آمال القمة للتعاون العربي: هل يصدق الحكام العرب فيما توافقوا عليه؟؟
رسمت قمة جدة ملامح العمل العربي في المرحلة القادمة وجاء التوافق بين الدول العربية على أسس التفاعل العربي كمقدمة ترفع (الأمل) بأن يتحول المسعى العربي التوافقي إلى (انجاز)، يعطي للعرب حضوراً فاعلاً وسط المتغيرات الإقليمية والدولية، ويحصن الدول العربية من خلال تحصين الأمن القومي العربي تجاه التحديات والمخاطر المحققة و المؤثرة في حياة وعيش و أمن و استقرار الشعوب العربية. فماذا قدمت قمة العرب في جدة من توجهات و خرائط طريق لهذا التعاون العربي المأمول؟
قاد الأمير محمد بن سلمان مجموعة من المسارات، حقق من خلالها (أرضية توافقية) إقليمية بدءاً بالاتفاق مع إيران برعاية وضمانة الصين، و استبقه بحوار مع تركيا وضع معها أسس تعاون و توافق و كلا التفاعلين مع إيران وتركيا، كان الهدف منها الوصول إلى هدوء اقليمي، يحل التعاون، أو التعايش الهادئ محل الصراعات.. سعياً وراء استقرار المنطقة، اللازم والضروري لخطط المملكة في التنمية الاقتصادية و الازدهار، تلك الخطط المسماة بمشروع (المملكة 2030) .. و بالفعل نجحت حتى الآن مساعي التهدئة مع تركيا.
بالتوازي مع السعي السعودي المستند إلى تأييد الخليج والعرب، في تحقيق تهدئة اقليمية نشطت السعودية مسار (الاسهام بمعالجة مشاكل الدول العربية) بحيث تتحول البلاغات العربية من (التناحر والصراع) إلى (التعاون والتفاعل) و لتحقيق هذه النقلة اعتمدت الخطة العربية بقيادة السعودية على عدة أسس: أولاً تجاوز الماضي بكل خلافاته، و التطلع إلى المستقبل بكل إمكاناته. ثانياً، مساعدة كل دولة عربية على الخروج من الأزمة التي تعانيها إن كانت مأزومة (سورية، لبنان، العراق، والسودان). ثالثاً، اعتماد التعاون في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتقنية، والثقافية كأساس يعيد و ينشط التعاون السياسي الطبيعي. رابعاً، مساعدة جميع الدول العربية على تطبيع علاقاتها مع القوى الدولية والدول العظمى (سورية كمثال). رابعاً، وهو الأهم، الاستناد إلى استقلال شعب كل دولة عربية، واحترام قراراته فيما يخص حل مشاكله، و مساعدته ودعمه إذا طلب المساعدة والدعم (كما جاء في كلمة الرئيس الأسد) وعبر هذه الأسس استطاعت السعودية أن تقود العمل العربي لتحقيق توافق واضح بين الدول العربية على خريطة الطريق التي صدرت في (إعلان جدة)، وهو الاعلان الذي يرسخ التعاون العربي هو قاسم مشترك أساسي، هو (الأمن القومي العربي الشامل)، المتضمن الأمن السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي… إلخ.
سؤال الرأي العام العربي الآن، هل تنجح الدول العربية في (انجاز) هذا التعاون العربي الذي ما زال ( أملاً) في إعلان جدة؟؟ وهل يصدق الحكام العرب فيما توافقوا عليه؟؟ وهل نأمل بأن يكون للعرب والعروبة حضوراًإقليمياً ودولياً كما أمل اعلان جدة؟؟