آبل للحاق بقطار الهواتف القابلة للطي، خطيئة التأخير أم ضريبة الاتقان؟
آبل للحاق بقطار الهواتف القابلة للطي، خطيئة التأخير أم ضريبة الاتقان؟ ففي الوقت الذي تسارع فيه شركات التكنولوجيا العالمية الزمن لحجز مقعد في مستقبل الذكاء الاصطناعي والأجهزة المرنة، تكشف التقارير الواردة من ممرات صناعة القرار في “كوبيرتينو” ومن خلف كواليس سلاسل التوريد في تايوان وكوريا الجنوبية، أن شركة آبل تستعد لتدشين عام 2026 كأهم منعطف استراتيجي في تاريخها منذ إطلاق أول هاتف آيفون.
وتفيد المعطيات التقنية المجمعة من كبار المحللين والوثائق المسربة بأن الشركة تعتزم إحداث زلزال في سوق الهواتف الذكية عبر إطلاق سلسلة “آيفون 18” المحدثة كلياً، تزامناً مع الكشف التاريخي عن أول هاتف آيفون قابل للطي، وهو المشروع الذي ظل لسنوات حبيس المختبرات السرية تحت مسمى “مشروع V68”.
وتشير القراءة التحليلية للخطط التشغيلية لشركة آبل إلى أن عام 2026 لن يكون مجرد دورة تحديث اعتيادية، بل يمثل إعادة صياغة كاملة لهوية الجهاز الأكثر مبيعاً في العالم.
فمن الناحية التقنية الصرفة، تتجه آبل لتبني تقنية التصنيع “2 نانومتر” من شركة “TSMC” لإنتاج معالجها القادم “A20”.
إعادة صياغة كاملة لهوية الجهاز الأكثر مبيعاً في العالم
هذا المعالج لن يمثل قفزة في السرعة فحسب، بل سيعيد تعريف مفهوم الكفاءة الطاقية، حيث تتوقع المصادر أن يوفر المعالج الجديد أداءً يتفوق بنسبة 15% على الجيل السابق مع خفض استهلاك البطارية بنسبة تصل إلى 30%.
ويأتي هذا التطور مدفوعاً بضرورة توفير بيئة تشغيلية صلبة لنظام “Apple Intelligence” المتطور، حيث تشير التسريبات إلى أن آبل ستعتمد ذاكرة عشوائية بسعة 12 جيغابايت كمعيار أساسي لكافة هواتف السلسلة، وذلك لتمكين معالجة نماذج اللغة الضخمة محلياً على الجهاز دون الاعتماد الكلي على السحابة، وهو ما يمنحها ميزة تنافسية في مجال الخصوصية والأمان.
أما الحدث الأبرز الذي ينتظره المستثمرون والمستهلكون على حد سواء، فهو دخول آبل رسمياً إلى نادي الهواتف القابلة للطي. وبحسب التقارير التقنية المستفيضة، فإن آبل قد تجاوزت أخيراً العقبات التقنية التي كانت تحول دون إطلاق هذا الجهاز، وعلى رأسها متانة الشاشة وتلاشي خط الطي في المنتصف.
وتؤكد المصادر أن الشركة طورت مفصلات ميكانيكية معقدة تستخدم سبائك كربونية متطورة تضمن مرونة فائقة وطول عمر افتراضي يتجاوز مئات الآلاف من عمليات الطي. الجهاز المرتقب، والذي قد يحمل اسم “آيفون الترا” أو “آيفون فولد”، سيعتمد تصميماً يطوى للداخل بشكل يشبه الكتاب، ليمنح المستخدم شاشة سينمائية ضخمة عند فتحه، مما يجعله جهازاً هجيناً يجمع بين قدرات الآيفون وإنتاجية الآيباد ميني.
هذا الجهاز لن يكون مجرد استعراض للقوة التقنية، بل هو محاولة مباشرة من آبل لاستعادة حصتها السوقية في فئة الهواتف فائقة الفخامة التي بدأت المنافسة الصينية والكورية تهيمن عليها مؤخراً.
وبالانتقال إلى ثورة التصوير، فإن سلسلة “آيفون 18 برو” ستشهد للمرة الأولى دمج نظام عدسات بفتحة متغيرة ميكانيكياً، وهي الميزة التي ستغير قواعد اللعبة في التصوير الاحترافي عبر الهواتف. هذه التقنية ستسمح للمستشعر بالتحكم الفيزيائي في كمية الضوء الداخلة للعدسة، مما يوفر عمقاً حقيقياً للصور (Bokeh) وتفاصيل أدق في ظروف الإضاءة المنخفضة، متجاوزاً بذلك القيود البرمجية التي كانت تعتمد عليها آبل لسنوات.
وبالتوازي مع ذلك، تؤكد التسريبات أن آبل نجحت في اختبار تقنية “Face ID” المدمجة تحت الشاشة، مما يعني أن عام 2026 قد يشهد نهاية عصر “الجزيرة التفاعلية” والوصول إلى حلم الشاشة الكاملة التي تغطي الواجهة الأمامية بالكامل، باستثناء ثقب مجهري للكاميرا الأمامية، وهو ما سيمثل تغييراً جذرياً في فلسفة التصميم التي استمرت لسنوات.
من الناحية الاقتصادية، تتوقع البنوك الاستثمارية في “وول ستريت” أن تؤدي هذه الابتكارات إلى خلق “دورة ترقية فائقة” (Super Cycle) غير مسبوقة، حيث يمتلك حالياً مئات الملايين من المستخدمين هواتف قديمة تجاوز عمرها الثلاث سنوات، وينتظرون قفزة تكنولوجية حقيقية للقيام بعملية التحديث.
ومع ذلك، يرى الخلراء أن هذا التطور سيأتي بتكلفة باهظة، إذ من المتوقع أن تشهد أسعار الفئات العليا والنسخة القابلة للطي زيادة ملحوظة نتيجة ارتفاع تكاليف إنتاج رقائق 2 نانومتر والشاشات المرنة المعقدة، حيث قد يبدأ سعر الآيفون القابل للطي من عتبة الـ 2000 دولار.
ومع اقتراب موعد الإنتاج الضخم، تظل الأنظار متجهة نحو كوبرتينو لمعرفة كيف ستوازن آبل بين هذه الطموحات التقنية الجامحة وبين قدرة المستهلك الشرائية في ظل التحديات الاقتصادية العالمية. إن عام 2026، بكل معطياته المسربة، يبدو وكأنه العام الذي ستقرر فيه آبل ليس فقط مستقبلها الخاص، بل مستقبل صناعة الهواتف المحمولة للعقد القادم.
ميدل إيست أون لاين



