ندوة كاتب وموقف تسأل عن سرقة الدراما السورية
ندوة كاتب وموقف تسأل عن سرقة الدراما السورية …تعود ندوة كاتب وموقف التي رافقت عقودا طويلة من تاريخ إذاعة دمشق لنبش ملف الأزمة الدرامية السورية من خلال حوار أثاره الإعلامي المعروف عبد الرحمن الحلبي في المركز الثقافي العربي في أبي رمانة، وقد دعا لهذه الندوة الكاتب الدكتور فؤاد شربجي والمخرج المعروف غسان جبري والمخرج هشام شربتجي إضافة إلى الناقد عماد نداف ..
أثارت الندوة حوارا ساخنا يتعلق بالبدايات والنهايات وتداخلات الدراما مع الرأسما العربي الذي اتهم بسرقتها ، فحكى المخرج غسان جبري عن البدايات في عام 1960 من خلال تجربته الذاتية التي رافقت بدايات التلفزيون، فقال ” بدأنا بمشاهد حوارية، أول مشهد كان ” موقف حرج” ، وشارك في كتابته عادل أبو شنب وقدمه ماجد الشبل ، ثم انتقلت الدراما إلى المسرح العالمي المترجم ، وكتب سليم قطايا ” ساعي البريد” حيث يأتي الفنان عمر حجو برسالة من مستمع ويقرؤها ..
بعد هذه التجربة ، يقول غسان جبري إنه جرى إرسال البعثات إلى خارج سورية لتعلم الكتابة والاخراج وغيرها، فساهر هو إلى ألمانيا . وتأتي بعدها مرحلة اللجوء إلى الأدباء والكتاب وتوقف عند تجربة الشاعر محمد الماغوط والكاتب عادل أبو شنب ..إلخ .
عام 1966 صدر قرار بتشكيل شعبة الدراما ،وقد حد من تجربة هذه الشعبة سيطرة دائرة الرقابة ..
الدكتور فؤاد شربجي، وهو كاتب اشتهر بأعماله الرائدة عن البيئة الشامية التي أثارت حوارا صاخبا في وقته كمسلسل (أبو كامل) الذي نسج بعده مجموعة أعمال بارزة كالنصية والداية ، كما اشتهر بمسلسل الخشخاش الذي كان أول من طرح موضوع المخدرات، أي أنه من المعنيين فعلا بصناعة الدراما وتاريخها، فقرأ تطور صناعة الدراما على أنه يعود إلى مرحلة مابعد المرحلة الأولى(الفن البدائي) ، ىفعندما ظهر التلفزيون الملون بدأ الفن التلفزيوني يتطور وحصل ذلك في السعينيات عندما أمسك صناع الدراما بأدوات الابداع الدرامي بشكل منتشر وكامل .
ونبه الدكتور شربجي إلى مشكلة ثقافية بعد أن بهرت صناع الدراما كلمة مخرج ، فقد كان المخرجون يسيطرون على الدراما فنسوا الثقافة التي دخلوا فيها ، وفيما بعد سرق الخليج الأدوات الفنية وصار كل شيء يدار من هناك بل كانت الرقابة في التلفزيون تدون ملاحظة على النصوص تقول ” مع الأخذ بعين الاعتبار السوق الخليجية”
وتحدث عن جرأة طروحات الدراما فمسلسل أسعد الوراق ناقش قضية خطيرة على الشاشة هي ( الله والفقر) ـ وهذا لم يحصل فيما بعد . ثم كثف الدكتور فؤاد شربجي وجهة نظره بعبارة تقول ” نحن نمتلك أدوات عمل فني ، لكنا تناسينا الهم الثقافي وتنازلنا عنه للممول ”
أما الناقد عماد نداف فقد تحدث عن أسباب نجاح الدراما الأولى، فقد نجحت عندما كانت :
تبحث عن الواقع والحياة والتاريخ والانسان معا . كمسلسلات حارة القصر ، حكايا الليل ، انتقام الزباء ، ولأن الدولة كانت ترعاها فهي منتج عام لايتدخل به إلا القانون وهوية الدولة السورية أما الشرائح المستهدفة فكانت في جوهرها الأسرة السورية ورفاهيتها وتثقيفها وامتاعها، و كانت الهوية وطنية أخلاقية جامعة .وترتكز ترتكز على صدق العاملين فيها وإبداعهم .
وسأل الناقد المذكور :
كيف صارت الدراما؟ وقال : ضاع الواقع منها في جوهر البنية الأساسية للإنسان السوري ، وصار التاريخ أداة تشويق والفن ابتعد عن البساطة. لم يعد صادقا صار إثارة . كما تراجعت الدولة ، وحل انتاج التجار والفاسدين وغاسلو الأموال إضافة إلى التمويل الخليجي الذي سحب الدراما إلى جانبه ، وهذا يعني تحقيق شروطهم وارتهاناتهم التي لعبت دورا كبيرا في تغيير هوية الدراما وتسخيرها لأهداف أخرى .
وقد أثارت طروحات المشاركين التي غاب عنها المخرج هشام شربتجي نقاشا مهما تدخل فيها الحضور الموجود في قاعة المركز وفق تنظيم مدير الندوة الإعلامي عبد الرحمن الحلبي ، وقال الدكتور شربجي : نحن اليوم ، وبسبب تضييع المشروع الثقافي ينبغي أن نكون واضحين وغير مجاملين ، فقد ضاع المحتوى بالمخرجين وصاروا وسطاء لكي يستمر العمل التلفزيوني منبها إلى ضياع المؤلف الدرؤامي الذي لايوجد تنظيم نقابي له ، وقال : إن المنتج الرسمي للدراما السورية ليس لديه محتوى ثقافي، وكذلك حال الذين دخلوا على الانتاج برؤوس أعمالهم .
كذلك أورد المخرج غسان جبري وقائع عن إهانة المخرجين من الممولين الخليجيين بتدخلهم في العمل بناء على أمزجة ليست مختصة وقال إنه تقاضى 4600 ليرة سورية كتعويض عن إخراج مسلسل الزباء ، فرد الدكتور فؤاد شربجي بأن هذا المبلغ كان يشتري بيتا !