هل يبدأ حفتر شرارة أزمة ليبيّة جديدة؟
أعلن الناطق باسم قوات المشير خليفة حفتر، أحمد المسماري، في بيان أصدره الأربعاء، استعداد حفتر المشروط بالسماح للحكومة بعقد اجتماعها في مناطق سيطرته «تحت حمايته هو فقط».
وقال المسماري في البيان، إن القوات المسلحة بقيادة حفتر «لا يربطها أيّ رابط بالحكومة، سواء سيادي أو خدمي أو حتى على مستوى التواصل وأكد المسماري وجود شروط، إن أرادت الحكومة الوطنية الاجتماع بالمنطقة الشرقية، من بينها عدم قيام حكومة الوحدة الوطنية باستجلاب أيّ عناصر أمنية لحمايتها عند عزمها عقد اجتماعات، والتنسيق مع القوات المسلحة الموجودة في مدينة بنغازي والتي يقودها حفتر.
وكان الجيش الليبي قد أعلن، الاثنين 26 نيسان، رصد تحركات عسكرية لرتل مسلّح تابع للجنرال خليفة حفتر، قرب منطقة الشويرف، جنوبيّ شرقيّ طرابلس وجاء في البيان أنه تم «رصد تحرّك لآليّات مسلّحة تابعة لميليشيات مجرم الحرب حفتر، مدعومة بمرتزقة روس وهم في طريقهم شرقاً إلى الشويرف وأوضح البيان أن «الرتل المسلح قوامه 62 آلية مسلحة و3 شاحنات محمّلة بالذخيرة ومنظومتا نظام دفاع جوي متنقل (بانتسير إس ون) الصاروخية المدفعية المضادة على متن هيكل شاحنة ألمانية الصنع».
ورأى البيان أن ذلك التحرك العسكري يمثل «نقضاً لاتفاق 5+5 لوقف إطلاق النار الموقّع في جنيف نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وقد تصاعدت وتيرة الأحداث ما بين الحكومة الوطنية من جانب، وقوات حفتر من جانب آخر، إذ ألغى رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة زيارته لبنغازي (شرق)، الاثنين 26 نيسان، إثر منع ميليشيا حفتر هبوط طائرة تحمل أفراد الحماية والمراسم التابعين للحكومة.
وفي بيان نشره نائب رئيس الحكومة الليبية إبراهيم أبو جناح، عبر صفحته على «فيسبوك»، تعقيباً على الحادث، قال «إن من المؤسف أن يسعى أيّ طرف إلى استمرار حالة الانقسام السياسي، وتفكّك الدولة وابتزاز مؤسساتها».
كما أضاف: «ينتابنا القلق من أن تمثل حادثة منع انعقاد اجتماع حكومة الوحدة الوطنية الفرصة لمن يسعى إلى انهيار العملية السياسية في ليبيا وأكد أبو جناح أن موقف الحكومة «الداعم للاستقرار يزداد صلابة كلما تعرضت العملية السياسية في ليبيا لمحاولات إفسادها وإيقافها وكان رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، قد قال خلال لقائه مُهجّرين من بنغازي في جولته بشوارع طرابلس: «بنغازي ستعود إلى الوطن وأنتم ستعودون إلى أهلكم».
بعد تصريحات الدبيبة، طالبت قوات حفتر، الأربعاء، الدبيبة، بتقديم اعتذار «صريح وواضح» عن تصريح قال فيه إن «بنغازي ستعود إلى حضن الوطن». وقال البيان: «تؤكد القيادة العامة أنها تلقّت المئات من الطلبات من مختلف شرائح المجتمع وعلى مستوى ليبيا ومن جميع القبائل وأسر الشهداء والجرحى، بضرورة تقديم رئيس الحكومة السيد عبد الحميد الدبيبة، اعتذاراً صريحاً وواضحاً عمّا بدر منه عندما ذكر الأسبوع الماضي أن بنغازي ستعود إلى حضن الوطن وأضاف: «هذه التصريحات مرفوضة، ويجب عليه (الدبيبة) احترام وتقديس دماء الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم ضد الإرهاب والتطرف».كما أوضحت قوات حفتر في البيان ذاته، أنه «رغم أن القيادة العامة لا يربطها أي رابط بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة… إلا أنها ترحّب بعقد اجتماع لمجلس وزراء الحكومة المؤقتة في أي منطقة من المناطق التي تؤمنها، وخاصة في مدينة بنغازي».
