هل أصاب ترامب عندما وصف خطوة بوتين بالعمل “العبقري”؟
ان يشيد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب باعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، ويصف هذه الخطوة بأنها عمل “عبقري” خلال مقابلة إذاعية مع محطة يمينية، فإن هذه الإشادة التي نعترف بأنها تأتي في اطار المناكفة لخصمه السابق والرئيس الحالي جو بايدن، تنطوي على الكثير من الصوابية، لان “إدارة” الرئيس بايدن لهذه الازمة جاءت مليئة بالأخطاء الاستراتيجية، وتكشف عن سوء تقدير معيب للأوضاع الحق ضررا كبيرا بمكانة الولايات المتحدة.
صحيح ان الرئيس السابق دونالد ترامب لم يشرح اكثر أسباب “توصيفه” لخطوة بوتين بـ”العبقرية” والذكية، واكتفى بالقول بأن هذه الازمة الأوكرانية ما كانت ستحدث لو كان في البيت الأبيض (بحكم صداقته الغامضة مع بوتين)، ولكن من الواضح ان الرئيس بوتين خرج الفائز الأكبر “حتى الآن” بسبب “غباء” الرئيس بايدن وتردده في الرد بطريقة فاعلة، عسكرية او سياسية، حسب ما اعطى من انطباعات، واكتفى بالتهديد بفرض عقوبات اقتصادية ضد روسيا، بات واضحا ان الرئيس الروسي استعد جديا لإجهاضها مبكرا، والرد عليها بخطوات انتقامية روسية صينية مشتركة بما قد يؤدي الى إعطائها نتائج عكسية.
دونالد ترامب وضع الصين على قائمة اعدائه عندما كان في الحكم، بينما اختار بايدن الصين وروسيا كعدوين لدودين محتملين، الامر الذي أدى الى توحدهما ضده في جبهة واحدة، وهذه خطيئة استراتيجية قد تكون مكلفة على جميع الأصعدة.
حتى لا يساء فهمنا، نقول انه اذا كانت خُصله الذكاء هي معيار القياس والتقسيم لزعماء الدول، فان الرئيس دونالد ترامب يحتل مكانه متدنية جدا، ويضاف اليها خُصّل أخرى اكبر فداحة على رأسها العنصرية البغيضة بأشكالها كافة، بحيث قد ينطبق عليه القول المأثور “خذوا الحكمة من افواه المجانين”، في نظرته للازمة الاوكرانية فقط، فجميع سياساته على مدى السنوات الأربع من حكمه، أي ترامب، كانت حافلة بالكوارث، وقد “ابدع” المصوتون الامريكان عندما اطاحوا به من السلطة بطريقة مهينة، ويأمل الكثيرون داخل أمريكا وخارجها ان يكرروا هذا الابداع في انتخابات عام 2024 الرئاسية.. والله اعلم.