وثائق الإخوان المسلمين التاريخية تفضحهم (3-3) (إعداد: محمد صالح السبتي)
إعداد: محمد صالح السبتي
السندي للبنا: ‘ما رأيكم في حاكم ظالم يحكم بغير ما أنزل الله؛ ويوقع الأذى بالمسلمين؟ فقلتم: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا’.
لجماعة الإخوان المسلمين تاريخ دموي وعنيف مع خصومهم وقد ذكرنا في مقال سابق شهادة أحمد السكري وكيل عام جماعة الإخوان المسلمين عام 1947 كيف ضرب جوالتهم بالعصي أحد الإفراد الذين انشقوا عن الجماعة وتركوه بين الحياة والموت ملقى بالشارع .
اغتيال الخازندار
اعترافات الإخوان بقتل القاضي أحمد الخازندار، وكيل محكمة الاستئناف تم اغتياله في 22 مارس 1948 وقام بعملية الاغتيال محمود سعيد زينهم 21 سنة وحسن محمد عبد الحافظ 24 سنة وقيدت هذه القضية برقم 604 / 1948 جنايات حلوان. يقول الدكتور محمود عساف مستشار مجلس إدارة النظام الخاص للإخوان المسلمين في كتابه "مع الإمام الشهيد حسن البنا": "كنت مستشاراً لمجلس إدارة النظام الخاص باعتباره أميناً للمعلومات تابعاً للإمام حسن البنا. وكنا نحضر الاجتماعات وعرض علينا مقتل المستشار الخازندار ولم يكن المجلس يعلم شيئاً عن هذه الواقعة إلا بعد أن قرأناها في الصحف، وأنه تم القبض على اثنين من الإخوان قتلا الرجل. وقال حسن البنا لعبد الرحمن السندي – أحد قيادي الإخوان – أليست عندك تعليمات بألا تفعل شيئاً إلا بإذن صريح مني؟ قال: بلى. فقال له البنا: كيف تفعل هذه الفعلة – قتل القاضي – بغير إذن؟ قال السندي: لقد كتبت إلىَّ فضيلتكم ما رأيكم دام فضلك في حاكم ظالم يحكم بغير ما أنزل الله؛ ويوقع الأذى بالمسلمين؟ فقلتم لي: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا. ثم قال حسن البنا: إن كان قتلك للخازندار تم بحسن نيه فإن علينا الديه"!
وكتب صلاح شادي رئيس قسم الوحدات في تنظيم جماعة الإخوان في كتابه "صفحات من التاريخ حصاد العمر" قائلاً: ففي سنة 1948 اغتيل الخازندار بيد الأخوين محمود زينهم وحسن عبد الحافظ وحكم عليهما بالسجن المؤبد. وإن كان هذا الحادث وقع بغير علم المرشد لكن اللذين قاما به من الإخوان … وفي اجتماع مع عبدالرحمن السندي قال لحسن البنا : انك قلت أن هذا القاضي يستاهل القتل بعد الأحكام القاسية التي أصدرها".
ويقول أحمد عادل كمال، أحد قيادي الإخوان آنذاك في كتابه "النقط فوق الحروف": "وقع الاختيار على حسن عبد الحافظ ومحمود سعيد زينهم لاصطياد الرجل (القاضي) وبعد مراجعة الرجل أياماً علم مواعيد خروجه وعودته وطريقه الذي يسلكه. وعلى ذلك وضعت الخطة. أن ينتظر خروج الرجل من بيته فبغتنا له حسن بالمسدس بينما يقف له محمد حارساً وحامياً لانسحابه. وفي الصباح فان الصائدان يترصدان ذلك الخروج. وتقدم حسن واطلق بضع طلقات وصوبها إلى رأسه فافرغ فيه ما شاء. وبعد القبض عليهما فان التحقيق وتظاهر حسن بالمرض العصبي وأحيل إلى مستشفى الأمراض العقلية. وكان الأستاذ فتحي رضوان من هيئة الدفاع وقد أسس دفاعه على طلب البراءة ثم لجأ للدفاع الاحتياطي فقال: ومع ذلك نفرض جدلاً أنهما قتلاه فما الدافع لهم على ذلك ؟ وحذر المحكمة بقوله: إنها نار فحذار أن تطفئوها بالبنزين" !
