ويبقى السؤال الأكبر : إلى أين ؟؟!
مع ظهور التيكتوك !!!!! منذ حوالي السنة تقريبا .. وهو التطبيق الجديد الذي بدأ بالانتشار كالنار في الهشيم بين جميع رواد مواقع التواصل الاجتماعي ، المتاح والمتوفر لجميع الأعمار … كونه عبارة عن مقاطع فيديو صغيرة جدا يمكن لأي شخص أن يصورها بنفسه ويعرضها على موقعه الخاص … يقوم فيها بحركة .. رقصة .. فكرة .. جملة !!! أي شيء يمكن عرضه من خلال فيديو قصير غالبا ما يكون تقليدا أو تكرارا لحركة قام بها احد ما ، وتم تداولها وتكرارها وتقليدها بوسائل وأساليب مختلفة .. لتنال إعجاب شريحة واسعة من المتابعين والذين يعيدون بدورهم التقليد والتدوال والتكرار . تابعت الموقع لبعض الوقت لفهم ومعرفة ماهية ما يقدمه وللاطمئنان على ابني الذي لم يتجاوز العاشرة بعد من عمره والمتابع الشغوف والمهتم بالموقع والذي أعزو اليه الفضل الأول في تعريفي بهذا التطبيق كونه احدث التطبيقات وأكثرها تداولا بين اقرانه ورفاقه في المدرسة …!!
لتكون المفاجأة كمية التفاهة والسخافة المتداولة المندرجة في هذا الموقع .. وليتحول إلى هوس وإدمان جديد ، يضاف الى لائحة الوسائل والتطبيقات الاجتماعية التي تزيد هذا الجيل تعلقا بالأجهزة الالكترونية الذكية وبالعوالم الافتراضية وللأسف تزيد من تبعية ومحدودية هذا الجيل ، والذي يتحول بعلمنا وتحت نظرنا .. ولكن دون ارادتنا ، إلى جيل كسول .. اتكالي .. محدود بحجم الشاشة الصغيرة التي يقضي أغلب وقته عليها متنقلا من موقع الى تطبيق الى فيديوهات و صور !!!! نتساءل عن حجم السوء وغياب الرقابة لكل ما يتم عرضه وتداوله .. وعن المضمون الذي يخلو بغالبيته من أي فكر أو معلومة .. والأسوء مدى السخافة والبذاءة والألفاظ السوقية التي يتم تسويقها ، لتصبح موضة وموجة يتم تداولها ..متحولة رويدا رويدا الى ثقافة بتنا نعجز عن السيطرة عليها !!!!
كأهل وبالغين ينتابنا الذعر على مستقبل أطفالنا بوجود هذا الكم الهائل من الانفلات والتبعية التي يتم تسويقها لتسيطر على عقول هذا الجيل .. متسائلين عن القيم والأخلاقيات والمُثل الإنسانية التي علينا الحفاظ عليها ونقلها لأبنائنا بصدق وأمانة .. هل ما زالت صالحة لهذا الجيل أم لا ؟!؟! وكيف يمكن الحفاظ عليها من الضياع والانحدار في خضم هذا الانفلاش الكوني .؟
الرقابة … الحرية المسؤولة .. الثقة .. الوعي
الحوار .. القراءة .. الرياضة .. النشاطات الاجتماعية ..
أكثر ما نحتاج اليه اليوم لنتمكن ليس من السيطرة !! إنما الحفاظ على صحة ابنائنا النفسية والفكرية وحمايتهم من الذوبان في عوالم لا نعرف عنها شيئا ، ولا يمكننا التكهن بما تخبئه لهم !!!
عوالم لا يمكننا مقاطعتها ومنعها … انما مناقشتها وتحديدها … وقد تكون في نفس الوقت ، مدخلاً جيدا لنطرح من خلالها ما هو الصح وما هو الخطأ ، و يمكننا تحويل محتواها الى مواضيع للنقاش ، نعرض من خلالها وجهات نظر حول المحتوى ، وما هو برأينا الجيد والسيء ….!!!
سلاح ذو حدين .. علينا أن نعرف كيف نستفيد منها .. ونتحاشى أخطاءها ومساوئها !!!!
ونعرف الى حد ما … الى أين ستصل بنا …. !؟!؟