آخر صيحات العبودية…!!

فتحت الكتاب وبدأت رحلتي معه .. أتنقل من مكان الى آخر على صهوة حصان البطل بين مزارع قصب السكر والعبيد اللذين يموتون واحدا تلو الآخر بسبب سوء المعاملة و الذل والقهر والحرمان .. ويقاومون لينالوا حريتهم بشتى الوسائل .. ويدفعون حياتهم ثمنا لحلم يحاربه الجميع ويقاومون تحقيقه .. لأنهم يؤمنون بالعبودية وحقهم بالتفوق والعنصرية ..

ترجلت عن صهوة الجواد وأنا متعبة من الذل والاستعباد واللانسانية .. ترجلت ولم يكن العبيد قد نالوا حريتهم بعد وما زالوا يقاومون ويموتون ويثورون لأجل الحرية .. رغم أن عددا منهم نال جزءا من حريته والتي بقيت مرهونة بنظرة المجتمع الفوقية .. وتحقير حريته واستعباده بأشكال
جديدة .. !!

ترجلت بعد أن شعرت ان التحرر من العبودية لا يعني الحرية .. فمن يعيش في خوف هو عبد لخوفه .. وهو يعاني أقسى أنواع العبودية ..

شعرت أننا اليوم في القرن الواحد والعشرين ما زلنا نرزح تحت شتى أشكال العبودية ..

عبودية المجتمع .. ورأي الآخرين ونظرتهم لنا .. عبودية الدين ونظرة من يعتبرون أنفسهم مؤمنين لنا .. عبودية الذكر وتسلط الرجل ومعتقدات المجتمع .. عبودية الشرف .. عبودية العائلة والفوقية والطبقية .. عبودية أننا لا نستطيع أن نقول رأينا دون خوف من انتقاد أو تخوين أو ترهيب.. أو أن يفهمونا غلط ..

نعم يا سادتي .. قد تحرر السود والعبيد من وطأة العبودية وسلطة البيض العنصرية .. ولكن الانسان عامة وخاصة العربي في مجتمعاتنا العربية .. ما زال يعيش كل أشكال العبودية بأنماط عصرية وبطرق حديثة وأشكال متغيرة .. ولو بنسب متفاوتة .. وما زال يناضل لكي يتحرر .. بداية من قيود المجتمع وحكم الناس .. لينطلق من ذاته ويستطيع عندها أن يبدأ نضالاً حقيقياً يرتقي به ويسمو بالقيم الانسانية …. !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى