نوافذ للشعر الليل….. أبيض !
نوافذ للشعر الليل….. أبيض !
ـ 1 ـ
الآن…
بعد أن عدت “منك” …
أضع الركوة على النار…
أغلي اشتياقي “إليك” .
اترك لك اختيار أغنية قديمة تمجد الأبواب.
بعد رشفتين…
سأخرج إلى كل شيء…
لكي أغسل الدروب التي… أوصلتك ” إلي” !
ـ 2 ـ
بعد خمسين عاماً من لقائنا الأول…
احدودب الطريق، وأنا ذاهب إليك، وتلعثمت قدماي.
قرعت باباً خطأ. فتحت عجوز ظنتني حدّاد سباكها المكسور.
قرعت أبواباً عديدة أخرى… ولم يفتح أحد.
ـ ” أنا في التيه… إذن”.
ـ لم يبق أمامي سوى أن أقرع أبواب دمشق السبعة…
وأدخل فاتحاً مسالماً، بسيف من حليب ساخن، وأسأل المارّة
المذعورين مني:
“من رأى منكم… حبيبي؟!”
ـ 3 ـ
دقي الباب بإلحاح…
أمس أرّقني كل هذا الشهيق… للحصول على الحرية.
ناولني أحدهم رصاصتين… لكي أنام.
نمت…
ما زلت نائماً…
سأبقى نائماً.
دقي الباب بإلحاح شديد…
فأنا “صديق ” نائم!
ـ 4 ـ
الأعمى…
هو الوحيد الذي لم ير رائحة جمالك
هو أصم أيضاً… كما يبدو…
ولذا… كنت أنت من استحق الموت!
ـ 5 ـ
الليل يشفق على الحيوانات…
وعلى الإنسان أيضاً.
لليل عادات بيضاء…كأنه أبيض…
يصغي إلى الثاكلين…
ولكنه لا يفعل شيئاً…
فكلنا في عيون الليل… زنوج!
ـ 6 ـ
انج بنفسك…
اهرب من هذه البلاد…
أبحر في المحيطات…
اذهب إلى شمال النجاة، وجنوب أوهام الغرباء.
اذهب إلى موطىء قدم الإنسان الأول…
صوّر الزمن في جمجمة العصور، واتركني هنا…
هنا في هذه البلاد…
أنا وهؤلاء الذين تحطمت مرافقهم ومراكبهم .
……………
وعندما تعود إلينا، غانماً وسالماً…
ابحث عني كرجل آيل للانقراض…
ولسوف تراني هنا، في نفس المكان، كما تركتني، هنا في
نفس المكان… كما تركتني: متمهلاً أرفو حذائي ودروبي.
أدخن ، على شرفة، غليون السحاب.
إلى جواري… مفيد ما لم يصبح شاعراً بعد،
يقشر لي كسنجاب ذهبي… لوز الأيام!
ـ 7 ـ
الساعة… منتصف هذه الليلة...
في وجه أصحابي… وكل الذين أحبّهم…
سأرمي هذه الجمرة، التي في يدي،
دون خوف عليهم…
ذلك لأنني واثق بأصلها القديم… الوردة !