هل ستُطيح حماس بنتنياهو؟ نائب رئيس الموساد: الحرب الأخيرة على غزّة …
بعد أنْ وضعت الحرب الإسرائيليّة ضدّ قطاع غزّة أوزارها بدأ الخبراء والقادة الأمنيين الحاليين السابقين الخروج من جحورهم والإدلاء بدلوهم، وكان مُلاحظًا بالعين المُجردّة أنّهم باتوا “يُغرِّدون” خارج ما يُطلَق عليه الإجماع القوميّ الصهيونيّ، الذي هيمن على المشهد السياسيّ والأمنيّ والإعلاميّ في كيان الاحتلال، علمًا أنّ الإعلام العبريّ دأب على استضافة الخبراء العسكريين الذين حرّضوا ودعوا إلى زيادة قصف قطاع غزّة لتركيع حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس).
وفي هذا السياق أجرت القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ لقاءً نادِرًا مع رئيس جهاز الأمن العّام الإسرائيليّ السابِق، يورام كوهين، أكّد فيه أنّ حماس حققت نصرًا توعويًا قاضيًا على إسرائيل، وفي معرِض ردّه على سؤالٍ قال إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يصلح لأنْ يكون في منصبه ويجِب تغييره فورًا لإعادة إسرائيل إلى التعافي، وفق تعبيره.
وأشار إلى أنّ الحرب الأخيرة، التي وضعت أوزارها صباح أمس الجمعة بتوقيت فلسطين المحليّ، أشار إلى أنّها أثبتت أنّه على الرغم من كون حماس مردوعةً، إلّا أنّ كمية الصواريخ التي أطلقتها خلال أيّام الحرب هي الأكثر منذ اندلاع الصراع الإسرائيليّ-الصهيونيّ.
وحذّر كوهين من أنّ المُعضِلة الرئيسيّة التي تُواجهها إسرائيل اليوم بعد انتهاء الحرب تتعلّق بما أسماها النزعة الانفصاليّة لعرب الـ48، الذين أكّدوا خلال أيام الحرب الأخيرة أنّهم يقِفون إلى جانب حركة حماس، وشدّدّ على أنّه يتحتّم على الحكومة الإسرائيليّة إدخال العرب الإسرائيليين (فلسطينيو الداخِل) في مؤسسات كيان الاحتلال بما في ذلك الحكومة الإسرائيليّة لامتصاص نقمتهم، وعدم السماح لحماس بالسيطرة عليهم وجرّهم لحرب استنزافٍ ضدّ الدولة العبريّة، على حدّ تعبيره.
وفي معرِض ردّه على سؤالٍ، قال رئيس الشاباك السابِق أنّ المجتمع الإسرائيليّ يُعاني من انقساماتٍ وشروخاتٍ من الصعب إنْ لم يكُن مُستحيلاً حلّها وإعادة الأمور إلى نصابها، كما قال، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ الكراهية الموجودة بين فئات الشعب الإسرائيليّ (اليهود) من شأنها أنْ تقود لحربٍ أهليّةٍ تكون نتائجها مُدمِّرةٍ على إسرائيل، وفق توقعاته.
وحاول استشراف المُستقبل وقال في هذا السياق إنّ المعركة مع حماس انتهت ولكنّ الحرب ضدّها بدأت، مُشيرًا إلى أنّه على الرغم من أنّها مردوعةً، إلّا أنّ حماس ما زالت قادرةً على إمطار أكثر من 75 بالمائة من الدولة العبريّة بالصواريخ ذات المدّيات المُختلِفة، وهذا بحدّ ذاته، أضاف، يُعتبِر تهديدًا إستراتيجيًا خطيرًا على الأمن القوميّ الإسرائيليّ، كما قال رئيس المخابرات الإسرائيليّة للقناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ.
على صلةٍ بما سلف، قال الجنرال عميرام لفين، قائد الجبهة الشماليّة سابِقًا في جيش الاحتلال ونائب رئيس الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، في مُقابلةٍ مع التلفزيون العبريّ إنّ الحرب الأخيرة أكّدت لكلّ مَنْ في رأسه عينان على أنّ حركة حماس باتت قريبةً جدًا من أنْ تتحوّل إلى حزب الله اللبنانيّ من جميع النواحي، وهذا التحوّل، شدّدّ الجنرال الإسرائيليّ بمثابة جرس إندارٍ خطيرٍ لحُكّام إسرائيل، وعليهم أنْ يعملوا من أجل إزالة هذا الخطر، لافِتًا إلى أنّ الحلّ سياسيًا وليس عسكريًا، على حدّ تعبيره.