هل أنت سعيد …!!!

صعب اقتلاعك منه .. والأصعب غرسك من جديد ..

تغادره مرغما أو كارها قرفا .. وقد تكون رغبة باكتشاف جديد .. ولكن الحقيقة الواضحة أن حياتك ستتغير … قد تتحسن أو تتراجع او تسوء ، أو تكون انطلاقة لمنحى جديد … وعندما تغادر هذا الوطن .. يبقى السؤال الصعب :هل سترجع يوما اليه أم سينتهي كل ما سبق وتترك كل ما سبق وتبدأ حياتك من جديد .. ؟؟؟!!

لم أكن أتوقع يوما أن أغادر بلدي وصراحة لم أكن أريد ..

فكل حياتي وأحلامي وطموحاتي بنيتها فيه ، وأجمل ذكرياتي عشتها فيه … وكنت أحلم بمستقبل هادئ سعيد .. أحصد ما زرعته من وقت وحب واهتمام في هذا المكان …. وأعتاش على ذكريات جميلة دافئة … بنيتها مع أهلي وأصدقائي وعائلتي .. أحيا بها ومعها في هذا المكان ..

ولكن شاءت الظروف القاسية التي فرضتها الحرب القذرة .. والتي دفع ثمنها الجميع ممن حولي .. ولو بدرجات .. أن أضبضب حقيبتي .. وأحمل ذكرياتي وصوري .. وأغادر البلد ..

الى أين ؟؟!!

الى مجهول جديد .. قد يكون جميلا وقد يكون صعبا .. وقد يكون تعيس .. !!

كل ما تركته قبل أن أغادر .. دموعا غزيرة .. وحزنا كبيرا وعمرا ضائعا … وأخذت معي عيونا متورمة .. ولقطات صور وأطيب الأماني من أحبة وأهل ضائعين بين ما هو الصح وما هو الأفضل ؟؟!! هل بالبقاء أم بالرحيل !!!؟؟؟؟

لم يغادر أحد هذا البلد الا مرغما وباحثا عن أمل بحياة أفضل ..

ولم يبقى بها الا كل من يتمنى نهاية الحرب والبدء من جديد !!

فمن غادر ليس سعيدا وعينه على البلد .. ومن بقي ليس مرتاحا وعينه على الخارج منها ..

ويبقى الأمل الأكبر أن تنتهي هذه الحرب بسرعة ليتمكن من غادرها من العودة قبل أن تنمو له جذور في البلد الجديد ..

وليبقى من فيها قبل أن تنمو له أجنحة ويغادرها بحثا عن حياة أفضل … ليبدأ بعيدا عنها وعن الحرب من جديد !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى