من البداية….!!
من البداية….!! جلست على جهاز الرياضة اتمرن في النادي الرياضي .. في اليوم الثاني من بداية هذا العام الجديد ..
انظر من خلال النافذة امامي إلى الشارع المقابل وأفكر في كم الأحزان والآلام التي عشتها في العام الماضي .. وكم كان هذا العام قاسيا ، متعبا ، ثقيلا انظر إلى البعيد و اجتر الامي وأحزاني بحرقة ..
ادرت رأسي فجأة الى الداخل ، والتفت حولي .. واذا بي المح شابا صغيرا بعمر الورد .. ينفض منشفته ويحاول وضعها على كرسي الرياضة ليجلس عليها .. يعيد المحاولة مرة بعد مرة. نفض المنشفة من جديد ويحاول وضعها وهكذا وانا أتساءل ما الأمر ؟!؟ لم كل هذه المحاولات .
تأملت به جيدا .. لأكتشف انه حالة خاصة .. يحاول أن يتوازن بصعوبة .. ولكنه يعاني من رجفة وعدم توازن .. ..
نسيت نفسي ونظرت اليه جيدا .. شاب صغير بوجه طفولي بريء .. بحالة خاصة يرتجف جسمه نحيل .. وهو يحاول أن يتوازن ..
ويصر على أن ينفض منشفته ليضعها على الجهاز ليستلقي عليه ويتابع تمارينه الرياضية .. وبعد عدة محاولات نجح .. وأنا .. أحاول جاهدة أن أنبش من ذاكرتي المآسي والآلام التي مررت بها …!!!
خجلت من نفسي .. وخجلت من الشاب .. وشعرت بالذنب ..
شعرت كم أن الانسان ناكر للجميل … ويتناسى كل الأشياء الجيدة والمواقف الايجابية التي حدثت معه .. وكمية النعم التي يملكها .. ويركز على الأشياء المؤلمة والسلبية في حياته ..
عدلت جلستي ونظرتي ..وأغمضت عيناي .. فعلا كانت سنة غريبة .. ولكن غنية بلحظات مميزة ، مليئة بضحكات من القلب وفيها مناسبات كثيرة مهمة وسعيدة .. وبدأ شريط الذكريات الجميلة يتمختر أمامي وبدأت ابتسامة السعادة تتسلل الى شفتي …
وبدأت أشعر براحة وفرح وسلام ..
هذا الشاب المميز .. بكل ثقته بنفسه ، و اصراره ذكرني بأهم درس تعلمه لنا الحياة .. ونتناساه في زحمة الحياة نفسها،
وقدمه لي هدية جميلة مع بداية هذه السنة الجديدة …
(هناك الكثير من النعم التي وهبها الله لنا ، والكثير من المواقف المؤثرة والحقيقية ، المليئة بالفرح والسعادة .. علينا أن نركز عليها ونبحث عنها دوما في ذاكرتنا ونستمتع بها ..وألا نضيع وقتنا وجهدنا في البحث عن الأحزان والسلبيات .. فالحياة فيها الجيد والسيء .. والمفرح والمحزن .. ونحن من نختار كيف نراها ..
وكم نحن بحاجك لأن نتذكر أن الحياة رغم قسوتها أحيانا.. هي نعمة كبيرة .. وحقا .. جميلة .. ).
للمتابعة مع الكاتبة يرجى الإطلاع على (ببساطة) على اليوتوب: