تحليلات سياسيةسلايد

والمخفي أعظم.. موقعٌ عبريٌّ: إسرائيل عادت للعصر الحجريّ وباتت ككوريا الشماليّة..

زهير أندراوس

“إسرائيل عادت إلى العهد الحجريّ، وهي لا تختلِف البتّة عمّا يجري في كوريا الشماليّة، في كلّ ما يتعلّق بتصرفات الرقابة العسكريّة التي تتحكّم بوسائل الإعلام وتمنعها من نشر المواد التي قد تؤدّي لضررٍ على الصعيد الأمنيّ”، هذا ما كشف عنه النقاب موقع (حداشوت بزمان) العبريّ على صفحته في منصّة (تيليغرام) الروسيّة، والتي لا تخضع للرقابة العسكريّة في دولة الاحتلال.

وغنيٌّ عن القول إنّه منذ بدء العدوان الهمجيّ والبربريّ ضدّ قطاع غزّة في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) المُنصرم، وعلى الرغم من تطوّع وسائل الإعلام العبريّة على مختلف مشاربها للترويج للسرديّة الإسرائيليّة، على الرغم من ذلك، فإنّ الرقابة العسكريّة في كيان الاحتلال ما زالت تُحكِم قبضتها على وسائل الإعلام، وتمنعها من نشر تقارير وأخبارٍ من شأنها المسّ بما يُسّمى بالأمن القوميّ في دولة الاحتلال.

فعلى سبيل الذكر لا الحصر، تمنع الرقابة العسكريّة نشر الفيديوهات التي توزعها حركة (حماس) الفلسطينيّة عمّا يدور في قطاع غزّة، ولكن الأنكى من ذلك، أنّ الرقابة تمنع منعًا باتًا من نشر الفيديوهات التي يظهر فيها الرهائن الإسرائيليين وهم يتحدّثون عمّا جرى ويجري لهم، ويُطالبون حكومتهم بالعمل وبسرعةٍ على إطلاق سراحهم.

وتزعم الرقابة العسكريّة وأبواقها الإعلاميّة أنّ نشر الفيديوهات التي تُنتجها حركة (حماس) هو عمليًا “جائزةً للإرهاب”، وأنّ النشر أيضًا يخدِم في نهاية المطاف (حماس) في حربها على كي الوعيْ الإسرائيليّ، علمًا أنّ قادة إسرائيل يُقّرون علنًا، جهارًا ونهارًا، أنّ الكيان هُزِم وبالضربة القاضية في المعركة الإعلاميّة، وأنّ السرديّة الفلسطينيّة هي التي باتت تُسيطِر على الأجندة العالميّة.

عُلاوة على ما جاء أعلاه، ذكر موقع (حداشوت بزمان) العبريّ في تقريره غير المسبوق أنّ حزب الله اللبنانيّ لو أراد لكان قد صعّد الأمور الأمنيّة المتأججة في الشمال، ولكن في هذه الفترة بالذات فإنّ حرب الاستنزاف التي يخوضها ضدّ الجيش الإسرائيليّ باتت مربحةً بالنسبة له وكافيةً، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ التصعيد من قبل حزب الله سيستغرق دقائق معدوداتٍ وبشكلٍ ناجحٍ، وأنّ الطائرات دون طيّارٍ، التي يستخدمها الحزب قادرة على إصابة أيّ هدفٍ في شمال دولة الاحتلال، على حدّ قول الموقع العبريّ.

وتساءل الموقع: لماذا الطائرات دون طيّار التي يستخدمها حزب الله تُحقق النجاحات، ولماذا هذه المُسيّرات خطيرةً إلى هذا الحدّ وبالغة الدقّة ومحددة؟ وردّ الموقع بالقول إنّ مُسيّرات حزب الله الدقيقة لا تُفعّل عبر منظومة (GPS)، كما يزعم الجيش الإسرائيليّ، بل أنّ الطائرات دون طيّار، التي تتواجد بحوزة حزب الله يتّمن تفعيلها عن بعد بواسطة جهاز التحكّم، كما أنّها مزودّة بكاميراتٍ، لذا فإنّ حزب الله يُقلل من استعمالها في الليالي ويُصيب الأهداف المرسومة مُسبقًا، وهي حساسة ومهمّة جدًا، مثل القبّة الحديديّة ومنظومة الدفاع في سلاح الجوّ والمنطاد الجويّ، وأهدافًا أخرى ذات قيمةٍ أمنيّةٍ كبيرةٍ، كما أكّد الموقع العبريّ.

ومضى الموقع قائلاً، دون أنْ يُفصِح عن مصادره، إنّه عمليًا يقوم حزب الله بالتدرّب يوميًا، ويقوم بتحسين قدراته الهجوميّة، لافتًا إلى أنّ الرقابة العسكريّة تقوم بمنع نشر الفيديوهات التي يوزعها حزب الله على وسائل الإعلام المُختلفة، عن عملياته الهجوميّة ضدّ شمال إسرائيل، لإخفاء الأضرار التي يُسببها القصف لشمال الكيان، طبقًا لأقواله.

وخلُص الموقع إلى القول: “إنّهم لا يُريدون فقط إخفاء الحقيقة عنكم، فمن غير المعقول كمية الأخبار الكاذبة والمضللة التي يقوم الجيش الإسرائيليّ وحكومة بنيامين نتنياهو بتزويدها لوسائل الإعلام، لذا فإنّ الناطق العسكريّ لجيش الاحتلال يقوم يوميًا بالنشر أصبنا وضربنا ودمّرنا واغتلنا، ولكنّه يمتنع عن نشر أيّ كلمةٍ عمّا يقوم حزب الله به ضدّنا من اغتيالات وتدمير، عمليًا، تحولّت إسرائيل إلى نسخةٍ صغيرةٍ من كوريا الشماليّة”، على حدّ تعبير الموقع العبريّ.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى