تحليلات سياسيةسلايد

وزيرا خارجية السعودية وإيران يرتّبان لتكثيف التشاور

بحث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان اليوم السبت تكثيف اللقاءات التشاورية بين البلدين في لقاء جمعهما خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78، فيما تسعى قيادتا القوتين الإقليميتين إلى تفعيل كافة بنود الاتفاق الذي أنهى أكثر من سبع سنوات من القطعية وطوى صفحة مثقلة بالعداوات.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه جرى خلال اللقاء “استعراض العلاقات المشتركة وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها”.

وبحث الوزيران “أوجه تكثيف اللقاءات التشاورية على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، بما يحقق المزيد من الآفاق الإيجابية ويخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين”.

وفي سياق متصل هنأت إيران السعودية اليوم السبت بمناسبة اليوم الوطني للمملكة. وفي رسالتين منفصلتين إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان قدم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تهانيه للدولة العربية، حسب ما ذكر مكتبه.

وفي بيان منفصل، أعربت وزارة الخارجية الإيرانية أيضًا عن “خالص التهاني والتبريكات لقيادة وشعب المملكة العربية السعودية”.

وأضاف البيان أن “تعزيز وتوطيد العلاقات بين البلدين في إطار سياسة الجوار والتعاون الإقليمي يوفر فرصا قيمة وواعدة لتحقيق المزيد من الرخاء لكافة دول المنطقة”.

ويحتفل باليوم الوطني السعودي في 23 أيلول/سبتبمر من كل عام ويصادف توحيد وإعادة تسمية مملكة نجد والحجاز تحت اسم جديد: المملكة العربية السعودية في عام 1932.

وفي 10 مارس/آذار الماضي أعلنت السعودية وإيران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية عقب مباحثات برعاية صينية في بكين.

وفي إطار عودة العلاقات تبادل البلدان سفراءهما حيث بدأ في 5 أيلول/سبتمبر الجاري كل من السفير الإيراني لدى الرياض علي رضا عنايتي والسفير السعودي لدى طهران عبدالله العنزي مهامهما.

كما أجرى خلال الأشهر القليلة الماضية الأميرابن فرحان وعبد اللهيان زيارات متبادلة لتعزيز علاقات البلدين.

وكانت السعودية قطعت علاقاتها مع إيران في 2016، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها “الإرهاب”.

وتبذل السعودية وإيران جهودا لتعزير التعاون في مختلف القطاعات، لكن تظل هنالك العديد من الملفات التي لا تزال عالقة خاصة بشأن دعم طهران لحركات التمرد والفصائل المسلحة في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، بالإضافة إلى تهديدها لأمن الملاحة البحرية في الخليج.

وكان وزير الخارجية السعودي قد عبر خلال أول زيارة يؤديها إلى طهران في يونيو/حزيران الماضي عن مخاوف بلاده من الملف النووي الإيراني مجددا التأكيد على خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل.

وكانت إيران قد انخرطت في مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة برعاية أطراف في الاتفاق النووي للعام 2015 لإعادة إنعاشه بعد أن انسحبت منه واشنطن بشكل أحادي في 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي وصفه بـ”الاتفاق المعيب”.

وأكد الأمير فيصل بن فرحان في تصريح سابق “وجود رغبة صادقة وجادة من الرياض وطهران لتنفيذ بنود اتفاق عودة العلاقات من خلال تعزيز الثقة وتوسيع نطاق التعاون بما يعود بالنفع على القوتين الإقليميتين”.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى