«نجوم» دراما رمضان ضحايا هفوات تاريخية وتقنية
لا تعتبر الأخطاء الفنية في الأعمال التلفزيونية العربية والعالمية أمراً جديداً، إذ وقعت فيها «فخامة» هوليوود مرات كثيرة، في أفلام ضخمة مثل سلسلة «هاري بوتر» و«تروي» والجزء الأول من «توايلايت» وغيرها. إلاّ أن كمية الهفوات التي وقعت فيها باكراً الدراما «الرمضانية» هذا العام كانت لافتة، فأتى بعضها إخراجياً أو فنياً وتقنياً، وبعضها الآخر تاريخياً، وفي ذلك يكون اللوم على الكاتب. وفي وقتٍ اكتشف فيه الجمهور أخطاءً معينة، لم ينتبه إلى أخرى. ولا يمكن تناول هذه الأخطاء، من دون الإشارة إلى ضغط التصوير الذي تعيشه المسلسلات الرمضانية في شكل خاص بسبب ضرورة الانتهاء منها قبل الشهر الفضيل، علماً أنّ ثمة أعمالاً نشاهدها اليوم على رغم أنّها ما زالت تُصوّر حتى هذه اللحظة، ومنها على سبيل المثل «العرّاب» لمخرجه المثنى صبح ونص وحوار حازم سليمان.
ولعلّ الخطأ الأبرز الذي يمكن التوقف عنده في المسلسلات الحالية هو ذاك الذي وقع فيه مسلسل «العراب – نادي الشرق»، لا لأن الخطأ فادح أو مؤثر، بل لأنه على بساطته حصل في عمل يتولى إخراجه حاتم علي، أحد أهم المخرجين السوريين حالياً وأكثرهم دقة، وهو المعروف عنه في الوسط الفني بأنه «يستيقظ وينام مع نصه لمدة طويلة قبل بدء التصوير»، من أجل دراسته وتحديد الرؤية الإخراجية كاملةً. وحدث هذا الخطأ في الحلقة السادسة، حين تتصل «سوزان» (دانا مارديني) من لبنان بعمها «زاهر» (وائل زيدان) في سورية، لكنّ الرقم يظهر في لقطة قريبة بلا رمز دولي.
ولم يسلم «باب الحارة» في جزئه السابع من تهكّم متابعيه، بعدما ظهر بائع الخضار «أبو مرزوق» (محمد الشمّاط) في مشهد عزاء «نادية» (ميسون أبو أسعد)، معتبرين أن الشخصية ظهرت بعد وفاتها، فعلقوا على الأمر تحت عنوان «سبحان من يحيي العظام وهي رميم». لكنّ شخصية «أبو مرزوق» لم تمت فعلاً في الأجزاء السابقة، إنما اختفت بلا مبرر درامي، بسبب مرض الممثل الكبير وتغيبه عن التصوير لإجراء جراحة القلب، وفق ما أكدت مصادر من العمل لـ»الحياة»، عازيةً السبب في عودته إلى محبة الشمّاط الكبيرة للمشاركة في العمل على رغم ظروفه الصحية.
ووقع مسلسل «حارة اليهود» المصري، من تأليف مدحت العدل، وإخراج محمد العدل، في خطأ تاريخي على لسان بطلته «ليلى» (منة شلبي) منذ حلقته الأولى، حين باعت لأحد زبائن المتجر الذي تعمل فيه، زجاجة عطر «باكو ربان»، علماً أن مصمم الأزياء الفرنسي والإسباني الأصل، عمل لمصلحة دور مثل «جيفنشي» و»ديور»، ولم يؤسس داره الخاصة إلّا بحلول عام 1966، بينما أحداث الحلقة الأولى من «حارة اليهود» تدور في الفترة الزمنية الممتدة بين عامي 1948 و1954، إبان الحرب العربية ضد إسرائيل، وفترة تهجير اليهود خارج مصر في ذلك الوقت. ودلّ على ذلك أيضاً وجود الجنود الإنكليز في حانة مصرية، إضافة إلى الإشارة إلى «فضيحة السلاح» خلال الحرب والهدنة التي حدثت في 24 شباط (فبراير) عام 1949.
وفي مصر أيضاً، وقع مصمم «الغرافيكس» في مسلسل «الكبير أوي» في خطأ فادح خلال الحلقة الأولى من العمل (إخراج إسلام خيري وسيناريو وحوار مصطفى صقر ومحمد عز الدين وتامر نادي، ويؤدي بطولته صاحب الفكرة الفنان أحمد مكي). وفشل المصمم في تركيب شخصيتي أحمد مكي «حزلئوم» و»الكبير» عندما كانا يتحدثان مع شقيقهما نعيم، فمسح جزءاً من يد «حزلئوم»، مما أثار سخرية المستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي، فأطلقوا «هاشتاغ» يقول: «إيد مكي اتكلت».
وفي الحلقة الخامسة من «مريم»- من كتابة أيمن سلامة وإخراج محمد علي- تتعرض «ملك» (هيفا وهبي) لـ»علقة ساخنة» في الشارع على يد نساء «قادرات»، ما يودي بها إلى المستشفى، ولكن من يتأمّل هيفا قبل الشجار ودخول المستشفى، وبعد الخروج منه، لا يمكن أن يلمس أي فارق في وجهها أو حتى تسريحة شعرها، على رغم الضرب المبرح الذي تعرضت له. ويمكن الاعتبار أن «ملك» رتبت نفسها قبل دخولها المنزل خوفاً على شعور ابنتها، لكنّ ذلك لا يبرر عدم وجود أي كدمة ظاهرة وبقاء تسريحة الشعر على حالها.
وتنضم هذه الأخطاء إلى أخرى اكتشفها الجمهور فتهكم عليها مطولاً على شبكات التواصل الاجتماعي، مثل إمساك باسم مغنية بجواله رأساً على عقب في مسلسل «24 قيراط»، أو مسك غادة عبد الرازق يد محمد ممدوح «المكهرب» في مسلسل «الكابوس» من دون وصول الصعقة الكهربائية.
صحيفة الحياة اللندنية