من سيّء الى أسوء
لقد كانت المناظرة الأخيرة بين مرشحي الرئاسة الأميركية هي الشعرة التي قصمت ظهر البعير ، وأثبتت علنا أن الوضع مزري بكل معنى الكلمة .. !
على ما يبدو فان سباق السقوط الأخلاقي والانتهازية الأخلاقية لم تعد تقتصر فقط على الحروب والكوارث الانسانية التي تسببها ، إنما أصبحت احدى سمات التنافس بين مرشحي الرئاسة لأكبر الدول المصدرة للأدبيات والأخلاقيات والإنسانيات في العالم ..!!!
فقد وصلت البيض الأبيض … والذي بدأ نصاعه يبهت و يتشح بقذارة الاتهامات وتقاذف الملامات والطعن اللا أخلاقي الذي يمارسه مرشحي الرئاسة كلينتون وترامب في مناظرات أقرب ما تكون الى المهاترات وجلسات القدح والذم .. فالمنافسة الرئاسية اليوم لم تعد على ما يستطيع ان يقدمه المرشح لتطوير وتصحيح وازدهار البلد .. إنما المنافسة الأن بين من يستطيع ان يسجل نقاطا على المرشح الأخر ويمرمغ رأسه بالوحل ، ويحضر القصص الأكثر إساءة واشمئزازا عنه .. ليعلن انتصارا غير مسبوق عليه !!
انها المرة الأولى على ما أظن في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية التي يصل فيها مستوى التنافس الانحطاطي الى أعلى درجاته .. وهذا برأيي يعكس في نفس الوقت الانحدار الأخلاقي والانساني الذي وصل اليه العالم ككل .. في ظل حالات الحرب والدمار التي تعيشها الشعوب على اختلاف مناطقها وأسباب الصراعات والنزاعات فيها .
من المقزز رؤية من سيحكم أكبر دولة في العالم وهو يهين ويقزم ويسيء شخصيا المرشح المنافس .. لتدرك المستوى السيء الذي وصل اليه العالم، فحتى أكثر المناصب والوظائف المفترض ان يكون لها حصانة أخلاقية قبل أن تكون سياسية ودبلوماسية باتت عرضة للمهاترات والمشاحنات والتجريح الشخصي والإهانات ..
فكيف سيحترم الشعب الأميركي وئيسا لا يحترم نفسه ويحترم منافسه ؟!!!
وكيف سيحترم العالم رئيسا تمت تعريته أخلاقيا على مرأى ومسمع من العالم أجمع ؟؟!!
فعلا انها مسرحية هزلية بكل معنى الكلمة ، وفعلا انها نهاية لعصر الحصانات والمثل والقيم الأخلاقية !!
وحسبي انها فعلا نهاية للأسطورة والسطوة والسيطرة الأميركية .
ولو كنت مكانهم لطلبت تغيير الاثنين ليس بسبب حياتهم الشخصية، فهذه حرية شخصية .. إنما بسبب اعتمادهم أسلوب الذم والقَدْح والذي يخلو من أي حس أو شعور بالمسؤولية تجاه العالم كله .. وليس فقط تجاه الشعوب الإميركية، فالعالم بانتظار مخرج أخلاقي وليس مجرد كركوزات ومسرحيات لا أخلاقية.