يمكن التسليم بأن الممثلة السورية الشابة نانسي خوري صاحبة حضور خاص في درجاته المتقدمة، إلى جانب مقدراتها الإبداعية الوافية! تعرف كيف تقتّنص حصتها من الضوء مهما كان مساحتها مكثفة ومختصرة. تبدو كمن يقول آراءه ولو ظلّ صامتاً كلّ الوقت. تشبه نفسها فقط من دون أن يكون لها شبيه، ولا حتى معادل موضوعي. تبدو كعدد ضئيل من الممثلات السوريات اللواتي ما زلن حتى هذه اللحظة مادة خام، يمكن أن توضع في أي لحظة في السياق الصحيح لتنجز صيغة تمثيلية مهمة. في هذا الموسم، أطّلت خوري في مسلسل «الزند ذئب العاصي» (كتابة عمر أبو سعدة وإخراج سامر البرقاوي وبطولة تيم حسن ودانا مارديني وفايز قزق وأنس طيارة وجابر جوخدار وباسل حيدر ورهام القصار…) ولعبت شخصية عفراء شقيقة الزند، لكّنها على مستوى المقدرات الأدائية وقدرتها في التجسيد، لم تحضر الممثلة السورية الشابة كما ينبغي، ليس لأنها غير قادرة على ذلك، على العكس، إنما لأن الحكاية لم تتح لها فرصة الحضور الكافية!
ظلّت الشخصية ثانوية تماماً. مهمّتها أن تكون ذريعة للشخصية الرئيسية وجسراً يعبر من خلاله نحو سلوكه التمثيلي. لا تملك أي فعل خلال مشوار يمتد على مدار ثلث المسلسل.
الشخصية ببنيتها وتطورها، وخطها السردي، ومساحة فعلها، مجردة تماماً من كل أسلحتها بمنأى عن أي تدخل في جوهر الحدث! يسافر شقيقها مذ كانت صغيرة، وعندما يعود تباغته بضربة على رأسه ظناً منها أنه سارق تسلل إلى بيتها، فيما تضطر للسفر معه هرباً من الظلم الذي لحقه وتتعرض لمرض شديد قبل أن تسكن بشكل غير مبرر في بيت الممرضة التي تشرف على علاجها، ثم تفارق الحياة في مشهد ربما هو الوحيد الذي ترك فرصة أمام نانسي للكشف عن مرونة أدواتها وقدراتها الصريحة.
لذا تبدو الحفاوة بالممثلة السورية أمراً مشروعاً وضرورياً كوننا أمام حالة مجتهدة ومتجددة وطاقاتها متوهجة، بخاصة أنها صاحبة وجه نحيل محبب تتلقفه الكاميرا بشغف، تحديداً في السينما، وهي تستحق قطعاً تلك الحفاوة بدون أدنى شك! لكن الإشادة بدورها في هذا المسلسل إما تنم عن مبالغة مفرطة غير محقة، أو جهل نقدي، أو الاثنين معاً!
