مَن ينقذ «اشتباك».. تويتر أم توم هانكس؟
لا يمكن وضع فيلم «اشتباك» (بطولة نيللي كريم)، في سلّة واحدة مع أفلام أخرى، تحقق حاليًا نجاحًا تجارياً أكثر منه فنياً، من مثل «جحيم في الهند»، و «30 يوم في العز» وغيرهما من أفلام يصفها نقاد بـ «المسفة». فالفيلم الذي أخرجه محمد دياب لا يحوي الخلطة التي باتت تضمن نجاحًا (ماديًا) لأي فيلم جديد: رقصة وأغنية شعبية وضحك. يدرك صنّاع «اشتباك» ذلك، لكنهم مصرّون على إنجاح فيلمهم والتغلب على تلك الظروف، ويراهنون في محاولتهم على جمهور وسائل التواصل الاجتماعي في مصر.
بدأت عروض «اشتباك» المصرية رسميًا الأربعاء الماضي، وتدور أحداثه قبل أيام قليلة من إسقاط حكم الإخوان. تقبض الشرطة على مجموعة من المؤيدين والمعارضين لحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي وتضعهم في سيارة ترحيلات التي تشكل المكان الذي تدور فيه أغلب أحداث الفيلم. تشارك نيللي كريم في الفيلم مجموعة من الممثلين منهم طارق عبد العزيز، هاني عادل، أحمد داش، أحمد مالك، عمرو القاضي وهو من تأليف خالد دياب.
لم يكتف محمد دياب بدور المخرج والمشارك في سيناريو الفيلم وحسب، إذ بات أقرب لدور المسوق له أيضاً، إذ تحوّل حسابه الرسمي على «الفيسبوك» لمنصة تسويقية للفيلم الذي احتفى به مهرجان (كان) واختير للعرض الافتتاحي لتظاهرة (نظرة ما). نشر دياب أخباراً بدون توقف لدفع متابعيه إلى مشاهدة الفيلم، ومنها رسالة وصلته من توم هانكس يشيد فيها بالفيلم. كتابات دياب أظهرت أيضًا تبنيه لـ «نظرية المؤامرة» ضد فيلمه. فأشار إلى أن هناك محاولة لخنق الفيلم لأسباب سياسية. لكن نظرية دياب وجدت معارضة من مستخدمين عديدين مؤيدين للدولة اعتبروا فيها إن كانت الدولة ضد الفيلم فلماذا وافقت الرقابة على السيناريو وسُمح بتصويره داخل مصر، فردً دياب قائلا إن أحد البرامج التلفزيوينة (برنامج أنا مصر) الذي يعرض على شاشة التلفزيون المصري قد هاجم في فقرة له الفيلم، فرد الجانب الآخر بأن قناة «نايل سينما» (قناة مصرية حكومية) احتفت به وخصصت له حلقة طويلة تحدث فيها دياب ونيللي كريم بكل حرية.
على فيسبوك وتويتر انطلق وسم (ادعم فيلم اشتباك) يحمل أمنيات فريق العمل بأن يشاهده أكبر عدد من جمهور «السوشل ميديا» لإنقاذه من حسابات الموزعين التجارية التي توقف رأساً عن عرض أي فيلم إن لم يحقق نجاحًا جماهيريًا سريعاً. يُعدّ الوسم سابقة، فهو أول محاولة واضحة وصريحة لتشجيع الناس على دعم فيلم غير تجاري. وغير معروف حتى الآن مدى نجاح التجربة.
كتب مستخدم على فيسبوك «أدعم فيلم اشتباك ومخرجه العالمي محمد دياب، الفن هو من يصنع الشعوب»، وكتبت مستخدمة أخرى «من كثرة الكلام على الضغوط التي يتعرض لها فيلم «اشتباك» لمحاولة إفشاله؛ بدأت أشعر أن دخول السينما ومشاهدته واجب وطني»، واعتبر ثالث أنه يدعم الفيلم لأنه «ضد بلطجة الدولة وتشويه الإعلام المتعمد لهذه التجربة المصرية الشابة»؛ وبينما كتب رابع شاهد الفيلم «أدعم فيلم اشتباك لأنه فيلم بمستوى عالمي، إخراج عبقري، قصة ممتازة». وصل الأمر إلى أن حساب يحمل اسم ثورة 25 يناير على تويتر اعتبر دعم الفيلم «أقرب لمعركة جديدة ومختلفة لدعم ثورة يناير من خلال الأعمال السينمائية».
خارج العالم الافتراضي ظهرت دعاية فقيرة للفيلم، مجرد مجموعة من الإعلانات صغيرة الحجم في بعض الأماكن ومنها كوبري 15 مايو بالقرب من وسط القاهرة، وهو ما يبين أن ميزانية الدعاية للفيلم غير موجودة تقريبًا. ربما كان هذا هو السبب الرئيس أن فريق الفيلم كثف من التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لإنقاذه.
صحيفة السفير اللبنانية