وراثة عبّاس: الكيان يتوقّع فوضى عارمة ومُسلحّة بالضفّة الغربيّة
تتوقّع سلطات الاحتلال الإسرائيليّ أنْ تشهد الضفّة الغربيّة المُحتلّة حالةً من الفوضى العارِمة في اليوم الذي يلي محمود عبّاس، رئيس السلطة في رام الله، وجاءت هذه التقديرات في أعلى المسؤولين في المنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة بعد أنْ ارتفعت وتيرة “حرب الوراثة” داخل أروقة السلطة، وعلى نحوٍ خاصٍّ في صفوف زعامات حركة (فتح)، التي تُسيطِر على السلطة وعلى منظمّة التحرير الفلسطينيّة.
وفي هذا السياق، قال محلل الشؤون العسكريّة في موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، قال نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في كيان الاحتلال إنّ “هناك تحذيرات أمنية إسرائيلية من أنّ الصراع على تركة الرئيس الفلسطينيّ قد يتحول إلى فوضى مسلحة سرعان ما تنتقل وتتجه صوب إسرائيل”، على حدّ تعبيره.
وأوضح المُحلِّل، نقلاً عن ذات المصادر، أنّ السيناريو الأسوأ الذي يثير قلق المسؤولين لدى الاحتلال هو تحول المعركة على قيادة السلطة في اليوم الذي سيلي محمود عباس، إلى فوضى عنيفة سرعان ما تنتقل إلى إسرائيل وتعطل حياة المستوطنين في الضفة الغربيّة المُحتلّة، على حدّ تعبيره.
عُلاوةً على ما جاء أعلاه، شدّدّ المُحلِّل في تحليله على أنّ هذه الفوضى ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في الضفة وإلى انهيار حركة فتح وتحول التنظيم إلى مجموعات مسلحة تعمل لصالح القادة المتناحرين، الأمر الذي سيسمح للمعارضة بالاستيلاء على السلطة وسيحبط أي فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ، وفق مزاعمه.
وأشار بن يشاي إلى أنّ حكومة الاحتلال تسعى لخلق ظروف لانتقال سلس للسلطة تتقسم به تركة أبو مازن (رئاسة منظمة التحرير، ورئاسة السلطة، ورئاسة حركة فتح) على اثنين أو ثلاثة من المقربين منه.
ورأى بن يشاي أنّه لا يوجد شخص واحد في حركة فتح وخارجها في السلطة الفلسطينية يمكن أنْ يخلف عبّاس الذي ورث ياسر عرفات بسلاسة، لذلك يفكر كبار المسؤولين في حكومة بينيت ومسؤولون أمنيون لدى الاحتلال، إلى جانب شخصيات بارزة في حركة فتح، في تشكيل مجموعة قيادية يتشارك أعضاؤها دون نزاع، المناصب، التي يشغلها عباس حاليًا، بحسب ما نقل عن المصادر التي اعتمد عليها في تحليله.
وكانت مجلّة (تايمز أوف إزرائيل) أكّدت الشهر الفائت، نقلاً عن مصادر إسرائيليّةٍ وفلسطينيّةٍ، أنّه “على مدى السنوات القليلة الماضية، صعد نجم الشيخ بشكلٍ كبيرٍ. وقد يكون للسلطة الفلسطينية رسميًا وزير خارجية ومسؤول من فتح مكلفين بمعالجة العلاقات الدولية، لكن من الناحية العملية، يبدو أنّ حسين الشيخ قد تولّى بعض هذه المهام، حيث التقى باستمرار مع دبلوماسيين أمريكيين وأوروبيين وسافر لحضور مؤتمراتٍ القمة في القاهرة مع عباس”.
وتابعت المصادر قائلةً إنّ “الأهّم من ذلك، يتمتّع الشيخ بعلاقاتٍ وثيقةٍ مع نظرائه الإسرائيليين، وحضر إلى جانب رئيس المخابرات ماجد فرج جميع الاجتماعات بين عباس وكبار المسؤولين الإسرائيليين خلال العام الماضي، وقبل حوالي الشهر، التقى على انفراد مع وزير الخارجية يائير لابيد، وكلّما قررت الحكومة الإسرائيليّة الجديدة الموافقة على طلبٍ فلسطينيٍّ، فإنّ الشيخ هو مَنْ يعلنه للجمهور الفلسطينيّ، قالت المصادر.
وكان نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي قد عبّروا عن رفضهم لتفرد حركة “فتح” وإقصائها لفصائل منظمة التحرير، بعد إعادة انتخاب محمود عباس رئيسًا للجنة التنفيذية ورئيسًا لفلسطين، وترشيح روحي فتوح لرئاسة المجلس الوطني، وحسين الشيخ لعضوية اللجنة التنفيذية، وتجديد ترشيح عزام الأحمد لتنفيذية منظمة التحرير.
ومن الجدير بالذكر أنّ الحكومة الإسرائيليّة الحاليّة أعلنت على لسان أقطابها الرسميين أنّها ليست بصدد إعادة المفاوضات مع الفلسطينيين، وأنّها تكتفي بتطوير الاقتصاد، شريطة مواصلة التنسيق الأمنيّ مع الاحتلال، هذا التنسيق الذي يُعتبر ركيزةً أساسيّةً في العلاقات بين الكيان وبين سلطة رام الله.
واعتبر النشطاء في تغريداتهم اتخاذ حركة “فتح” هذه الخطوة “تفردًا وإصرارًا على استبعاد أي طرف يسعى للمشاركة في صناعة القرار”.
وكتب هؤلاء على عدة منصات بمواقع التواصل، مطالبين بالوحدة وإنهاء الانقسام وعدم إقصاء أي فصيل عن الساحة الفلسطينية، معبّرين عن رفضهم التفرد بالقرارات الوطنيّة.