هل هـو الحـب حقا ؟
كيف نتأكد من العلاقة بين زوجين متفاهمين أنهما علاقة تمثل حبا حقيقيا ؟
نجد هذا السؤال في ذهني بعد مشاهدتي فيلما سينمائيا فرنسيا عنوانه ” الحب “، ” تروي قصة زوجين سعيدين في حياتهما المشتركة – كما يبدو – و كان Lamoru”.
الزوج عالما معروفا في الموسيقا و الزوجة عازفة ماهرة على البيانو تقاعدا عن العمل بعد تقدمهما في السن ، وظلا على تفاهمهما إلى أن مرضت الزوجة مرضا لا شفاء منه كما قال الأطباء و لكن من الممكن أن تحتفظ بحياتها باستخدام الأدوية المناسبة و الطعام المناسب أيضا شريطة ألا تترك سريرها لأن الحركة تسبب لها ضررا بالغا وهكذا يوما بعد يوم صار على الزوج أن يصير لها الممرض الأفضل في تطبيق هذه الشروط.
إستمرت حياة الزوجين على هذا الوضع الصعب أكثر من عام و الزوج يقوم بعمله كما يجب و الزوجة لا تفارقها كعادتها ابتسامتها الحلوة إلى أن أتى يوم شاهدنا فيه الزوج يحمل وسادة و يضغط بها بشدة على وجه زوجته المريضة و التي كانت تعاني باستمرار بعض الأوجاع و ظل الزوج يضغط على وجه زوجته إلى أن كتم أنفاسها و هكذا ماتت و دفنت من دون أن يشك إنسان فيما حدث .. و لكن الزوج الذي ظل وحيدا لم يلبث أن وافاه الأجل بعد أمد قصير كيف إذن يسمى هذا الفيلم بكلمة واحدة هي ” الحب ” مع أن هناك جريمة قتل قام بها الزوج لزوجته ؟ هل يمكن تفسير هذه الجريمة أنها كانت تعبيرا – غير مباشر – عن حب الزوج لزوجته و هو يراها تعاني من مرض عضال إنقاذا لها من أوجاع لا نهاية لها إلا بالموت؟
مهما حاولنا تبرير هذه الجريمة فلا مناص من الإعتراف أن عملية القتل في حد ذاتها جريمة يعاقب عليها القانون في أي كتاب حقوقي أو محكمة قضائية ، غير أن تسمية الفيلم بكلمة “الحب” تلفت النظر إلى حقيقة أخرى أخلاقية قد لا يعترف بها القضاء الرسمي ، آمن بها مؤلف الرواية أو كاتب السيناريو أو المخرج، حقيقة يمكن أن تقول إن الزوج القاتل لم يتصرف هكذا مدفوعا بنوايا سيئة بل كان مدفوعا بعاطفة الإشفاق المتزايد لعاشق أراد أخيراً أن ينقذ محبوبته من أوجاع لاخلاص منها حتى بالأدوية التي قد تحفظ للمريضة حياتها بانتظار الموت وهو خلاصها الوحيد كما يبدو للزوج و مؤلف القصة على حد سواء ، فهل نسمي هذه الجريمة باسم (القتل الرحيم) الممنوع أصلا في قضاء بلدان العالم أجمع ؟!..
ما رأيكم دام فضلكم ؟؟…هل هو الحب حقا ؟