ومضات
ليست الحرية ثمراً، وإنما هي مناخ لا يمكن للأثمار أن تنضج نضوجاً طبيعياً إلا فيه.
___
عندما لا نعرف جيداً ماذا نريد من الحياة يجب علينا ألا نقلق فأن نتمنى من دون أن ندرك على وجه الدقة ماذا نريد خير من ألا نريد شيئا على الاطلاق من الحياة.
____
قلت مرة للمرأة التي أحبتني : لو لم تحبيني فما نوع الرجل الأخر الذي كنت ستحبينه ؟ فقالت : وأنت لو لم تحبني هل كنت تبقى الرجل ذاته ؟..
____
الفكرة الطريفة مثل طائر نادر أرغب في إصطياده ولكن ما أبقى أراه حتى تسحرني ألوان جناحيه فأغفل عنه وهكذا تفلت مني الفكرة كما تفلت منا الطيور الجميلة .
____
أحب أن أتكلم حين يواتيني الكلام ، لا لأنني ثرثار بل لأنني حين أصمت عندئذ أشعر أنني غير موجود.
_____
الرجل المسلم يدفع مهراً مالياً يشتري به المرأة التي يرغب في تزوجها والمرأة المسيحية تدفع ما يسمى DOTE ، أو دوطة بالعامية، للرجل الراغبة في الزواج منه فمن هو الرابح و من هو الخاسر في هاتين الصفقتين ؟
_____
يحب كثيرون الإشتراكية كنظام إجتماعي يحقق العدالة و يبذلون في سبيلها الغالي و النفيس ، فإذا ما تحققت ثار عليها محبوها و رفضوا نظامها لا لشيء سوى أنها نظام للملائكة لا للبشر.
____
لماذا تعتبرون ممارسة العمل الجنسي خارج عالم المتزوجين حراماً وممارسته داخله حلالاً؟ هل صار ذلك حفاظاً على نظام الأسرة أم على حق الزوجين بعد وفاتهما في توريث المستحقين من أقربائهما، إذا ما أبعدنا نظام الوصية جانبا ؟ أم أن هناك سببا آخر نضيفه أم نكتفي به ؟…
_____
أنا لم أقرأ شعرا في وصف زمان الحكم العباسي في القرن الرابع الهجري أفضل مما قاله أبو العلاء المعري في هذين البيتين :
مل المقام فكم أعاشر أمة أمرت بغير صلاحها أمراؤها
ظلموا الرعية و استجازوا كيدها و عدوا مصالحها و هم أجرراؤها
نحن بحاجة فعلا إلى أبي علاء آخر … و لكن ليس إلى الأبد … فالكلام الجيد مفيد حقا ولكن الإكتفاء به لا يتقذ الأمة من الضلال الذي يحكمها، مع العلم أن الثورات العنيفة كما يبدو تحطم الظالم والمظلوم معا فما العمل ؟ أنا صرت من أنصار التطور التدريجي عبر تغيرات ثقافية و إقتصادية وإجتماعية مدروسة جيداً تجري تدريجياً من دون نصب مقصلة تقطع الأعناق بالمئات والآلاف كل يوم كما حدث مثلا في الثورة الفرنسية عام 1789. الوسائل العنيفة يجب أن تستبعد اليوم و التطور المتمهل والذكي في مختلف مرافق الحياة هو الذي يصنع التطورالذي يعيش ويتقدم في ظل نظام ديمقراطي هادئ كأيام شكري القوتلي و خالد العظم و فارس الخوري … رحمهم الله و أكرمنا بأمثالهم …