علاقات اجتماعية

هل الغيرة بين الزوجين أمر صحي؟

سامر سليمان

لا تخلو أي علاقة زوجية من أحاسيس الغيرة، التي تُصيب الزوج أو الزوجة بين حين وآخر، فالغيرة أمر طبيعي، وفطري داخل كل فرد، ولكن ضمن الحدود، ولكن عندما تتحول إلى غيرة مفرطة أو ظاهرة مرضية، فإنها قد تكون مدمرة للعلاقة، وقد تحوِّل العلاقة الزوجية إلى كابوس، فتكون بداية الطريق نحو الشك، وبالتالي نحو تدمير تلك الحياة الآمنة، بالسياق التالي “سيدتي” التقت خبيرة العلاقات الأسرية نادين مراد في حديث عن الغيرة وهل الغيرة بين الزوجين أمر صحي؟

 

المغالاة في الغيرة من أي طرف أمر خطير

تقول خبيرة العلاقات الأسرية نادين مراد لـ”سيدتي”: الغيرة شيء فطري، وهي إحساس طبيعي وضروري في العلاقة الزوجية، وهي أسلوب للتعبير عن مشاعرنا وأحاسيسنا تّجاه منْ نحب أو منْ نهتم بهم؛ لأنها دليل على الحب في الكثير من الأوقات، كما تعمل على تقوية العلاقة بين الطرفين، ولكنها من الممكن أن تدمر الحب إذا زادت عن الحد المسموح به، فالمغالاة في الغيرة من أي طرف هي بداية الطريق نحو الشك، وبالتالي نحو تدمير تلك الحياة الآمنة، وقد تكون مؤشراً على وجود مشاكل أكبر في العلاقة، ويجب معالجتها بشكل صحيح.

هل الغيرة بين الزوجين طبيعية وصحية؟

تقول نادين مراد، إن الغيرة بين الزوجين قد تكون طبيعية وصحية إذا كانت ضمن الحدود المعقولة، ولكنها قد تصبح ضارة إذا زادت عن حدها وأصبحت مَرَضية، والفرق بين الغيرة الطبيعية والمرضية كالآتي:

  • الغيرة الصحية

دافع لتحسين العلاقة

الغيرة الصحية هي شعور معتدل ومؤقت، يظهر أحياناً ويزيد من مشاعر الحب والتقدير بين الشريكين، إذا تم التعامل معها بشكل صحيح، ويمكن أن تكون الغيرة مؤشراً على اهتمام الشريك وحبه، وقد تدفعه لتحسين سلوكه والتواصل بشكل أفضل مع الطرف الآخر، وقد تدفع الغيرة الزوجين إلى التفكير في العلاقة والعمل على تحسينها، مثل التعبير عن الحب والاهتمام ببعضهما البعض بشكل أكبر.

شعور طبيعي

الغيرة جزء من المشاعر الإنسانية الطبيعية التي يمكن أن تحدث في العلاقات، مثل الحب أو الكراهية، وتظهر عندما يشعر الشخص بتهديد لعلاقته، خاصةً في بداية العلاقة أو عندما يشعر أحد الطرفين بعدم الأمان أو القلق.

مؤشر على الحب والاهتمام

الغيرة المعتدلة هي شعور طبيعي في العلاقات العاطفية، ويمكن أن تكون مؤشراً على الحب والاهتمام بالشريك، ورغبة في الحفاظ على العلاقة، وقد تدفع الغيرة الزوجين إلى الاهتمام ببعضهما البعض أكثر، ومحاولة الحفاظ على علاقتهما، وعندما يشعر الشخص بالغيرة، قد يكون ذلك دليلاً على أنه يهتم بشريكه ويريد الحفاظ على العلاقة.

تعزيز الرومانسية

الغيرة الصحية يمكنها أن تكون مفيدة للعلاقات الرومانسية، فهي تعزز الارتباط العاطفي وتظهر الاهتمام بالشريك في بعض الحالات، ويمكن أن تعزز الغيرة الرومانسية وتجدد مشاعر الحب بين الزوجين، والغيرة قد تكون دليلاً على الحب والتعلق؛ حيث يشعر الشريك بالخوف من فقدان الطرف الآخر، وقد تساعد في تجديد الرومانسية في العلاقة؛ حيث يشعر الشريكان بوجود مشاعر قوية تجاه بعضهما البعض.

الوقاية من السلوكيات غير المقبولة

يمكن أن تكون الغيرة الصحية دافعاً لتحسين الذات وتقدير الشريك؛ حيث تعمل كآلية وقائية ضد السلوكيات غير المقبولة، كما يمكنها أن تدفع الزوجين لتجنب السلوكيات التي قد تثير قلق أو شكوك الشريك الآخر.

  • الغيرة المَرَضية

فقدان الثقة

الغيرة المَرضية تتميز بالشك المفرط والشكوك المستمرة في سلوك الشريك، وغالباً ما تكون هذه الشكوك غير مبررة وغير منطقية، وغالباً ما ترتبط بفقدان الثقة بالنفس وبمشاعر عدم الأمان، وقد تؤدي إلى مشاكل في العلاقة الزوجية وتدهورها، مما يخلق بيئة من عدم الأمان والشك، فتؤدي إلى تدمير العلاقة بسبب الشك المستمر والاتهامات والنزاعات.

العزلة الاجتماعية

قد تؤدي الغيرة المرضية إلى العزلة الاجتماعية، فعندما يشعر الشخص المصاب بالغيرة المرضية بالشك والريبة تجاه شريكه، قد يحاول عزله عن أصدقائه وعائلته خوفاً من أن يتركه أو يستبدله، وهذا السلوك يمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية للشخص المعزول، وقد يشعر بالعزلة والوحدة في بعض الحالات، وحتى العلاقات العائلية بسبب الشك المفرط والاتهامات المستمرة، ما يزيد من توتر العلاقة.

مشاكل صحية

قد تؤدي الغيرة المَرَضية إلى مشاكل صحية وجسدية ونفسية، مثل القلق والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم. فمن الناحية الجسدية، يمكن أن تسبب الغيرة المرضية ارتفاع ضغط الدم، وتسارع نبضات القلب، وآلاماً في المعدة أو الصدر، والصداع، وفقدان الوزن أو زيادته، وفقدان الشهية، وضعف المناعة، ومن الناحية النفسية، قد تؤدي إلى الاكتئاب، والقلق، وإيذاء النفس أو الآخرين.

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى