نجوم من سوريا ولبنان تصدّروا المشهد الدرامي في رمضان 2019 فمن نجح ومن أخفق؟

 

انتهى الماراثون الدرامي الرمضاني وبدأ الفنانون يحصدون ثمار ما زروعه طوال الشّهر الفضيل، بعضهم استحقّ تصفيقاً، والبعض الآخر استحقّ تنبيهاً لضرورة مراجعة خياراته، والبعض الآخر مرّ دوره مرور الكرام، ظلمه سوء العرض، وسوء الترويج وربّما سوء الخيار.

الأعمال الدرامية الرمضانية في ميزان النقاد وهذه هي المسلسلات الأفضل والأسوأ سيدتي” التي واكبت الأعمال الرمضانيّة طوال شهر رمضان، ترصد أهم النجوم السوريين واللبنانيين في تقييم لأدائهم، من نجح ومن أخفق ومن راوح مكانه؟

باسل خياط

في الحلقات الأولى من مسلسل “الكاتب” ، بدت شخصية يونس جبران التي لعبها باسل خياط نافرة الأداء، مع مبالغة في تعابير وجهه، طريقة كلامه، لغة جسده، يحسب للفنّان أنّه يصنع كاراكتيراته سواء أخفق أم أصاب أداء خياط للشخصيّة اختلف في الحلقات الأخيرة، بدا متمكناً من الشخصيّة، بعيداً عن المبالغة، ضابطاً إيقاع الدّور، وكأنّه تمرّن عليه خلال التصوير فحسب، وهي إحدى سيئات الأعمال التي تكتب وتنفّذ في وقتٍ قصير، ويعرض العمل بالتزامن مع توقيته، فيصاب الممثل بإحباط يؤثّر على أدائه، ويقلب ملامح شخصيّته رأساً على عقب تبعاً للانتقادات وليس للتطورات الدرامية للشخصية.

تيم حسن

في ” «الهيبة الحصاد» ” نجح تيم حسن في إخراج جبل الشيخ جبل من صورة الرجل الجبار الذي لا يقهر، ليقدّم جانباً من شخصيته الرومانسيّة، المنكسرة، القابلة للمساومة، المهزوم أمام سطوة الحب الذي هبط عليه من حيث لا يدري، وأمام سيل رصاص حلّ عليه من حيث لا يدري أيضا قدّم تيم حسن كلّ ما لديه، إلا أنّ صنّاع العمل لا زالوا يراهنون على جبل شيخ الجبل، وأمام تيم فرصة لخوض مغامرة غير محسوبة العواقب في الهيبة، أو مغامرة جديدة مفتوحة على كل الاحتمالات. وكل الاحتمالات تشير لغاية الآن إلى أنّ ظاهرة جبل الشيخ جبل باقية وتتمدّد وتحصر تيم في دور استنفد كلّ ما لديه.

سلافة معمار

هي واحدة من الرابحين في الماراثون الدرامي، إذ أنّها تفوّقت في مسلسلي “مسافة أمان” و”حرملك”، بدورين مختلفين، وعملين مختلفين، لا يشبه أحدهما الآخر، الأوّل واقعي يضع يده على الوجع السوري المعاصر، والثاني تاريخي من النوع الفانتازي، وفي كليهما كانت سلافة بطلة، أتقنت دورها، ونجحت في تصدّر المشهد الدرامي.

قيس الشيخ نجيب

ينطبق على قيس ما ينطبق على سلافة، فهو شريكها في “مسافة أمان” و”حرملك” كان يصوّر العملين في توقيت واحد، يسافر بين سوريا والإمارات لينجز الدورين، ويعطي لكل دورٍ حقّه ويثبت أنّه صاحب الأداء المطواع أينما وجد.

عابد فهد

شارك عابد فهد في الماراثون الدرامي بمسلسلين “عندما تشيخ الذئاب”، و” «دقيقة صمت» “، وتمكّن من حصد أصداءٍ إيجابيّة عن دوره في العملين في “دقيقة صمت” كان ثمّة إجماع على أنّ الممثّل قدّم واحداً من أفضل أدواره، في وجبة دراميّة ثقيلة تحترم عقل المشاهد، بعيداً عن الأعمال التجارية التي شارك فيها خلال السنوات الماضية ونال عنها الكثير من الانتقادات.

أويس مخللاتي

كان هذا الموسم الحلقة الأضعف في الهيبة، وقع أويس مخللاتي في فخّ المبالغة في دور الأعمى، وبدا صخر الهيبة وكأنّه يقف في بعض مشاهده أمام الكاميرا للمرّة الأولى.

قصي خولي

لم يقدّم قصي خولي في ” خمسة ونص ” أفضل ما لديه، فقد وقع في فخّ المبالغة في أدائه دور غمار الغانم، الذي انقلبت شخصيته رأساً على عقب، دون أي مبرّر درامي، من رجل يقطر رومانسيةً، إلى شخصٍ شرس، ينتقم لماضيه، دون أن يترك للمشاهد إمكانيّة التعاطف معه حاول قصي أن يعطي أفضل ما لديه، فوقع في فخّ الاستعراض، وتفاوت أداؤه بين مشهدٍ وآخر، إلا أنّه بالمجمل لم يقدّم أداءً سلساً لشخصيّة معقّدة ولم يكن من الرابحين في الماراثون الدرامي.

سيرين عبد النور

قد لا يكون دور “نور رحمة” الذي أدّته في ” «الهيبة الحصاد» ” أصعب أدوارها، لكنّه الدور الذي قلب أحداث الهيبة، وعليه بنيت تطوّرات المسلسل، ومنه انطلقت الأحداث وصولاً إلى خاتمة مفتوحة على كل الاحتمالات تمكّنت سيرين من العودة بقوّة تحسب لها، لم تكن مجرّد عنصرٍ نسائي في مسلسل ناجح جماهيري لإضفاء مسحة من الرومانسية، بل كانت محرّك أحداث العمل، بعد سنوات شهدت خلالها مسيرة الممثلة صعوداً وهبوطاً، لتسجّل هذا العام حضوراً استعاد بريق السّنوات الماضيّة.

عبدو شاهين

عودة شاهين إلى الحياة في الموسم الثالث من الهيبة أعطت للمسلسل حياةً، فقد أثبت عبدو شاهين أنّه واحد من أركان الهيبة الأساسيين، غيابه عن الحلقات الأولى عندما كان غارقاً في غيبوبة، وعن الحلقة الأخيرة دون مبررٍ درامي أحدثا فراغاً، عزّز مكانته.

نادين نجيم

لا يمر مسلسل تشارك فيه نادين نجيم مرور الكرام، اسمها وحده كان أحد أهم عناصر الجذب في مسلسل ” خمسة ونص “، ودورها كان العقدة الرئيسية الطبيبة، والنائبة، والزوجة المعنّفة، والأم التي تناضل لحضانة ابنها، والزوجة الخائنة، في توليفة دراميّة طرحت الكثير من الرسائل غير الموظّفة بطريقة دراميّة مبرّرة في سياق المسلسل قدّمت نادين دوراً جيداً، إلا أنّه لم يخرج عن دور المحامية الذي قدّمته العام الماضي في مسلسل “طريق”، باستثناء الحلقة الأخيرة حين تزاحمت الأحداث لتقدّم مادّة دراميّة غنية، كان بالإمكان استثمارها في الحلقات الأولى التي وقعت في فخ الملل والتطويل.

ندى أبو فرحات.

في مسلسل “الكاتب” كانت ندى أبو فرحات بدور دينا زوجة يونس جبران (باسل خياط) واحدة من عناصر قوّة مسلسل أنهكته تفاصيل السيناريو الضعيف والجوّ الضاغط وضعف اختيار الممثلين المساندين في العمل لعبت دورها بحرفيّة، لم يخذلها الأداء في أصعب مشاهدها، تستحق دور البطولة المطلقة لا أن تكون مجرّد سنّيدة لأبطال يحتاجون دوماً من يسندهم.

غابرييل يمين

بدور أبو سعيد، نجح الممثل غابرييل يمين في مسلسل “الكاتب” في إضفاء ثقلٍ على مسلسل وضع فيه ممثلون محترفون بمواجهة ممثلين يقف بعضهم للمرّة الأولى أمام الكاميرا ولا يمتلك أدنى موهبة نجح غابرييل يمين في رفع العمل إلى مستوى عالٍ من الحرفية خصوصاً في مشاهده المشتركة مع باسل خياط وندى أبو فرحات.

ماغي بو غصن

تستحق ماغي بو غصن في مسلسلها ” بروفا ” شهادة تقدير. فبعيداً عن مضمون المسلسل الذي يعالج قضايا المراهقين ويقدّم مادة دراميّة تستحق المشاهدة، فقد تنازلت ماغي عن دور البطولة المطلقة، ووقفت جنباً إلى جنبٍ مع شباب يقف للمرّة الأولى أمام الكاميرا، في عملٍ بطله الأساسي النص، والممثلون فيه لخدمة موضوع النص برعت ماغي في تقديم دور ليال، بشخصياتها المتعدّدة، المرأة الساذجة، العاشقة، المسكينة، المثابرة، اليائسة، المفعمة بالأمل، كما برع معها ممثلون اختيروا بعناية ليلعب كلّ منهم دوره ببراعة، تسجّل لصنّاع العمل، بانتظار بطولات جماعية بعيداً عن الأعمال التي تدور حول بطل واحد وقصّة واحدة تغرق غالباً في الروتين والملل.

ورد الخال

في رمضان كانت ورد الخال رافعة مسلسل “أسود”، قدّمت أفضل ما لديها، دور الجلاّدة والقاضية والضّحية، كما قدّمت دور أم داليدا خليل، الممثلة التي تصغرها بسنوات قليلة، وهو تحدٍ ترفض خوضه الكثير من الممثلات بعيداً عن الانتقادات التي وجّهت إلى المسلسل، حقّقت ورد إجماعاً على أدائها المبهر، في واحدٍ من أصعب أدوارها الذي اتقنته بتفاصيل تفاصيله.

دانييلا رحمة

في مسلسل “الكاتب” لعبت دانييلا رحمة دور المحامية مجدولين، التي تغرم بكاتب حدّ الهوس وتنغمس في جرائم قتل لتحميه. درست تفاصيل شخصّيتها جيداً، هي الهادئة التي تختزن داخلها بركان نار، العاقلة التي تزين الأمور بحكمة وتسدي النصائح، وفي داخلها رواسب ماضٍ ومرضٍ لم يشفَ بعد انتقدها البعض بسبب لكنتها الأجنبية، وهي عامل جذب وعلامة فارقة قد تعجب البعض وقد لا تعجب البعض الآخر، يحسب لها أنّ تقدّم دورها بعيداً عن الاستعراض، رغم الظروف السيّئة التي كانت تصوّر فيها، وهي تدرك أنّ الجمهور الذي رفع مسلسلها “تانغو” العام الماضي إلى مصاف الأعمال الأنجح، لم يصفق لـ”الكاتب” بنفس القدر.

في رمضان 2019، كان لافتاً تصدّر نجوم الزمن الجميل في الدراما اللبنانية المشهد، من عايدة صبرا وجوليا قصّار وختام اللحام ونوال كامل ورفيق علي أحمد و رولا حمادة ونهلة داوود ونقولا دانيال وسميرة بارودي ووفاء طربيه وغيرهم من الممثلين الذين أعطوا ثقلاً للأعمال التي شاركوا فيها، والذين أكّدوا أنّ البهرجة والصورة الجميلة والإنتاج الضخم لا تغني عن موهبة الممثّل الذي يصنع بأدائه كل الفرق.

 

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى