مُحلِّلٌ عسكريٌّ إسرائيليٌّ …: “أمريكا تتخبّط ونستعِّد …”
نقلاً عن مصادر رفيعةٍ جدًا في دوائر صُنع القرار في كيان الاحتلال أكّد مُحلِّلٌ عسكريٌّ إسرائيليٌّ بارزٌ، أنّ جيش الاحتلال يستعّد لعملٍ عسكريٍّ ضدّ إيران، وهو يمتلك في ذلك حرية الحركة في هذا الجانب.
وأوضح مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أليكس فيشمان، أنّ رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، تحدث خلال زيارته لواشنطن أمام نحو 20 من “الأدمغة الرفيعة في الولايات المتحدة بمجال الأمن القومي، وأكّد كوخافي لهم أنّ قرار إسرائيل بإحباط المشروع النوويّ الإيرانيّ، اتُخّذ قبل الانتخابات الأمريكيّة بعام تقريبًا”.
وأضاف المُحلِّل، نقلاً عن المصادر ذاتها أنّه “خلال هذه اللقاءات طرح كوخافي أمام الأمريكيين معضلات إسرائيلية، وعلى سبيل المثال: كان من المفترض حسب الاتفاق النووي الأول، أنْ تحصل إيران في الأول من كانون الثاني (ديسمبر) 2026 على إذنٍ بتطوير وإنشاء أجهزة طرد مركزي متطورة قادرة على تخصيب اليورانيوم بوتيرة خمسة أضعاف مقارنة بالسرعة الحالية، وفي 2031 سيكون بمقدورها أنْ تفعل ما تشاء في المجال النووي”.
ونبّه المُحلّل الإسرائيليّ أنّه ما سبق من “المنظور الاستراتيجي الإقليمي، يمكن القول إنّ هذه التواريخ تبدو وكأنّها يوم غدٍّ، وبحسب وجهة نظر رئيس هيئة الأركان، لا يتوجّب تحديد موعد بالتقويم السنوي، وإن اعتمدتم 2035 كغاية لإنهاء الاتفاق، فما الذي سيغيره ذلك، سأل كوخافي، وهو يعتقد أن على واشنطن أن تحدد موعد الانتهاء وفقا للتطورات السياسية مثل؛ استبدال الحكم في طهران أو على الأقل حدوث تغيير جوهري في نظرته للحكم”.
وذكر المُحلِّل أيضًا أنّ “هذه الأسئلة بقيت معلقةً في الهواء، لأنّ واشنطن تتخبّط في موضوع الرقابة على المشروع النوويّ الإيرانيّ، وليست لديهم إجابات جيدة كافية”، مضيفة: “رئيس هيئة الأركان واصل طرح أسئلته الصعبة”.
ووفقًا للمصادر عينها، فقد رأى كوخافي في حديثه أمام الأدمغة العاملة بمجال الأمن الأمريكي، أنّه “إن لم يطرح على الإيرانيين خيار عسكري حقيقي إلى جانب استمرار العقوبات الاقتصادية الصعبة، فليس لديهم أي سبب لإبداء المرونة، ليس من الممكن خداع الإيرانيين وتوجيه تهديدات بلا رصيد”.
وشدّدّت المصادر، كما أكّدت الصحيفة العبريّة، على أنّ “إسرائيل وأمريكا لم تتحدثا في أيّ مرحلةٍ من الاتصالات بينهما حول الخط الأحمر الذي سيدفعهما لاستخدام القوة العسكرية ضد إيران إنْ تجاوزته، كما أنّه لم يجرِ الحديث عن إلزام بخط محدد لرد الفعل، وإسرائيل تميل لعدم مطالبة الأمريكيين بتعويض إذا ما تم توقيع اتفاق جديد مع إيران، لأنّ ذلك يعني موافقة إسرائيلية ضمنية على اتفاق لا تقبله أصلاً”.
ولفتت مصادر أمنية رفيعة المستوى تتولى الاتصالات الجارية مع واشنطن في القضايا الإقليمية ومن بينها وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان، أنّ “هناك اعتقادًا بأن إدارة بايدن نفسها ليست ناضجة تماما لتوقيع اتفاق مع إيران، وواشنطن تنتظر توجهات الرئيس الإيرانيّ المُنتخب مؤخرًا، رئيسي”.
وفي ختام تحليله، الذي اعتمد على محافل أمنيّةٍ رفيعةٍ في الكيان، لفتت المُحلِّل الإسرائيليّ فيشمان إلى أنّ “كلّ شيءٍ مشروع الآن، وبإمكان واشنطن مواصلة التشاور مع تل أبيب وإعلامها بما يحدث من تقدم في المفاوضات مع إيران وبإمكانها ألّا تفعل”، مؤكِّدًا أنّ “إسرائيل لن تُفاجأ من إعلان إدارة بايدن خلال أسابيع عن التوقيع على الاتفاق، وفي المقابل تبدي إسرائيل موقفًا شفافًا وواضحًا تمامًا، فهي لا تخفي تحضيراتها العسكرية لضرب إيران عن الأمريكيين”، قالت المصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب.