آردوغان وبشار الاسد معا تحت مظلة”سوتشي”
يتحدث دبلوماسيون روس وأتراك عن خطوات إنفتاح وتغيير اعمق من المتوقع في الموقف التركي على صعيد اقليمي وتجاه العديد من الملفات في الاسابيع القليلة المقبلة خصوصا بعدما وضع الرئيس التركي رجب طيب آردوغان موقف بلاده خلف السيناريو الروسي الجديد في سورية والقاضي بالتجهيز والإعداد الجيد لأجندة “الحوار الوطني السوري”.
وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو كان قد رحب علنا في انعقاد مؤتمر وطني سوري رغم التحفظات التي برزت من اطياف المعارضة السورية بما في ذلك المجموعات المقربة من تركيا او المحسوبة عليها.
تصريح أوغلو شكل نقطة إنطلاق حسب مصادر دبلوماسية تحدثت لراي اليوم لبناء موقف تركي صلب خلف السيناريو الروسي الذي يهدف بدوره لتقليص نفوذ وشرعية المعارضة التقليدية التي افرزتها الإتصالات الدولية والتحالفات الإقليمية وإجتماعات جنيف لصالح تمثيل جديد يخص المكونات الإجتماعية في سورية ويوسع إطار التمثيل بعدما إنطلقت الحافلة التي برمجت في سوتشي.
نتج عن التأييد التركي للمشهد الروسي الذي برز خلال قمة سوتشي الثلاثية بوجود إيران “مرونة” ملموسة في الموقف التركي قالت مصادر خاصة انها بدأت تلامس كل الإحتمالات وكل الزوايا المعقدة في المشهد السوري ويتوقع المراقبون ان تزيد هذه المرونة خلال الايام القليلة المقبلة حتى تقبل أنقره بفكرة حضور لقاءات وتنفيذ اتصالات ذات طبيعة “تطبيعية” مع النظام السوري حيث ان البنود المتفق عليها في سوتشي بدعم روسي تصل في بعض التفاصيل إلى مرحلة قبول التحدث على طاولة موسعة مع النظام السوري ورموزه.
بالنسبة للتعليقات التي صدرت من دمشق حول تقليص الحضور الرسمي في لقاءات جنيف الجديدة من المرجح انها صدرت بإيعاز روسي لإن تركيا اصبحت في موقف يدعم ولو تكتيكيا البدائل التي تقترحها موسكو والهادفة بوضوح اليوم ل”إضعاف” جنيف والتقليل من أهميته خصوصا وان البديل الروسي متاح وله علاقة بالمؤتمر الوطني الشامل للحوار السوري وبظلة اقليمية ودولية.
بالنسبة للوزير التركي أوغلو نقل عنه القول بان تركيا لا تمانع توسيع إطار حوارات السوريين فيما بينهم شريطة ان لا يشمل الحوار الجماعات الكردية المسلحة الناشطة في شمال سورية والمقربة على الفصائل التي تعتبرها تركيا إرهابية.
عدم ممانعة توسيع آليات الحوار يعني بان تركيا عمليا توافق على تبديل أطر التمثيل في اطياف المعارضة السورية وتستعد لمرحلة يمكن ان تتحدث فيها مباشرة مع النظام السوري الذي توقفت عن إشتراط اسقاطه ومغادرته حيث يقول الوزير أوغلو بان النظام السوري موجود ..وهذا واقع لكن الواقع ايضا انه غير مؤهل لتمثيل الشعب السوري ولا يستطيع تقديم اي معالجة وحده وهو مضمون الرسالة التوجيهية التي تصل لأوغلو وفريقه الدبلوماسي من مكتب الرئيس آردوغان.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية