد اجواء انتخابية قبل عامين من استحقاقات مهمة. الا أن معظم الاقتصاديين يعتقدون أن خفض أسعار الفوائد له تأثير سيئ وأنه سيؤدي إلى زيادة التضخم. وقد لجأت البنوك المركزية، على غرار البنك المركزي الأوروبي، في السابق الى رفع أسعار الفائدة كأداة سياسة نقدية لمواءمة التضخم مع المستويات المرغوبة.
وقال الرئيس التركي “كما تعلمون فانني احد الذين يعتقدون ان معدل الفائدة هو السبب والتضخم هو النتيجة وان اولئك الذين لا يسمعونني حول هذه النقطة فسينتهي بهم الامر الى فهم ذلك عاجلا ام آجلا”. واضاف ان “السبب الرئيسي للتضخم هو معدلات الفوائد (المرتفعة)، نعم، معدلات الفوائد، يجب عليكم ان تفهموا ذلك”. وغالبا ما تؤدي تصريحات اردوغان حول الاقتصاد الى اخافة المستثمرين الذين يخشون التدخل المتزايد لرئيس الدولة التركي في الاقتصاد.