اغتيال النقراشي
محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر اغتيل 28 ديسمبر 1948 والذي قتله هم: عبدالمجيد أحمد حسن 22 سنة وكانت عملية اغتيال النقراشي بعد أن أصدر قراراً بحل
جماعة الإخوان المسلمين وجاء قرار حل الجماعة بعد وقوع عدة حوادث من أهمها. في 19 يناير 1948 تم القبض على 15 شخص من جماعة الإخوان في منطقة المقطم يتدربون على استعمال … المفرقعات والقنابل وبحوزتهم كميات كبيره منها .
يقول الدكتور محمود عساف مستشار التنظيم الخاص في كتابه "مع الإمام الشهيد حسن البنا:" "بادر النقراشي بإصدار القرار بحل الإخوان. وتم القبض على بعضهم، والذين لم يقبض عليهم في حال يرثى لها. ومن هذه المجموعات مجموعة أحمد فؤاد ولم تجد هذه المجموعة أحد يوجهها فقررت قتل النقراشي جزاءً على حله جماعة الإخوان. وقد رسم أحمد فؤاد خطة قتل النقراشي ونجح عبدالمجيد أحمد حسن في مهمته بعد أن تنكر في زي ضابط بوليس. لكن من الذي قتل النقراشي؟ لا شك أنهم أولئك الذين يسروا قتله ودفعوا قتلته وحجبوا التوجهات الحكيمة عنه. إنهم رجال الشرطة ومحرضوهم من الوزراء ورجال السرايا لتفكيرهم العقيم"!
انظر ما يقول عساف في تبرير قتل النقراشي وكيف يحمل غيرهم جريرة قتله !يقول أحمد عادل كمال في كتابه "النقط فوق الحروف":" وأصدر النقراشي أمر العسكري بحل جماعة الإخوان ولم تنقض ثلاثة أسابيع حتى سقط قتيلاً في عرينه بوزارة الداخلية برصاص الإخوان، وقد افصح عبدالمجيد أحمد حسن الذي اغتاله أسباب قتله بانها بسبب تهاونه في شأن قضية وحدة مصر والسودان وخيانته لقضية فلسطين واعتداؤه على الإسلام بحل الإخوان".
يقول محمود الصباغ قيادي الإخوان في كتابه حقيقة التنظيم الخاص ودوره في دعوة الإخوان: "لا يمكن أن نعتبر قتل النقراشي باشا من حوادث الاغتيالات السياسية فهو عمل فدائي صرف قام به إبطال الإخوان". و يقول صلاح شادي في كتابه "حصاد العمر": " ومن هنا نستطيع تصور وقع قرار الحل على نفوس الإخوان لندرك ما تلا ذلك من أعمال أسفرت عن مقتل النقراشي بواسطة أحد الإخوان".
هذه هي اعترافات قيادات الإخوان المسلمين بقتلهم عدة أشخاص لبيان منهج هذه الجماعة الدموي ضد خصومهم.
حوادث متفرقة
– في 27 / 2 / 1948 اعتدى فريق من الإخوان على خصوم لهم بإطلاق أعيرة نارية قتلت أحدهم في الدقهلية .
19 / 7 / 1948- نسف بعض المحلات .
20 / 7 / 1948 نسف بعض مساكن اليهود في حارة اليهود المصريين .
22 / 10 / 1948 ضبط مخزن كبير من الأسلحة والذخيرة في الإسماعيلية في عزبة الشيخ فرغلي أحد قادة الإخوان .
12 / 11 / 1948 دمر انفجار كبير شركة الإعلانات الشرقية.
15 / 11 / 1948 تم ضبط سيارة جيب في العباسية محمله بصناديق خشبيه وأوراقاً مهمه عن الجهاز الخاص بالإخوان .
4 / 12 / 1948 قامت مظاهرات كبيرة في الجامعة بناء على تعليمات حسن البنا .وفي هذا اليوم قتل سليم زكي حكمدار القاهرة بقنبلة قذفه بها أحد الطلبة! وعلى اثر هذه الحوادث صدر قرار النقراشي بحل جماعة الإخوان المسلمين واغتالوه بعدها !
ميدل ايست أونلاين