أجور الممثلين في لعبة العرض والطلب: «الزعيم» يتصدّر اللائحة
رغم الأزمات الماليّة المحيطة بالإعلام العربي، لا يزال بعض نجوم الدراما قادرين على نيل أجور بأصْفَار كثيرة. يصعب تحديد تلك الأجور بدقّة، مع تفادي القنوات الكشف عن ميزانيّاتها الحقيقيّة. إلا أنّ بعض الممثلين يحاولون تسريب أرقام تقديريّة عن أجورهم على المواقع الإخباريّة، كنوع من الترويج لأسمائهم، أو محاولةً منهم لرفع قيمة أسهمهم في المنافسة.
بنظرة سريعة إلى الأجور التي تقاضاها الممثلون بين مصر وسوريا ولبنان هذا العام، يبدو أنّ الكفّة تميل بشكل واضح لصالح نجوم المحروسة. هكذا، يتصدّر عادل إمام اللائحة بأجر وصل إلى 35 مليون جنيه (4 مليون دولار)، عن دوره في «أستاذ ورئيس قسم».
بعد «الزعيم»، وبفارق كبير، نجد لائحة من الممثلين والممثلات الذين تتراوح أجورهم بين 17 و20 مليون جنيه (2,2 و2,6 مليون دولار) وفي مقدّمهم كريم عبد العزيز («وش تاني»)، وغادة عبد الرازق («الكابوس»)، وأحمد السقا («ذهاب وعودة»)، وأحمد مكي («الكبير»)، وهيفاء وهبي («مريم»).
في فئة أخرى، نجد أسماء كبيرة على الساحة المصريّة، وتحقّق نجاحات مهمّة، إلا أنّ أجورها لا تزيد عن خمسة ملايين جنيه (655 ألف دولار)، ومن بينهم يوسف الشريف («لعبة إبليس»)، وسمية الخشاب وفيفي عبده («يا أنا يا انتي»)، ونيللي كريم («تحت السيطرة»).
لبنانياً، يصل أجر سيرين عبد النور إلى نصف مليون دولار (عن دورها في «24 قيراط»)، وبعدها نادين نجيم بحوالي مئتي ألف دولار (عن دورها في «تشيللو»).
يختلف الوضع في الدراما السوريّة نظراً للتكتم الشديد المحيط بالأجور، ولاختلاف الأرقام تبعاً لموقع التصوير في داخل أو خارج سوريا، إلى جانب العلاقة مع المنتج، وضخامة العمل، والقدرة على تسويقه عربياً. مع كلّ تلك العوامل مجتمعة، كان الممثل عابد فهد أعلى النجوم السوريين أجراً لهذا الموسم، بتقاضيه ما يقارب نصف مليون دولار عن دوره في «24 قيراط»، ونال جمال سليمان أجراً مماثلاً عن دوره في «العرّاب ـ نادي الشرق». يتقاضى سليمان أجراً أعلى عن أدواره في الإنتاجات المصريّة، شأنه في ذلك شأن تيم حسن الذي نال 400 ألف دولار عن دوره في «تشيللو». وحاز قصي خولي على رقم مماثل عن دوره في «بنت الشهبندر»، في حين حازت شريكته في بطولة العمل سلافة معمار على نحو 200 ألف دولار أما في داخل سوريا فتتراوح أجور نجوم الصف الأول مثل أيمن زيدان وسلاف فواخرجي وعباس النوري وبسام كوسا بين 15 مليون ليرة سوريّة (50 ألف دولار) و5 ملايين (16 ألف دولار)، وذلك ما يعدّ من دون شكّ إجحافاً بحقّ ممثلين متمرّسين.
عوامل عدّة تتقاطع لتشكيل أجر نجوم الدراما، منها عوامل اقتصاديّة وفنيّة. فعادل إمام على سبيل المثال، بات من الأسماء الأساسيّة المطلوبة للعرض الأوّل أو الحصري على «أم بي سي»، وغيرها من القنوات الخليجيّة والمصريّة. ذلك ما يرفع أجره سنة تلو أخرى، مع ضمان العائدات الإعلانيّة الناتجة عن عرض أعماله. العامل ذاته يسري على غادة عبد الرازق أو أحمد السقا، مع الإشارة إلى أنَّ العمل المصري يكاد يكون مفصَّلاً على قياس النجم. يختلف الأمر جذريّاً في الدراما السوريّة، نظراً لاعتماد نمط البطولة الجماعيّة، إلى جانب انخفاض كلفة المسلسل السوري، مقارنة مع المسلسل المصري، أو مع الإنتاج المشترك اللبناني السوري، أو اللبناني المصري. يضاف إلى ذلك تراجع صرف الليرة السورية أمام الدولار (300 ليرة في هذه الفترة مقارنة بـ160 العام الماضي)، وقلة المحطات المحلية السوريّة التي تؤمّن شراء العمل وبالتالي عدم الرضوخ لشروط الشاشات العربية.
لا يتمتّع جميع النجوم بامتياز فرض الأرقام التي يريدونها، إذ أنّ بعض المنتجين يفرضون أرقامهم على الممثّل أو الكاتب أو المخرج، في ظلّ حاجة هؤلاء للعمل، وإن كان الأجر قليلاً. ينسحب ذلك على تعاطي الفضائيّات إيجاباً أو سلباً مع المسلسل. فتخلّي إحدى الشاشات عن عرض مسلسل بعد تبنيه، ينعكس انخفاضاً في أجور أبطاله، حتى لو كانوا من الصف الأول. ذلك ما حصل مع نجوم «غداً نلتقي» الذي تراجعت «أم بي سي» عن عرضه، ما أدّى إلى تقليص أجر مكسيم خليل وكاريس بشار.
صحيفة السفير اللبنانية