وما زالت المرأة .. عدوة نفسها
بعد ان تم تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة منذ أيام ، وظهرت فيها اسماء ستة سيدات ليتبوأن ستة مناصب وزارية هامة، أصبحت هذه الخطوة شرارة لحدث جديد شغل مواقع التواصل الاجتماعي بين داعم ومهلل ومصفق لحالة تُعتبر متقدمة جدا باشراك المرأة بالحياة السياسية والادارية ، وهي نصر أكيد للمرأة اللبنانية وحقوقها بعد دورها الفاعل والاساسي في الثورة اللبنانية.
وآخرون استلموا الخطوة باستهزاء وتنمر على المرأة اللبنانية ، والتي تزرح تحت صورة نمطية مسيئة ومهينة ، وهي المرأة السهلة ، المتحررة بطريقة اللبس ونمط الحياة ، والتي يعتبرها الرجل الشرقي هدفا سهل المنال وغاية لتفريغ الشحنات الذكورية والجنسية والعقد الشرقية … !!!
صورة نقدها الكثيرون واعتبروها حالة تنمر غير مقبولة تجاه المرأة وخاصة في مجتمعات خرجت للمطالبة بالحريات واذ بها ما زالت وبعد كل الأثمان والتضحيات .. أبعد ما يكون عنها، وليكون ايذاء المرأة وتعرضها للتنمر والسخرية ملفتا للنظر وغير مقبول وخاصة عندما يصدر هذا التنمر عن المرأة !!!
تناقض يدل على مدى المحدودية والتخلف الذي تعيشه المرأة في مجتمعاتنا الشرقية .. ومدى سيطرة الصورة النمطية والتعميم على الرأي والتقييم واطلاق التهم والتحقير !!
حتى النساء المطالبات بالحرية والعدالة والمساواة ، تجدهن من أول المتنمرات. حالة غريبة ومرفوضة يجب اخذها بعين الاعتبار ، وايجاد حلول حضارية لها.
ففي كل مجتمع وكل فئة وكل تجمع .. هناك الجيد وهناك السيء .. ولا يجوز لنا أن نطلق أحكاما بجريرة الرأي المسيطر أو الحكم المطلق ، لمجرد أن هذا ما يعتقده ويسوقه البعض ، فلا يمكن أن تنجح أي ثورة أو افكار تحريرية أو حقوق الا اذا تخلصت من الصور النمطية والأحكام المطلقة ، واخذ الشخص بغض النظر عن جنسه ولونه وانتماءاته فرصته العادلة والحقيقية ليثبت استحقاقه لهذا المنصب او الامتياز ..!!
وما زلنا بحاجة ماسة لتغيير المفاهيم والأفكار المعلبة من خلال تحرير العقول والانفتاح والتربية والتعليم !!
فمهما نجحت الثورات تبقى الثورة الفكرية والتربوية والتعليمية هي الاساس .. وهي الضمان لمستقبل حر ومجتمعات متحررة عادلة .
فانتبهي يا عزيزتي المرأة على ما تقولينه وتكتبينه وتعلميه .. فحريتك وتحررك وحقوقك بيدك انت .. وانت مفتاح لها …
لا تخافي من نجاح المرأة وتفوقها .. فهو بالنتيجة كسر للصورة النمطية … ونجاح لك !!