أجريتُ حواراً سياسياً في الحمّام !

 

كتبتُ منذ فترةٍ تعليقاً يقول :

ــ “أجملُ حوارٍ صحفي سياسي أجريته في حياتي كان مع خالد بكداش” 

وخالد بكداش، هو أكبر من اللقب الذي التصق به طيلة حياته، أي الأمين العام للحزب الشيوعي السوري، وقد قلت له في ذلك الحوار : أنت الذي سُميت الشيوعية في بلادنا باسمك (البكداشية).

لذلك أترك اسمه بلا تعريف ! …..

على كل حال، إن نجاح الحوار، يتعلق بحديث قادم يتعلق بسبب الحوار معه، ودور السياسي السوري المعارض الدكتور قدري جميل في تبني المشروع يوم كان في قيادة الحزب الشيوعي قبل أن ينشق عنه.

لا أعرف لماذا كتبتُ هذا التعليق، وفي أرشيفي المهني حوارات كثيرة في السياسة والاقتصاد والفن والثقافة أجريتُها مع شخصيات مهمة، وأذكر من الشخصيات التي حاورتها : خالد بكداش، الدكتور جمال الأتاسي، نايف حواتمة، الشيخ أحمد كفتارو، رجل الأعمال رياض سيف، المعارض رياض الترك ..وغيرهم .

سألت نفسي، بعد هذا الزمن، الذي مرّ، عن أهمية الحوار في الصحافة، واكتشفت أن ثمة نماذجَ في الحوار تستحق الوقوف عندها في التجربة السورية، من بينها حوارات الدكتور الصحفي غسان الرفاعي رحمه الله، ومن المفيد العودة إليها لنتعلم منها .

أجريت قبل نحو ثلاثين عاماً، أقصرَ حوارٍ صحفي مع رياض الترك وتميز ذلك الحوار أنه كان في الحمّام، وتحت وطأة المحاذير المعروفة من اللقاء مع رجل مثله، وكان حواراً جميلاً قصيراً معبراً، وأعتقد أنه  من أهم الحوارات في الحياة السياسية السورية مع متمماته !

فهل يمكن التعلم من الاستثناء ؟!

هو زمن طويل في عمر المهنة، ويقوم على مرتكز أساسي، حقيقته أنه لايوجد أرضية حقيقية للحوار في بلادنا، وعندما كسرتُها في تجربتي نجحتُ نسبياً، فالحوار يجب أن يقوم على الحرية والمعرفة وعدم الخوف، وقد أجريت بعض الحوارات على هذه الأرضية !

مرة سألني أحد الأصدقاء، وهو الآن في كندا : وهل ندمت على أي حوار أجريته على هذا الصعيد؟ وسريعا أجبته دون تردد : نعم ، حواري مع نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وهو حوار أقول صراحة أنه أتعبني وأن مشروعه جرحنى، ولم أشف إلى الآن من جرحه، لأن ماحصل كان كارثة أخلاقية ومهنية تورط بها كثيرون !

لماذا يكره الناس الحوار السياسي ؟!

ألا يحق لي أن أسأل هذا السؤال بعد هذه التجربة ؟

نعم ينبغي أن نسأل جميعا : لماذا هذا النأي عن الحوار السياسي؟ ولماذا تصر وسائل الإعلام العربية على استخدامه ضمن موادها، وهي تعرف ذلك؟

لدي جواب وحيد، فكل ما نقرأه أو نشاهده أو نسمعه من حوارات سياسية  يجب أن يقوم على الحرية والمعرفة وعدم الخوف..

هل تجري الأمور على هذا النحو؟!

ومن الطبيعي أن أجيب :

ــ لا .

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى