أبوظبي أقرب للمريخ بانطلاق أول إماراتي الى محطة الفضاء الدولية

 

انطلق ثلاثة رواد فضاء، بينهم هزاع علي المنصوري، أول إماراتي يُرسل في مهمة إلى الفضاء، الأربعاء من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان في رحلة إلى محطة الفضاء الدولية تكتسي أهمية بالغة للطموح الإماراتي المتعاظم لغزو الفضاء وأقلعت مركبة “سويوز” التي تنقل على متنها هزاع المنصوري والأميركية جيسيكا مير والروسي أوليغ سكريبوتشكا، من دون مشاكل تذكر، من سهوب كازاخستان عند الساعة 13.57 بتوقيت غرينيتش، بحسب المشاهد التي بثتها وكالة الفضاء الروسية “روسكومس”. ويتوقع أن تستغرق الرحلة حوالى ست ساعات إلى محطة الفضاء الدولية.

وسيمضي المنصوري، الذي يبلغ من العمر 35 عاما والذي كان في السابق قائد طائرة مقاتلة، ثمانية أيام بالمحطة وقالت السلطات الإماراتية إنه يعتزم إجراء سلسلة تجارب وعقد عدة جلسات بث حي من الفضاء إلى الأرض واستضافة ليلة طعام إماراتي مرتديا الزي التقليدي لوطنه.

وقبل ساعات من الإطلاق، حصل المنصوري مع زميليه بالطاقم على مباركة قس روسي أورثوذكسي، وهو ما يتفق مع تقليد روسي خاص بالفضاء، لكن القس أعفاه من الرش بالماء المقدس على عكس زميليه وبابتسامة تعلو وجهه، رفع المنصوري يديه بعلامة النصر وهو واقف على السلالم المؤدية إلى المصعد الذي نقل الطاقم إلى كبسولتهم الفضائية.

وسيصبح هذا الطيار العسكري أول رائد فضاء عربي ينزل في محطة الفضاء الدولية. وأعرب الشاب الذي لم تؤكد مشاركته في هذه الرحلة إلا في وقت متأخر جدّا، عن بالغ افتخاره بالانضمام إلى هذه المهمة التي تثير حماسة كبيرة في دولة الإمارات.

وخلال مهمته، يحمل رائد الفضاء الإماراتي معه علم بلاده، ونسخة القرآن الكريم، بالإضافة إلى كتاب لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصورا لعائلته، وصورة تجمع مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد مع طاقم مركبة “ابولو” بالإضافة إلى 30 بذرة لشجرة الغاف وأطعمة إماراتية وسيرفع وصول الطاقم الجديد عدد الرواد بمحطة الفضاء الدولية إلى تسعة، للمرة الأولى منذ أربع سنوات، حتى يعود المنصوري ورائدان من بعثة سابقة إلى الأرض في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول.

وأكد وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن مشروع الإمارات الفضائي، فضلا عن انه خطوة نحو المريخ، “لا يحمل آمال الإماراتيين فقط ، ولكنه يحمل معه بكل فخر واعتزاز، آمال العرب والمسلمين، وآمال جميع الأصدقاء، في العالم كله ويوصف برنامج الفضاء الإماراتي بأنه أكبر خطة إستراتيجية وطنية تهدف إلى دفع الدولة قدما في قطاع استكشاف الفضاء خلال المرحلة القادمة اعتمادا على برنامج طموح يمتد لنحو 100 عام تشمل اعداد رواد فضاء اماراتيين وبناء مجمع للأقمار الاصطناعية والوصول بمسبار الأمل إلى المريخ في العام 2021 وتنتهي ببناء مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر بحلول العام 2117.

واشادت الصحف المحلية صباح الاثنين بالخطوة الإماراتية واعتبرت الاثنين يوما فارقا في مسيرة الوطن وسيبقى خالداً في العقول لأجيال متلاحقة وأملاً يضيء الطريق نحو نهضة علمية عربية جديدة في قطاع وأصدر بريد الإمارات بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء مجموعة من الطوابع التذكارية احتفاء بأول مهمة لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء وسيكون هناك عرض ضوئي على برج خليفة، الأعلى في العالم، بالتزامن مع وصول هزاع المنصوري إلى المحطة.

وتتولى الطبيبة الإماراتية حنان السويدي مسؤولية التأكد من صحة رواد الفضاء خلال فترة العزل الصحي، وستتابع الحالة الصحية لرائد الفضاء الإماراتي خلال وجوده على متن المحطة

وجاءت خطوة ارسال رائد الفضاء الإماراتي بعدما كانت الدولة قد بدأت تنفيذ خطة استثمارية محكمة قبل عدة سنوات في تقنيات الجيل الرابع من الثورة الصناعية وفي مقدمتها قطاع الفضاء و الذي أهلها لدخول هذه الصناعة بقوة.

وتظهر الدراسات الرسمية المتخصصة حزمة ثرية من الانعكاسات الإيجابية لبرنامج الامارات في مجال الفضاء على الاقتصاد الوطني خلال السنوات المقبلة ستسهم في مجملها ببلوغ الهدف الاستراتيجي للدولة و المتمثل في تحقيق اقتصاد تنافسي يعتمد على المعرفة و الابتكار وهو ما سيشكل بدوره محفزا جديدا للنمو الاقتصادي القائم على التنوع و الذي يعد أحد الأهداف الرئيسية لمئوية الامارات 2071 التي تستهدف أن تكون الدولة الأفضل في العالم.

والأمير السعودي سلطان بن سلمان آل سعود هو أول رائد فضاء عربي عندما استقل مكوكا فضائيا أميركيا عام 1985. وبعدها بعامين، أمضى الطيار السوري محمد فارس أسبوعا على متن محطة “مير” الفضائية التابعة للاتحاد السوفياتي.

 

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى