
يأتي عيد الفطر بعد شهر طويل من الصيام والامتناع عن الطعام لوقت طويل، لذلك ربما قد يشعر البعض برغبة مُلحّة في كسر النظام وتناول كل ما لذّ وطاب من دون الانتباه للآثار الصحية لذلك.
صحيح أن أيام العيد معدودة، إلا أن الآثار الصحية لعادات هذه المناسبة المباركة قد تستمر لأبعد من ذلك، ومِن ثَمَّ يجب الانتباه للعادات التي نمارسها حتى نحتفل من دون ضرر في وقت لاحق، لا سيّما أن الأطباء يحذرون من تزايد الحالات الطارئة في الأعياد والمناسبات؛ بسبب الإفراط في الأكل، وإهمال تناول الأدوية، وتجاهل الأعراض الصحية، بالإضافة إلى الحوادث المنزلية وحوادث الطرق.
أخطاء صحية في العيد
فيما يلي أبرز الأخطاء الصحية الشائعة خلال عيد الفطر، ونصائح الخبراء لتجنبها:
الإفراط في تناول الطعام بعد الصيام
بعد شهر من الصيام المنتظم، يميل الكثيرون إلى الإفراط في تناول الطعام خلال أيام العيد، خاصة الأطعمة الدسمة والحلويات الغنية بالسكر والدهون. هذا السلوك قد يؤدي إلى مشاكل في الهضم؛ مثل الانتفاخ، والاضطراب المعوي، والحموضة، والإسهال، وقد يتطور لدى البعض إلى التهابات في المعدة، أو نوبات من القولون العصبي.
توصي خبيرة التغذية “سارة ريهم”، من مركز أورلاندو الصحي (Orlando Health)، بعدم اللجوء إلى تجويع النفس قبل الولائم، لأن ذلك غالباً ما يؤدي إلى الإفراط في الأكل، وتشير إلى أهمية تناول وجبة خفيفة تحتوي على الألياف والبروتين قبل أي مناسبة، ما يساعد على التحكم في الشهية وتفادي التخمة.
التهاون مع أعراض خطيرة
وفقاً لتقرير نشره مركز كولومبيا الطبي (Columbia University Department of Emergency Medicine) من الأخطاء الشائعة خلال الأعياد تجاهل أعراض صحية مقلقة؛ مثل آلام الصدر، ضيق التنفس، أو تنميل أحد الأطراف، ظناً أن الأمر لا يستحق تعطيل احتفالات العيد. وفقاً للدكتور “آدم بلومنبرغ”، أستاذ مساعد في طب الطوارئ بجامعة كولومبيا، فإن تأخير التوجه إلى الطوارئ يمكن أن يكون مميتاً. يشير إلى دراسة أظهرت أن خطر الإصابة بأزمات قلبية يزداد بنسبة 37% في عشية عيد الميلاد، وهو نمط قد يتكرر أيضاً في أعياد أخرى مثل عيد الفطر.
لذلك لا تتجاهلوا أي أعراض غير طبيعية، ومراجعة أقرب مركز صحي عند الشعور بأي علامات غير معتادة، خاصة لمرضى الأمراض المزمنة.
إهمال الأدوية
مع زحمة جدول العيد، قد يغفل كثيرون تناول أدويتهم في مواعيدها، وربما لأن أغلب الناس يخططون للسفر في العيد، من دون التأكد من وجود كمية كافية منها. هذا الخطأ قد يكون خطيراً خاصة لمرضى السكري، الضغط، أو القلب. لذلك ينصح الخبراء بضرورة الاحتفاظ بكمية كافية من الأدوية قبل الأعياد، تحسباً لأي ظروف، كما يجب التأكد من اصطحاب الأدوية في حقيبة السفر.
التسمم الغذائي
ترتفع حالات التسمم الغذائي في الأعياد؛ لأن موائد العيد ممتلئة، وقد تتعرض لسوء التخزين أو الإهمال في الطهي، ما قد يؤدي إلى التسمم الغذائي، الذي تتراوح أعراضه بين الغثيان والإسهال والحمى وألم البطن.
لذلك، قدم الخبراء مجموعة من النصائح للحد من التعرض للتسمم الغذائي خلال العيد، منها غسيل اليدين، تنظيف الأسطح، التأكد من سلامة الأطعمة، كما يجب الحرص على الاحتفاظ باللحوم النيئة بعيداً عن المأكولات الأخرى.
الإفراط في الحلويات والمشروبات السكرية
حلويات العيد جزء لا يتجزأ من العادات والتقاليد، لكن الإكثار منها يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في سكر الدم، خصوصاً عند مرضى السكري، ويزيد من فرص الإصابة بالسمنة ومشاكل الهضم. لذلك، لا تحرمي نفسكِ من قطعة كعك العيد، لكن الاعتدال مطلوب.
الإكثار من تناول المشروبات المُحلاة والكافيين
بعد فترة من الحرمان من الكافيين والمشروبات المُحلاة، قد يشعر الشخص برغبة أكبر في تناولهما، لكن هذا قد يسبب اضطرابات في المعدة، وحرقة وارتجاع المريء. يفضل استبدال هذه المشروبات بكوب من النعناع أو الزنجبيل الذي يساعد في الهضم.
إهمال إجراءات السلامة المنزلية
في أجواء العيد المزدحمة، يكثر استخدام الفرن والأجهزة الكهربائية، كما يشارك الأطفال في التزيين والمساعدة في المطبخ، ما قد يزيد من حوادث الحروق أو الجروح.
حوادث السفر والقيادة
يزداد التنقل بين المدن وزيارات الأقارب خلال العيد، ويصاحب ذلك أحياناً إرهاق السائق أو التهور في القيادة، ما يرفع خطر الحوادث.
“الديتوكس” بعد العيد
يظن البعض أن الحل لتعويض ما تناولوه في العيد هو الامتناع عن الطعام، أو الخضوع لما يسمى بـ”الديتوكس”، وهو ما قد يضر بالصحة أكثر مما يفيد.
تقول “سارة ريهم”: “أجسامنا لا تحتاج إلى تنظيف خارجي؛ الكبد والكلى تقومان بهذا الدور بكفاءة. أما أنظمة الديتوكس فغالباً ما تؤدي إلى نقص حاد في السعرات، واضطراب في توازن السكر في الدم.”
وفي الختام، نقول إن عيد الفطر مناسبة مباركة ننتظرها كل عام، لا سيّما أنها فرصة للاستمتاع والتقارب العائلي، لذلك لا مانع من الاستمتاع، لكن مع الأخذ في الاعتبار سلامتنا والانتباه والوعي الصحي.
مجلة سيدتي