مهمة عربية في موسكو.. هل من حظوظ أمام الوساطة لوقف الحرب؟
مع عودة الصراع إلى الاشتعال، بدأ وفد دبلوماسي عربي رفيع المستوى زيارة إلى العاصمتين موسكو ووارسو؛ في سعي للوساطة وتقديم مقترحات تسهم في إنهاء الحرب بأوكرانيا التي تمضي في شهرها الثاني.
ويرى دبلوماسيون ومراقبون، أن زيارة الوفد العربي تأتي كمحاولة جديدة للوساطة وتقريب وجهات النظر بين موسكو وكييف، في محاولة لإنهائها وإخماد تداعياتها التي طالت الجميع.
يضم الوفد العربي وزراء خارجية مصر والجزائر والأردن والسودان، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وعقد الوفد مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مبديا رغبته في المساعدة للتوصل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وفي مؤتمر صحفي عقب اللقاء، قال أبو الغيط، إن الموقف العربي يؤكد دعم كل جهود حل أزمة أوكرانيا عبر الحوار والدبلوماسية، موضحاً أن الحرب تؤثر على أسواق الغذاء والنفط في العالم.
في غضون ذلك، أشار وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى أن الدول العربية عرضت الوساطة في حل الأزمة، إدراكا منها لخطورة تداعيات الأزمة في أوكرانيا على السلم والأمن الدوليين.
ومن المنتظر أن يزور الوفد العربي بولندا لإجراء مباحثات مع وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا.
دور عربي منتظر
وقال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، لـ”سكاي نيوز عربية”، إن هذا التحرك العربي مطلوب ومهم في هذا التوقيت، خاصة روسيا وأوكرانيا لهما علاقات اقتصادية وتجارية بالعالم العربي الذي تأثر بفداحة جراء اشتعال الحرب.
وأضاف حسن أن هذا الدور مسعى دبلوماسي مطلوب؛ لأن استمرار الأزمة ينعكس سلبيا على العالم كله، وبالطبع فروسيا بدأت في إعطاء بعض الإشارات التي تمهد للتوصل إلى تسوية، ولكن الأمر يتوقف على الولايات المتحدة الأميركية التي تقود العقوبات الاقتصادية ضد كييف، وكذلك الاتحاد الأوروبي.
الحرب في أوكرانيا.. مصر تدعو لاجتماع عربي طارئ
وأوضح الدبلوماسي المصري أن هذه المجهودات العربية مطلوبة وبشدة، حتى لا تتهم المنطقة العربية بأنها اتخذت موقفًا سلبياً في هذه الأزمة الدولية، لافتًا إلى أن الوفد قد يطرح بصورة غير مباشرة التجارب المشابهة في المنطقة، والتي مفادها أنه مهما طالت الصراعات فإنها تؤدي إلى إحدث دمار وستنتهي بالسلام، فلماذا لا نختصر هذا الدمار ونبدأ في المفاوضات من الآن.
تنشيط لدور الجامعة العربية
من جانبه، يقول الأكاديمي وأستاذ العلاقات الدولية طارق فهمي، إن هذا التحرك خطوة جيدة تحت مؤسسة الجامعة العربية، لكن الأمر مرتبط بأطراف المعادلة، إذ يحتاج الأمر إلى توافر شروط ومقتضيات بترحيب الأطراف المختلفة، وبتنسيق كامل لهذه الزيارة.
وعقدت مجموعة الاتصال العربية، في وقت سابق، اجتماعا تنسيقيا عبر تقنية الفيديو على المستوى الوزاريّ، بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية، ووزراء خارجية المجموعة، لمناقشة تداعيات الأزمة الروسية – الأوكرانية وتأثيراتها، واستعدادات تلك الزيارة، ومتابعة وإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية بالأزمة الأوكرانية، بهدف المساهمة في إيجاد حل دبلوماسيٍ لها.
وأضاف فهمي في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، أن هناك أطرافًا إقليمية ودولية في الوساطة، منها إسرائيل وتركيا وبدأت تلك المفاوضات بالفعل، لكن الدول العربية لديها إمكانيات للقيام بدور الوساطة لأن علاقتها بالطرفين قائمة وجيدة، لكن ليس من الواضح طبيعة هذا الدور وحال كون هذه الزيارة جولة استكشافية أو تتضمن طرح مبادرة ورؤية للحل ووقف القتال.
ولفت إلى أن لهذه الزيارة أهمية أخرى تتضمن تنشيط مهام الجامعة العربية ودورها في الفترة المقبلة بصرف النظر عن ترتيب الأولويات.