هذه هي مفاجئة إسرائيل الكبيرة التي تجهزها لغزة والمقاومة تستنفر وتعميم لقادة الفصائل بالحذر من الاغتيال أو الخطف..
نادر الصفدي
يعيش قطاع غزة حالة غير مسبوقة من الترقب الحذر والمقلق، خشية اشتعال جولة تصعيد مفاجئة جديدة في أي لحظة، وتكون ويلاتها وآثارها لا تقل شراسة وتدميرًا عن الجولات السابقة التي نجح الاحتلال الإسرائيلي وبكل جدارة أن يسجل اسمه بالخط العريض في الإجرام والدموية.
الحالة التي يعيش فيها سكان غزة هذه الأيام، مشابه تمامًا لجولات التصعيد الأخيرة، فكل المؤشرات تُرجح أن “الحرب الصغيرة” قد تندلع بأي لحظة، في ظل تصعيد إسرائيلي غير مسبوق من اعتداءات وجرائم وقتل في قطاع غزة والضفة الغربية وحتى القدس.
هذه المؤشرات عززتها التصريحات الإسرائيلية والتهديدات المتكررة من قبل قادة جيش الاحتلال ووزراء الحكومة المتطرفة، بضرورة ضرب عمق المقاومة في قطاع غزة، بشكل مُركز وقوي، لضمان عدم “تشكيل أي تهديد” في الفترة المقبلة، على الأقل لسنوات مقبلة.
المقاومة في قطاع غزة، لا تضع يدها على خدها هي الأخرى فحالة الاستنفار التي تعيشها يمكن أن تصل للقصوى، خاصة بعد وصولها الكثير من رسائل التحذير من عواصم عربية وحتى أوروبية تطالبها فيها بالحذر الشديد، من لحظة “غدر” إسرائيلية قد تكون قريبة جدًا كون مفاجآت الاحتلال لا تنتهي.
الجميع بات يترقب لحظة الانفجار في قطاع غزة، في ظل تخوف لا يخفى على أحد من أن تكون الجولة المقبلة “طويلة ومدمرة” خاصة أن الاحتلال دائمًا ما يبدأ بغزة جولاته الدامية من مكان انتهاء آخر جولة والتي شهدت مجازر كبيرة وتدمير للبنايات السكنية والأبراج والمؤسسات.
“المقاومة في غزة على أهبة الاستعداد وجاهزة للتصدي لأي عدوان، والمفاجآت قادمة”، كانت هذه الجملة المشتركة لتصريحات الكثير من قادة فصائل المقاومة في القطاع، وهو الأمر الذي يؤشر على أن هناك ما يدور في الخفاء والأيام المقبلة كفيلة بكشف كامل أوراقها.
الكل يُجمع على أن جولة التصعيد المُقبلة على قطاع غزة هذه المرة لن تكون كسابقتها، في الأوراق السياسية والأمنية تغيرت خاصة عند الجانب الإسرائيلي، والتي يريد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يعيد التحكم بها، وأن أي عملية اغتيال لقادة بارزين في المقاومة أو شن عملية عسكرية “خاطفة وثقيلة الأهداف” من قتل أو تدمير أو حتى اختطاف لقادة الفصائل في غزة، قد ترفع أسمه أمام الضغوطات الكبيرة التي يتعرض لها داخل إسرائيل، خاصة في ظل الاحتجاجات المتصاعدة التي تطالب بإسقاط حكومته.
وعلى الجانب الآخر، يخشى سكان قطاع أن تعيدهم جولة التصعيد المقبلة لحرب دامية أخرى، خاصة وأنهم حتى هذه اللحظة يلملموا جراح وويلات الجولة الأخيرة التي استمرت لأيام معدودة، وراح ضحيتها مئات الشهداء والإصابات.
فهل اقتربت الحرب بلغة الميدان؟ ومن سيدفع ثمنها الأكبر هذه المرة؟ ولماذا دائما تفشل الوساطة في البداية؟ وهل ستكون هناك مفاجآت مثل وعد المقاومة؟
صحيفة رأي اليوم الألكترونية