«مولانا» إبراهيم عيسى
ليس هناك أفضل من الترويج لعمل درامي تجاري جديد من إثارة لغط كبير حوله قبل عرضه. اللغط دائماً مطلوب شعبياً. والجدل دائماً يجذب القيل والقال. والسجال يحقق أعلى نسب متابعة. والعراك اللفظي دليل الشخص الذكي لعوالم الشهرة والأضواء. فما بالك لو اجتمع كل ما سبق وجرى تقديمه على طبق من فضة ليتزامن ووقف أو إيقاف أو «استيقاف» برنامج توك شهير يقدمه إعلامي يثير حوله الشيء وعكسه مع موعد طرح روايته المتحولة فيلماً في الأسواق للعرض التجاري؟
إنه الإعلامي المثير للجدل إبراهيم عيسى الذي تركزت عليه الأضواء منذ وقف /إيقاف برنامجه «مع إبراهيم عيسى» على قناة «القاهرة والناس»، إذ يعيش أنجح لحظاته مع بدء عرض فيلمه المثيرة فكرته أصلاً «مولانا».
فبعد صدور بيان عيسى الذي يحتمل كل التكهنات حول إذا ما كان برنامجه الشجاع المنتقد المختلف قد وقف برغبته أو رغماً عنه، ثم صدور بيان قناة «القاهرة والناس» الذي يميل في كفة أن عيسى نفسه قرر وقف البرنامج رغبة منه في الانطلاق في آفاق مهنية أوسع وأرحب، امتلأت الساحة السياسية والفكرية والتنظيرية صخباً عارماً، كل بحسب توجهاته وانتماءاته وموقفه الشخصي من عيسى. وبينما نصّبه مناصروه «مناضلاً تعرض دائماً للإيقاف» و«مجاهداً لطالما كان ضحية التعسف والخوف من الرأي الآخر»، مستشهدين بإيقاف مشابه دارت رحاه على قناة «أون تي في» وقت كان يملكها رجل الأعمال نجيب ساويرس (والذي انتقده محبو عيسى بشدة لأنه لم يدعمه بالمقدار الكافي حينها)، إذ بصور عيسى وساويرس في حفلة افتتاح «مولانا» تملأ الأثيرين الفضائي والعنكبوتي لتدلل على أن العلاقة بين الإثنين لم تتأثر بوقف/ إيقاف البرنامج على «أون تي في» قبل سنوات قليلة، بل ربما تكون العلاقة قد تحسنت وتجذرت.
وإذا كانت إطلالة عيسى عبر شاشات الفضائيات قد توقفت لحين إشعار آخر وبغض النظر عن الأسباب الحقيقية وراء القرار، فإن عيسى بات ملء سمع الفضائيات المصرية وبصر برامجها. فعلى مدار الأيام القليلة الماضية، لا يكاد يخلو برنامج مصري من إما تنديد بعيسى وفيلمه وبرنامجه وتصريحاته وعلاقاته التي يراها بعضهم خير دليل على أنه يستغل مواقفه المعارضة للنظام (أي نظام) ليكسب أرضيات جديدة، أو تهليل وتعضيد لآرائه ومواقفه وتوجهاته المستقلة عن النظام (أي نظام) من دون الالتفات إلى ما قد يصيبه من شظايا أو دعاوى. حتى الحركات السلفية التي بدأت تشمر سواعدها من أجل إقامة دعاوى قضائية تطالب بوقف عرض «مولانا» لأنه يكشف/ يسخر/ يفضح/ يشوه الدعاة الدينيين ويشير إلى اتفاقات لطالما أبرموها مع النظام لأغراض لا علاقة لها بالدين، تحولت إلى إعلانات مجانية لا تقدر بمال.
الأكيد أن إبراهيم عيسى يسير على طريق النجاح.
صحيفة الحياة اللندنية