«سيد مرعي يا سيد بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه».. الهتاف الذي أجبر السادات على التراجع عن قراراته

 

القاهرة – «الحياة»

في وسط الأحداث السياسية التي يعيشها الشارع المصري منذ ثورة الـ25 من يناير، وصولاً إلى الاستفتاء على الدستور الجديد بعد الإطاحة بنظام محمد مرسي، تحل اليوم الذكرى الـ37 لانتفاضة يناير 1977، والتي أطلق عليها الرئيس السادات «انتفاضة الحرامية»، وهي الانتفاضة التي أجبرته على التراجع عن عدد من القرارات الاقتصادية برفع الدعم عن العديد من السلع الاستهلاكية، بعد أن نزلت الجماهير الغاضبة إلى الشارع رافضة تلك القرارات، ومرردة شعارات وهتافات كان أبرز ما احتفظت به ذاكرة الشارع المصري «سيد مرعي يا سيد بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه».
كيف بدأت الانتفاضة؟:
كانت هناك مقدمات لخروج الملايين في الـ18 من كانون الثاني يناير 1977 للاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية، إذ كان يأمل الشعب في تحسن أوضاعه الاقتصادية عقب الانتهاء من حرب أكتوبر 1973، فقامت قطاعات عمالية كثيرة بإضرابات واحتجاجات في عامي 75 و76، إلا أن بيان وزير الاقتصاد المصري الدكتور عبد المنعم القيسوني في مجلس الشعب، والذي أعلن من خلاله مجموعة من القرارات الاقتصادية بضغط من صندوق النقد الدولي تمثلت في رفع الدعم عن أكثر من 25 سلعة أساسية في حياة المواطن المصري منها الخبز والسكر والشاي والأرز والزيت والبنزين، ما نتج عنه ارتفاع الأسعار بشكل عام، ما أدى إلى انتفاضة كبيرة في الأوساط العمالية بدأت بعدد من التجمعات في مدينة حلون الصناعية وخصوصاً في شركة مصر حلوان للغزل والنسيج والمصانع الحربية، انتقلت شرارة الاحتجاجات على إثرها إلى مصانع الغزل والنسيج في شبرا الخيمة، وشركة الترسانة البحرية في منطقة المكس بالإسكندرية، وبدأ العمال يتجمعون معلنين رفضهم للقرارات الاقتصادية، وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة رفعت عدة شعارات منها: «يا ساكنين القصور.. الفقراء عايشين في قبور، يا حاكمنا في عابدين.. فين الحق وفين الدين، سيد مرعي يا سيد بيه.. كيلو اللحمة بقى بجنيه، عبدالناصر ياما قال.. خلوا بالكم من العمال».
انضمام قطاعات أخرى إلى الانتفاضة:
انتقلت شرارة الانتفاضة إلى الجامعات وانضم الطلاب إلى العمال، ومعهم الموظفين والكثير من فئات الشعب المصري، وانطلقوا إلى الشوارع والميادين بهتافاتهم ضد الحكومة المصرية وقراراتها الاقتصادية، وصاحبت هذه المظاهرات أعمال عنف وحرق لأقسام الشرطة والمباني العامة، ونزل تيار اليسار إلى الشارع رافعاً شعارات الحركة الطلابية، واصطدمت الجماهير الغاضبة بقوات الأمن، وتم القبض على المئات من المتظاهرين.
فيما خرجت الصحف القومية المصرية (الأهرام، الأخبار، الجمهورية)، في صباح يوم الـ19 بعناوين تتحدث عن مخطط شيوعي لإحداث اضطرابات وفوضى في مصر، مع اتهامات لبعض القوى بمحاولة قلب نظام الحكم.
وقامت الشرطة بالقبض على العديد من النشطاء بعد ازدياد العنف في الشارع واستغلال اللصوص والبلطجية لحالة الفوضى في الشارع وقيامهم بأعمال سرقة ونهب وحرق للمنشآت والسيارات والمحال.
كيف تعامل السادات مع الانتفاضة؟:
أطلقت الجماهير المصرية على أحداث 18 يناير انتفاضة، فيما أطلق عليها الرئيس السادات «انتفاضة الحرامية» ، بسبب ما صاحبها من أعمال سلب ونهب، إلا أنه أدرك أن الاستمرار في العناد قد يؤدي إلى نتائج كارثية، خصوصاً مع استمرار الانتفاضة يومي 18 و19 كانون الثاني يناير، وفشل الشرطة في مواجهتها، وسقوط نحو 300 قتيل وآلاف الجرحى، فقرر الرئيس الأسبق إلغاء القرارات الاقتصادية، والاستعانة بالجيش الذي كان يحظى بثقة الشارع خصوصاً بعد انتصار أكتوبر 73، وارتباط الشارع به، وإعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجول ابتداءً من السادسة مساءاً وحتى السادسة صباحاً، ما أدى إلى استقرار الأوضاع السياسية في النهاية.

صحيفة الحياة اللندنية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى