وتبقى هناك حاجة دوما … للتغيير
رغم خمود جذوة الثورة المصرية منذ استلام السيسي الرئاسة ..واعتبار ان الحياة عادت شبه طبيعية الى مصر وكأن الثورة كلها لم تحدث ..
حيث اعاد السيسي السيطرة على النظام والحكم في مصر بطريقة فيها الكثير من نكهة الكوميديا المصرية .. وتناقضات التراجيديا المصرية ايضا .. من خلال الحالة الغريبة التي فرضها حكم السيسي حيث وُصِف نظام حكمه بأنه (( سلطوي، وفي عهده أحرزت مصر نتائج سيئة في مؤشر الفساد التابع لمنظمة الشفافية الدولية وكذلك في الديمقراطية وفقًا لمؤشر الديمقراطية التابع لوحدة الاستخبارات الاقتصادية ومؤشر فريدوم هاوس للحرية في العالم ))
كما لا يعتبر الخبراء عمومًا أن مصر تحت حكم السيسي دولة ديمقراطية، مستشهدين بالقضاء و سجن المعارضين السياسيين، وتقليص حرية الصحافة، وعدم وجود انتخابات حرة.
رغم أن مصر في عهد السيسي بدأت برنامج إصلاح اقتصادي مدعوم من صندوق النقد الدولي، والذي ساعد في تحقيق معدلات نمو عالية وخفض عجز الموازنة، إلا أن معدلات الفقر قد ارتفعت مع ذلك، ولم يتم خلق وظائف كافية بسبب عدم نمو الاستثمار في القطاعات كثيفة العمالة، والتضييق على القطاع الخاص ..
كل هذه النتائج التي لم تعجب الشعب المصري .. بالرغم ايضا مما يقوم به السيسي من بناء المدن والارياف ، بحجة تأمين سكن حقيقي والتخلص من السكن العشوائي .. يعترض المصريون عليه ويطالبونه ببناء الانسان الحاجة الاهم لبناء البلد .. فيقول ان بناء الانسان مهمة مجتمعية وليست حكومية ..!!
وبسبب التمديد الذي حصل عليه السيسي لولاية ثانية .. بطريقة شبه قمعية .. لا ديمقراطية ..!! سادت حالة من الاحباط والتسليم بقضاء الله وقدره لقبول الأمر الواقع .. وكأن القدر ابتلى مصر بحكم لا ديمقراطي قمعي .. رغم كل محاولات وتضحيات الشعب المصري بمرحلة ما اسموه الربيع العربي للاطاحة بالنظام الديكتاتوري .. ما زالت لعنة القمع تلاحقه .. فتحولت اقصى طموحات الشعب المصري الى الاستفادة من الحضور اللافت للسيسي .. والحديث القيم والغني .. والعمق والوعي الوطني ..الذي يتمتع به .. ليصبح مادة فكاهية يتم تداولها عبر المواقع الافتراضية والتلفزيونية للدعابة والضحك والتسلية !!
الى ان ظهر محمد علي ..الشخصية المثيرة للجدل .. ولكنه استطاع دفع الشارع المصري الى التحرك من جديد باتجاه تغيير السيسي .. وتحقيق طموحات الشعب المصري بثورة حقيقية، كما حصل في تونس .. والسودان !!
والذي بات واضحا ان الشعب مهما بان مستكينا وراضخا .. ما زال يغلي ويرفض ويحتاج الى شرارة ليعود بها الى المطالبة بالتغيير ليثبت أنه اذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر ..
فهل يستجيب ؟!؟