ميتا على أبواب اختراق أدمغتنا
ينكب فريق من الباحثين في شركة “ميتا” على تطوير تقنية قائمة على الذكاء الاصطناعي يمكنها قراءة أفكار البشر وترجمتها إلى كلمات مفهومة.
وقالت مجلة “فوكاس” الإيطالية، إن هذا النظام من شأنه أن يصبح أداة اتصال لجميع المرضى الذين تعرضوا لصدمات دماغية شديدة وأصبحوا غير قادرين على التحدث أو الكتابة أو التواصل بلغة الإشارة.
وأوضحت المجلة أن المنطقة المخصصة لتكوين الكلمات وفهم اللغة في المخ منفصلة عن تلك التي تدير العضلات الإرادية، بما في ذلك عضلات الفم، وهو ما استغله باحثو ميتا في وضع نظامهم.
طلب الباحثون من 169 متطوعاً الخضوع للتصوير بالرنين المغناطيسي والتخطيط الكهربائي للدماغ أثناء الاستماع إلى الكتب الصوتية باللغتين الإنكليزية والهولندية، ويعمل الباحثون على وضع خوارزمية بناء على نصوص الكتب الصوتية المستخدمة للتدريب، حيث يمكنهم استقراء النص فقط من خلال نشاط الدماغ.
ومن المنتظر أن ينتقل الباحثون إلى مرحلة أكثر تقدماً، يصبح فيها نظامهم قادر على قراءة الأفكار مع تقليل العوامل المساعدة والبيانات التي يمدوها به، وستكون هذه التكنولوجيا قادرة على مساعدة آلاف المرضى من غير القادرين على التواصل مع العالم الخارجي بعد تعرضهم لإصابات، لكنها تثير أيضاً العديد من المشكلات الأخلاقية، لأنها في الحقيقة تسمح لك بالدخول إلى أدمغة الناس وقراءة خواطرهم.
نظام قادر على قراءة الأفكار مع تقليل العوامل المساعدة والبيانات
وانتهى العلماء في هذه المرحلة إلى أن يكون النظام قادراً على قراءة الكلمات في الدماغ، من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي ومخطط كهربية الدماغ، وإعادة إنتاجها خارجياً في شكل نص أو ملف صوتي.
وكانت تسريبات كشفت في العام 2020 عن تسجيل صوتي مُسرب، لاجتماع سري عقده شروبر، مع مسؤولي قطاع التكنولوجيا بفيسبوك، تحدث فيه عن اعتزام شركته إطلاق تطبيق يعمل بأجهزة استشعار يستقبل الإشارات العصبية لأفكار المستخدمين، ويترجمها إلى مادة مكتوبة، عبر كائن افتراضي، يكمن داخل لعبة فيديو.
جديدر بالذكر أنه قبل بضع سنوات، انتشرت شائعات بأن عملاق التكنولوجيا «فيس بوك» يعمل على تدشين وإطلاق أجهزة استشعار للإشارات العصبية، ولكن من دون تفاصيل.
وفي العام 2020 قامن الشركة بإجراء صفقة بقيمة 740 مليون جنيهًا استرليني، مع شركة CTRL-Labs ومقرها الولايات المتحدة، قامت بتطوير سوار معصم، يمكنه قياس النشاط العصبي عبر استشعار الإيماءات الجسدية وترجمتها إلى خوارزميات تحولها إلى مادة مكتوبة أو مسموعة عبر ضوابط الكمبيوتر.
وفي عام 2019، كشف فيسبوك تفاصيل مشابهة،حول تطوير سماعة رأس قادرة على استقبال الإشارات العصبية، حينها نشر موقع Nature Communications المختص في العلوم التكنولوجية، ورقة بحثية حول تلك سماعات الرأس التي تحدثت عنها فيس بوك، وأنها قادرة على فك تشفير نشاط الدماغ عبر عبر استقبال الإشارات العصبية وتحويلها إلى خوارزمية، تترجم ما يفكر فيه الشخص إلى مادة مكتوبة أو مسموعة على الفور.