قال شهود عيان في الضفة الغربية المحتلة، أن الساعات القليلة الماضية شهدت انتشارًا مُكثف ومفاجئًا لأجهزة الأمن الفلسطينية في العديد من مدن الضفة المحتلة.
وأكد الشهود لـ”رأي اليوم”، انه تم مشاهدة العديد من العربات والدوريات التابعة لأجهزة أمن السلطة في الكثير من المدن والقرى الفلسطينية بالضفة تقوم بعمليات أمنية “غير عادية”، وذلك بالتزامن مع العملية البطولية التي نفذت عصر اليوم في بلده “حوارة” جنوبي مدينة نابلس، أدت لمقتل مستوطنين وفرار المنفذ.
وربط الشهود هذه التحركات بما يقوم به الجيش الإسرائيلي من حملة مسعورة داخل مدينة نابلس على وجه الخصوص للبحث عن منفذ عملية “حواره” البطولية، فيما طالب العديد من النشطاء الفلسطينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أهالي الضفة وعلى وجه الخصوص المقاومة، في نابلس وجنين بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، من أي مخطط يستهدفهم.
وقُتل السبت مستوطنين إسرائيليين إثر عملية إطلاق النار استهدفتهما في بلدة حوارة وهي المنطقة الأشد سخونة واحتقانًا بين المقاومة وجيش الاحتلال.
وفور العملية فرض الجيش الإسرائيلي طوقا أمنيا مشددا في محيط مدينة نابلس، وأغلق عددا من الحواجز العسكرية، كما اعتقل 3 شبان من بلدة حوارة، وآخر من بلدة بيتا، في إطار عمليات بحث وتفتيش واسعة تجريها قواته في قرى وبلدات المنطقة.
صحيفة “معاريف” العبرية نشرت إحصائيات لسجل العمليات التي وقعت في قرية حوارة جنوبي نابلس منذ بداية العام، حيث تحولت القرية إلى أكثر منطقة ساخنة بحصاد أرواح 4 مستوطنين وإصابة 7 آخرين.
وذكرت الصحيفة أن حوارة تتصدر أعلى عدد قتلى وجرحى في صفوف الجيش والمستوطنين في الضفة الغربية منذ بداية العام.
وبدأت سلسلة العمليات في القرية في 26 فبراير بتنفيذ عملية إطلاق نار من مسافة صفر قتل فيها المستوطنان “هيليل” و”يغال ينيف”، حيث نفذ المستوطنون بعدها سلسلة اعتداءات على القرية طالت البشر والحجر والشجر وبلغت أضرارها بالملايين.
وفي التاسع عشر من مارس الماضي، أصيب المستوطنين “دافيد شتيرن” بجراح خطيرة في عملية إطلاق نار وقعت وسط حوارة، حيث أصيب المهاجم خلالها واعتقل بعد وقت قصير.
وبعد مرور ست أيامٍ فقط من إصابة “شتيرن”، وقعت عملية إطلاق نار تجاه جنود الجيش في القرية، أصيب خلالها جنديين بجراح متوسطة وخطيرة.
وبعد مرور شهرين فقط من إصابة هذين الجنديين؛ أصيب جندي بجراح متوسطة، فيما وقعت عملية دهس بعد ذلك بأسبوعين.
وفي الخامس من يونيو، أصيب جنديين بجراح ما بين متوسطة إلى طفيفة، فيما وقعت عملية إطلاق نار أصيب خلالها مستوطن، بينما عثر على آثار 12 طلقة نارية في مركبته.
واليوم، توّجت سلسلة العمليات بمقتل مستوطنٌ ووالده بعملية إطلاق نار وقعت على مدخل كراج للسيارات وانسحب المهاجم من المكان.
وفي هذا الصدد يرى المحلل السياسي ماجد الزبدة أن “العملية الفدائية في حوارة كشفت بوضوح تهشم نظرية الردع التي لطالما تفاخر بها الاحتلال، وحالة الإرباك الشديدة التي باتت تعتري جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية”.
ويضيف “استطاع الفدائي الفلسطيني تنفيذ عمليته البطولية عن قرب وبدقة كبيرة قبل أن ينسحب بهدوء من المكان”.
ويعتبر أن ما عزز من نجاح العملية الفدائية هو تصوير جثث المستوطنين القتلى، ونشر بطاقات هوياتهم عبر وسائل الإعلام قبل إدراك جيش الاحتلال بوقوع عملية فدائية، حيث اعتاد جيش الاحتلال إصدار تعليمات بحظر النشر الإعلامي حول العمليات الفدائية الفلسطينية.
وكشفت العملية –من وجهة نظر الزبدة- بوضوح حالة الانهيار التي يعيشها جيش الاحتلال في الضفة والتي من أبرز أسبابها تنامي قدرات المقاومة الفلسطينية، وانتشار خلاياها المسلحة في محافظات الضفة.
ويضيف إلى ما سبق “تصدع المجتمع الإسرائيلي، نتيجة الخلافات العميقة التي باتت تسيطر على المشهد السياسي داخل كيان الاحتلال”.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية