نتنياهو يُحرِّض بشكلٍ دمويٍّ على فلسطينيي الداخِل: يُريدون تدمير إسرائيل.. وغانتس يبتعِد عن تشكيل حكومةٍ ضيّقةٍ تعتمِد على نوابٍ عربٍ وترامب وإدارته غاضِبان جدًا من تل أبيب

 

يوم الأربعاء القادِم، الـ20 من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، ستنتهي المُهلة التي منحها رئيس الدولة العبريّة، رؤوفين ريفلين، لزعيم حزب (أزرق-أبيض)، الجنرال بالاحتياط بيني غانتس، لتشكيل حكومةٍ في الكيان، علمًا أنّ إسرائيل أنهت السنة الأولى بدون حكومةٍ، وما زالت تُدار من قبل حكومةٍ انتقاليّةٍ يرأسها المُحرِّض رقم واحد ضدّ العرب، بنيامين نتنياهو، الذي أكّد مساء أمس السبت في توجهه إلى قادة حزب (أزرق –أبيض) أنّ أقامة حكومة ضيّقة، تعتمِد من خارج الائتلاف على نوابٍ عربٍ هي لا أكثر ولا أقّل من مسٍّ سافرٍ بالأمن القوميّ للدولة العبريّة، الأمر الذي دفع غانتس إلى الردّ عليه عبر تويتر: أنتَ في حالةٍ هستيريّةٍ، مُشكِلة إسرائيل تكمن في سقوط مئات الصواريخ على عمق الكيان، وفق تعبير قائد هيئة الأركان العامّة الأسبق، غانتس.

وكانت جلسةً عقدها الكنيست الإسرائيليّ يوم الأربعاء الماضي قد شهِدت مشادةً حادّةً، بين رئيس حكومة تصريف الأعمال بنيامين نتنياهو، وأعضاء القائمة المشتركة الذين غادروا في نهاية المطاف الجلسة. وشنّ نتنياهو في كلمته أثناء الاجتماع هجومًا حادًّا على المُشرِّعين العرب، متهمًا إيّاهم بدعم الإرهاب في غزة ومحاولة إلقاء اللوم على الإسرائيليين كمجرمي حرب، على حدّ تعبيره.

واستدعت تصريحات نتنياهو ردًّا غاضبًا من نواب القائمة المشتركة، ثالثة أكبر قوة في الكنيست، بمن فيهم رئيس “الحركة العربية للتغيير” أحمد الطيبي الذي قاطع رئيس الوزراء ووصفه بأنّه “كاذب ومحرّض”. وبعد ذلك، أمر رئيس الجلسة بطرد الطيبي من قاعدة الاجتماع برفقة أحد عناصر الأمن في الكنيست، وقرر النواب الآخرون عن القائمة المشتركة مغادرة الجلسة أيضا احتجاجا على ما جاء على لسان نتنياهو. وقال النائب وليد طه مقاطعًا نتنياهو: “كفاك تحريضًا على النواب العرب! تمارس التحريض بحق المجتمع العربيّ بشكلٍ دائمٍ، مُضيفًا في الوقت عينه: لا يليق برئيس حكومة أنْ يُحرِّض ضد النواب العرب بهذا الشكل المعيب، على حدّ قول النائب العربيّ في الكنيست الإسرائيليّ، وأتى ذلك على خلفية التصعيد الجديد حول قطاع غزة إثر اغتيال إسرائيل القيادي في “سرايا القدس” الشهيد بهاء أبو العطا، وتبادل القصف بين إسرائيل وفصائل المُقاومة في قطاع غزّة خلال الأسبوع الماضي.

وترافق هذا الحدث مع حملة تحريضٍ غير مسبوقة شنّها نشطاء اليمين الإسرائيليّ على شبكات ووسائط التواصل الاجتماعيّ، وشارك فيها نتنياهو نفسه، الذي كتب على صفحته أنّ العرب في إسرائيل يُريدون تدمير دولة إسرائيل اليهوديّة، وقد اضطر نتنياهو إلى إزالة هذه التغريدة إثر الضجة التي أثارتها ضدّه، حتى في صفوف بعض قوى اليمين.

وقد أجمع المراقبون على تحليل تصرفات نتنياهو الأخيرة على أنّها ناجمة عن عصبيته الشديدة بسبب الشعور بأنّ احتمالات فقدانه الحكم باتت أكبر من أيّ وقتٍ مضى، لذلك فهو لا يُوفِّر أيّ وسيلةٍ لاستخدامها في المعركة، بل في حرب البقاء التي يخوضها، وباتت أشبه بمعركة حياةٍ أوْ موتٍ، إذْ أنّ فقدانه السلطة يعني أنّه سيدخل السجن بعد إدانته بتهم الفساد وخيانة الأمانة وتلقّي الرشاوى من رجل الأعمال الإسرائيليّ، شاؤول ألوفيتش.

في السياق عينه، كتب اليوم الأحد المُحلِّل السياسيّ المُخضرَم في صحيفة (معاريف) العبريّة، بن كاسبيت، كتب أنّ نتنياهو بادعائه أنّ تشكيل حكومةٍ تعمِد على أصوات نوابٍ عربٍ من القائمة المُشتركة تمسّ بالأمن القوميّ لإسرائيل هو محض افتراء وكذب، وعبّر المُحلِّل عن اعتقاده بأنّ غانتس اقترب جدًا من تسلّم منصب رئاسة الوزراء في تل أبيب، ولكن لأسبابٍ موضوعيّةٍ وذاتيّةٍ، يبدو أنّه سيضطر للانتظار جولةً أخرى، أيْ أنّ إسرائيل في طريقها لانتخاباتٍ ثالثةٍ في فترة سنةٍ، وأنّ الموعد الذي بات على ألسنة الجميع هو العشرين من شهر آذار (مارس) المُقبِل، كما قال كاسبيت.

إلى ذلك، قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة اليوم الأحد، إنّ المسؤولين في البيت الأبيض والحكومة الأمريكيّة، يؤكّدون أنّ واشنطن تشعر بالضيق، لأن خطة “صفقة القرن” قد توقفت منذ شهور، لافتةً إلى أنّ الأمريكيين يشعرون بالإحباط من السياسة الإسرائيليّة والأزمة السياسيّة الراهنة، التي منعت تقديم الجزء السياسي من صفقة القرن”، مشددة على أنّ الولايات المتحدة محبطة حقًا من هذا الوضع.

وأضاف نقلاً عن مسؤولين في البيت الأبيض، أنّ الوضع الحالي يخلق الإحباط والدهشة والغضب، مشيرة إلى أنّ الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب يشعر بخيبة أملٍ شديدةٍ من نتنياهو، ويتحدث عنه سلبًا، مؤكّدةً أنّ ترامب قرر التخلّي عن نتنياهو بعد فشله في الجولة الأولى من انتخابات نيسان (أبريل) الماضي، وعدم مساعدته في الجولة الثانية، مُوضِحةً أنّه ساعده بالجولة الأولى، حينما دعاه إلى البيت الأبيض وأعلن الاعتراف بهضبة الجولان وتصنيف الحرس الثوريّ الإيرانيّ كمنظمةٍ إرهابيّةٍ، كما قالت المصادر بواشنطن.

صحيفة راي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى