آخرهم وئام الدحماني… مشاهير عرب رحلوا بطريقة مأساويّة في ريعان شبابهم
لا يزال الوسط الفنّي والإعلامي يعيش صدمة رحيل الفنانة والإعلامية المغربية وئام الدحماني، التي توفيت قبل يومين بسكتة قلبيّة مفاجئة في دبي.
لم تكمل وئام عامها الـ35 وكان رحيلها فاجعة حقيقيّة لعائلتها ومحبيها، لتنضم إلى فنانين ومشاهير رحلوا وهم في ريعان شبابهم، ولم يحقّقوا أحلاماً كانت تنتظرهم.
بعضهم خطفه الموت بعد رحلة عذاب مضنية، وبعضهم رحل بحادث مفاجىء، وبعضهم بسكتة قلبية، إلا أنّ رحيل الشباب يبقى حدثاً مأساوية يحفر في قلوب المحبّين حزناً لا يزول بمرور الزمن.
سوزان تميم (1977-2008)
في صيف 2008، فُجع الوسط الفنّي برحيل الفنانة سوزان تميم بجريمة مروّعة في شقتها في دبي، حيث خضعت للتعذيب وذبحت بطريقة وحشية.
لم تمرّ أيام قليلة على وقوع الجريمة، حتى ألقت السلطات الأمنية القبض على الضابط السابق محسن السكري، الذي اعترف بأنّه نفّذ جريمته بناءُ على أوامر رجل الأعمال هشام طلعت، الذي كان على علاقة عاطفية بسوزان، وأراد الانتقام منها لأنّها تركته وسافرت إلى دبي.
ظلّت القضية سنوات تشغل الرأي العام العربي، حتى بعد إلقاء القبض على الجناة ومحاكمتهم، لتعود فصول المأساة وتكتمل بخروج هشام طلعت من سجنه العام الماضي بعفو عام. القضية فتحت ملفات في حياة سوزان التي كانت محرومة من الاستقرار العائلي، تزوّجت مرّات عدّة وفشلت في بناء أسرة، تطلقت، تصارع عليها الأزواج، وحاول كل منهم أن يثبت أنّه لا يزال زوجها طمعاً في الثروة التي تركتها.
31 عاماً عاشتها سوزان مشتّتة بين أكثر من بلد، فشلت في تحقيق ما كانت تحلم به في الفن بعد أن حاصرها المخرج سيمون أسمر بعقد أنقذها منه زوجها الثاني عادل معتوق، الذي حاصرها بدوره بعقد أنهى حياتها الفنية، لتهرب منه إلى القاهرة ومن القاهرة إلى دبي، حيث قتلت بطريقة وحشية ونشرت صور جثتها في وسائل الإعلام، رغم تمنّي عائلتها من الصحافة يومها احترام حرمة الموت وعدم نشر أي صورة تسيء إلى سوزان.
ميرنا المهندس (1976- 2015)
لم تكن حياة الممثلة ميرنا المهندس سهلة، رغم أنّها حققت الشهرة في سنٍ مبكرة.
فقد حاصرها المرض وانتصرت عليه، ليعود ويقضي عليها وهي في أواخر الثلاثينيات من عمرها.
فإلى جانب معاناة ميرنا مع المرض كانت تعيش معاناةً أسرية، حيث ألقي القبض على شقيقها عادل عام 2007 بتهمة الاتجار في المخدرات، كما قبض أيضاً على والدتها “منى” لتهربها من حكم غيابي بالسجن سبع سنوات لقتلها زوجها والد ميرنا.
وقد ورد في التحقيقات حينها أن سبب القتل هو دفاعها عن نفسها، وهذه القضية جرحت ميرنا في العمق وزادت من آلامها.
لم تتزوج ميرنا وكانت تخشى الفشل في الحب والزواج بعد معاناتها مع والديها.وكانت ميرنا قد أصيبت بسرطان القولون وظلت سنوات تتلقى العلاج، وفضّلت وقتها أن تختفي عن الأنظار وترتدي الحجاب، وبعد رحلة علاجية قرر الأطباء استئصال القولون وعادت ميرنا بصحة جيدة إلى جمهورها وقدمت عدداً من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، وبدأت تتذوق طعم النجاح من جديد، وفي ظل حلاوة مذاق هذا النجاح عاد السرطان ليهاجمها من جديد وكسب معركته هذه المرّة حيث توفيت في 6 أغسطس عام 2015.
سعود الدوسري (1968- 2015)
في عمر الـ46 وخلال وجوده في العاصمة الفرنسية باريس، أصيب الإعلامي السعودي سعود الدوسري بأزمة قلبية مفاجئة تسبّبت بوفاته.
رحيل سعود المفاجىء أحدث صدمة في الوسط الإعلامي العربي، لم يصدّق أحد يومها أن الشاب الذي كان مفعماً بالحياة رحل فجأة. ووسط أجواء من الحزن نقل جثمان سعود إلى الرياض حيث ووري الثرى وسط دموع أهله ومحبّيه.
حياة سعود كانت حافلة بالإنجازات، فقد بدأ حياته الإعلامية في الثمانينيات، وقدّم العديد من البرامج التلفزيونية منها برامج “سمر حتى السهر”، “ليلة خميس”، “فنون”، “جار القمر”، ” ليلكم فن “، “من الرياض”، “نقطة تحول”، أما آخر برامجه فكان “ليطمئن قلبي” على روتانا خليجية في رمضان 2015 واستضاف فيه بشكل يومي الداعية والمفكر عدنان إبراهيم.
وقد حصل عام 2010 على جائزة جوردون أووردز كأفضل مذيع عربي، قبل أن تنتهي حياته الحافلة بالنجاح باكراً.
اسمهان (1927-1944)
على الرغم من الشهرة الكبيرة التي حقّقتها، والحياة الحافلة التي عاشتها متنقلة بين تركيا وسوريا ولبنان ومصر، لم تعش الفنانة اسمهان أكثر من 27 عاماً انتهت نهاية مأساوية لا تزال تثير علامات استفهام رغم مرور 74 عاماً على وفاتها في حادث غامض.
لم تكن حياة اسمهان حياةً عادية، تزوّجت مرّات عدّة، قيل إنّها تورّطت مع المخابرات البريطانية للمساعدة في تحرير بلدها من القوات الفرنسية، وعندما رحلت، تركت خلفها علامات استفهام حول الجهات المستفيدة من موتها.
ففي صباح الجمعة 14 يوليو 1944 ، وخلال سفرها إلى رأس البر ترافقها صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة، فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في الترعة، حيث لقيت مع صديقتها حتفهما، أما السائق فلم يصب بأذى وبعد الحادثة اختفى.
وبعد اختفائه ظلّ السؤال عمن يقف وراء موتها دون جواب. لكن ظلت أصابع الاتهام موجّهة نحو كلٍ من المخابرات البريطانية وإلى زوجها الأول حسن الأطرش وإلى زوجها الثالث أحمد سالم كما أشارت تقارير صحافية إلى تورّط الفنانة أم كلثوم وشقيقها فؤاد الأطرش.
نعيمة عاكف (1929-1966)
عاشت الفنانة نعيمة عاكف 33 سنة كانت كافية لتحقق حلمها حيث قدّمت فن الرقص والغناء والمونولوج والتمثيل. أسعدت الملايين وكان حظها في هذا العالم قليلاً، تزوجت مرتين ورزقت بطفل وحيد وهاجمها المرض الذي انهى حياتها التي كانت مفعمة بحب الحياة والسيرك والفن.
ففي العام 1963، شعرت نعيمة عاكف ببعض الألم أثناء عملها في فيلم “بياعة الجرايد”، خضعت للكثير من الفحوصات واكتشفت أنها مصابة بداء السرطان في أمعائها.صارعت المرض في السنوات الثلاثة الأخيرة من حياتها حيث توفيت في 23 أبريل 1966 منهية مشوار سبعة عشر عاماً من الفن والتألق والإبداع.
هالة فؤاد (1958-1993)
عن عمر 35 عاماً فارقت الممثلة هالة فؤاد الحياة، تاركةً خلفها طفلين أحدهما من الممثل الراحل أحمد زكي.
قبل وفاتها بثلاث سنوات، أنجبت هالة ابنها الثاني، ونجت بأعجوبة من مضاعفات ولادة متعسرة بعد إصابتها بجلطات متلاحقة في رجلها وكانت على وشك الموت. علمتها تلك التجربة بأن الحياة قصيرة فقررت أن ترتدي الحجاب وتعتزل التمثيل وتتفرغ لحياتها الزوجية ولعبادة الله.
بعد الاعتزال بفترة قصيرة تم تشخيصها بسرطان الثدي وبدأت رحلة علاج طويلة في فرنسا والقاهرة، وتم علاجها من السرطان لفترة مؤقتة ثم عاودها المرض مرة أخرى وبشراسة فواجهته بشجاعة وإيمان غير مسبوق وأمضت أيامها الأخيرة في الدعوة إلى الله حتى بين الممرضات والمرضى أثناء مكوثها في المستشفى.
فجعت كذلك في أيامها الأخيرة بوفاة والدها المخرج أحمد فؤاد دخلت في غيبوبة متقطعة في أيامها الأخيرة ونشرت الصحف المصرية خبر وفاتها مرتين إلا أنه كان يتم تكذيب هذه الأخبار مع الإعلان بأن حالتها حرجة جداً. وتوفيت في 10 مايو 1993.
علاء ولي الدين (1963- 2003)
رحل علاء ولي الدين في فبراير 2003 قبل أشهر من الاحتفال بعيد ميلاده الأربعين.
أدخل السعادة إلى قلوب محبيه من خلال أدوار كرّسته نجماً كوميدياً ساهم في ظهور عدد من نجوم الساحة الفنية الحاليين أمثال أحمد حلمي وكريم عبد العزيز ومحمد سعد، فشخصية “اللمبي” كان أول ظهور لها في فيلم الناظر وبعدها انطلق محمد سعد وأصبح نجم شباك.
فارق الحياة أول أيام عيد الأضحى جرّاء مضاعفات مرض السكري الذي كان يعاني منه. آخر عرض في السينما لعلاء ولي الدين كان فيلم “ابن عز”، أما آخر فيلم قام بتصويره ولم يكمله بسبب وفاته فكان فيلم “عربي تعريفة” لحازم الحديدي.
عماد عبد الحليم (1960- 1995)
على الرغم من كل الظروف التي كانت متاحة أمامه ليصبح واحداً من أهم نجوم مصر، من تبنّي الفنان الراحل عبد الحليم حافظ له، إلى نشأته في بيئة فنيّة كونه شقيق الموسيقار محمد علي سليمان والد الفنانة أنغام، لم تكن مسيرة الفنان الراحل عماد عبد الحليم سهلة.
عرف نجاحات محدودة نسبةً إلى موهبته، فقد حاصرته الشائعات وأذته كثيراً وأثرت على ثقته في نفسه، ويقال إنّه في أيّامه الأخيرة كان يخاف من مواجهة الجمهور وأنّ مروجي هذه الشائعات كان لهم مصلحة في إيذاء عماد ومحاولة القضاء عليه فنياً.
توفي في 20 أكتوبر 1995 في عمر الـ35، حيث وُجد ميتاً على إحدى ضفاف نهر النيل في القاهرة في ظروف غامضة. ولم يعرف سبب وفاته.
عمرو سمير (1984- 2017)
بعد ثلاثة أيام من الاحتفال بعيد ميلاده الـ 33، رحل مقدّم البرامج المصري عمرو سمير بأزمة قلبيّة فاجأته خلال رحلة إلى إسبانيا، حيث توفي داخل غرفته في الفندق في مدريد.
وقد رجح تقرير الطب الشرعي الإسباني أن يكون سبب الوفاة هبوطًا حادًا في الدورة الدموية نتيجة بذله مجهودًا كبيرًا في ممارسة الرياضة دون تناول أي طعام، ما تسبب في هبوط مستوى السكر في الجسم، وإصابته بأزمة قلبية.
وكانت المأساة الحقيقة تأخّر وصول جثمان عمرو سمير إلى بلده مصر، ما أثار يومها الكثير من التساؤلات حول وجود شبهة جنائية في الوفاة، قبل أن يصدر تقرير الطبيب الشرعي ويؤكّد أن الوفاة طبيعية، ليدفن عمرو بعد مرور أكثر من أسبوعين على وفاته.