أحكام جاهزة تقزّم قيمة المسلسلات المصرية
يميل بعض النقاد الى اطلاق الاحكام الجاهزة على المسلسلات الرمضانية المصرية، والمسارعة بتصنيفها في خانة الاعمال الفنية الهابطة وإلصاق تهم العري وخدش الحياء بها.
وسلط النقاد الضوء على حوارات خاطفة جاءت في مسلسلات مصرية واعتبروا انها تنتهك أدبيات الحوار المتعارف عليها في الوطن العربي.
واستشهدوا بمقولة الفنان عمر السعيد في مسلسل “مريم” موجهًا الحديث إلى هيفاء وهبي “وشرف أمي لأفشخ “ملك” دي نصين”.
كما انتقدوا ملابس النجمة اللبنانية المثيرة وارتدائها التنانير القصيرة والجينز الضيق والممزق ومكياجها الصارخ.
واعتبروا ان الممثلة جميلة عوض اثارت الجدل في مسلسل “تحت السيطرة” بعد جملة “انا بحب أبقى الاولى في كل حاجة، في الدراسة في الحشيش في السكس”، وما قاله لها الفنان محمد فراج “هي هتجيلك امتى؟ انتي مش بتحسبيها كل شهر؟”.
واستهجن النقاد ما قاله ممثل في مسلسل “العهد” “دي لو مكانتش اختي كنت حبلتها” موجهًا حديثه لشقيقته متحدثًا عن شقيقته.
وهاجم النقاد الممثلة المصرية علا غانم في دورها في مسلسل “ولي العهد” وملابسها القصيرة ومفتوحة الصدر التي تكشف مفاتنها ومبالغتها في الغنج والدلال لإثارة الغرائز.
كما لقي مسلسل “سيدنا العاشق” للنجم المصري مصطفى شعبان نفس المصير من النقد حيث وجهت له اصابع الاتهام بتركيزه على مشاهد الاثارة، والملابس القصيرة ومشاهد السكر والمجون.
واعتبر نقاد ان مسلسلات رمضان طغت عليها الملابس المثيرة والإيحاءات الجنسية، ومشاهد التبرج.
واستشهدوا بمسلسل “الكبير اوي” الذي تطرق الى الشذوذ الجنسي بطريقة غير لائقة خصوصا في مشاهد السجن.
وعبر الفنان هشام سليم عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية عن غضبه من الألفاظ السيئة التي تستخدم في البرامج والمسلسلات، قائلا: “خسارة أن الأعمال الفنية لم تجد إلا الشتيمة لكي تعبر بها عن شعور.. النقابة لن تقدر الوقوف بمفردها أمام هذا الكم من رأس المال الذي خرب كل شيء”.
وانتقدت نقابة المهن التمثيلية المصرية مسلسلات مصرية يتم عرضها خلال شهر رمضان الحالي تنطوي على تقديم نماذج سلبية من السلوك الذي لا يراعي الاخلاق العامة.
وانتقد البيان “عرض بعض المسلسلات الرمضانية مشاهد عري بصورة وقحة وغير مبررة دراميا” معتبرا ان ذلك “يفسد الذوق العام” ويخلط مفاهيم “الابداع المتحرر” و”الاثارة الرخيصة”.
وطالب البيان اعضاء النقابة بان “يقاطعوا هذه الاعمال وان يرفضوا التورط في افساد الذوق العام”.
وقرر المحامي سمير صبري مقاضاة صناع مسلسل “تحت السيطرة”، واعتبر انه يضم كل أشكال وأنواع الفساد والانحلال من تعاطي الخمور والمخدرات والدعارة.
ووصف الإعلامي مجدي الجلاد، عرض المسلسلات التي تحتوي على مشاهد ساخنة في شهر رمضان المبارك بـ”المسخرة”.
وتابع الإعلامي أن بعض القنوات الفضائية تلجأ لهذا النوع من الأعمال المليء بنجمات الإثارة والإغراء من أجل زيادة نسبة الإعلانات بها.
في حين دافع صناع المسلسلات عن أعمالهم الفنية واعتبروا ان مثل هذه الالفاظ هي من صميم الواقع وتعبر عن فئات من الشعب، ولا يمكن تجاوزها او غض الطرف عن استعمالها لكي لا يفقد العمل الفني مصداقيته ولمسته الواقعية.
واعتبر بعضهم ان الواقع اكثر مرارة من ذلك، وانهم يقومون بتجميله في اعمالهم الفنية.
وتلوم النخبة الفنية النقاد اعتمادهم على الاحكام السهلة وقوالب النقد الجاهزة والتركيز على امور ثانوية وحتى هامشية مقابل تجاهل مضامين المسلسلات وأداء الفنانين والرسالة المراد ابلاغها.
واعتبر فنانون ان بعض وسائل الاعلام والمصنفة بالصفراء والباحثة عن الربح السريع تنتهج اسلوب النقد المجاني والمجانب للصواب لكسب الاعلانات الاشهارية وإثارة القراء ودفعهم لشراء الصحف.
كما استهجن الكثير من الفنانين تسرع النقاد في الحكم على المسلسلات وتشويه صورتها للفت الانتباه وتحقيق الشهرة، واعتبروا انها طرق ملتوية لا يمكن لها باي حال من الاحوال التاثير على المشاهدين او الوقوف امام رغبتهم الدائمة في التجديد ومعانقة الابداع الفني.
وتمسك العديد من نجوم التمثيل في مصر في حقهم في تناول اعمال فنية من صميم الواقع، ورفضوا الوصاية على الفن.
واعتبروا انهم يدركون جيدا الخيط الفاصل بين الجراة والوقاحة وانهم يلتزمون في اعمالهم بأخلاقيات المهنة.
ميدل ايست أونلاين