اقتصاد

أرامكو توقع صفقة بـ11 مليار دولار لتطوير مشروع الجافورة

أعلنت شركة أرامكو السعودية الخميس، توقيع صفقة ضخمة بقيمة 11 مليار دولار مع مجموعة من المستثمرين الدوليين، ضمن مساعيها المتواصلة لتعزيز استثماراتها في قطاع الغاز الطبيعي وتطوير مشروع الجافورة، أحد أكبر مشاريع الغاز الصخري في العالم خارج الولايات المتحدة.

وتشمل الصفقة، التي وصفت بأنها أحد أكبر التحركات في قطاع البنية التحتية للطاقة في المنطقة. اتفاقًا على استئجار وإعادة تأجير حقوق تطوير واستخدام أصول معالجة ونقل الغاز في حقل الجافورة.وهو مشروع استراتيجي يمثل ركيزة أساسية في خطة أرامكو للتحول نحو موارد طاقة أنظف وأكثر تنوعًا أيضا.

ووفق بيان رسمي صادر عن أرامكو، فإن الاتفاق تم إبرامه مع مجموعة من المستثمرين الدوليين. تقودهم صناديق تديرها شركة “غلوبال إنفراستركتشر بارتنرز ” التابعة لعملاق إدارة الأصول الأميركي بلاك روك.

الاتفاق مع شركةأرامكو لنقل ومعالجة الغاز

وبموجب الاتفاق، ستقوم شركة جديدة تابعة لأرامكو باسم “شركة الجافورة لنقل ومعالجة الغاز” باستئجار حقوق التطوير والاستخدام الخاصة بمعمل الغاز في الجافورة ومرفق رياس لتجزئة سوائل الغاز الطبيعي، ومن ثم إعادة تأجيرها إلى أرامكو السعودية لمدة 20 عاماً.

وسيسمح للشركة بتحصيل تعرفة مالية تدفعها أرامكو مقابل منحها حقًا حصريًا لاستلام ومعالجة الغاز الخام المستخرج من الجافورة. في نموذج مالي يعكس التزام الطرفين بتأمين إيرادات مستقرة وطويلة الأمد للمستثمرين. دون التخلي عن السيطرة التشغيلية لأرامكو على المشروع.

تأتي هذه الصفقة في إطار مشروع الجافورة، الذي تقدر تكلفته بنحو 100 مليار دولار. ويعد من أضخم مشاريع الغاز الصخري في العالم خارج الولايات المتحدة. ويشكل المشروع ركيزة استراتيجية لطموحات أرامكو في التوسع بمجال الغاز. وزيادة طاقتها الإنتاجية منه بنسبة 60 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2021.

حقل الجافورة واحدًا من أهم الموارد الغازية في الشرق الأوسط.

وبحسب البيان، تقدّر احتياطيات حقل الجافورة بحوالي 229 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام. و75 مليار برميل من المكثفات، ما يجعله واحدًا من أهم الموارد الغازية في الشرق الأوسط.

وستحتفظ أرامكو بحصة الأغلبية وهي 51 في المائة في شركة الجافورة لنقل ومعالجة الغاز. بينما يمتلك المستثمرون بقيادة جي.آي.بي الحصة المتبقية البالغة 49 في المائة، في ترتيب يوازن بين جذب رؤوس الأموال الأجنبية والحفاظ على السيادة التشغيلية.

وتأتي الصفقة الجديدة في سياق توجه سعودي أوسع لتنويع مصادر التمويل عبر آليات مالية مبتكرة. تتيح جلب استثمارات دولية دون اللجوء إلى الاقتراض المباشر. وينظر إلى هذا النوع من الترتيبات على أنه وسيلة ذكية لجمع السيولة اللازمة لتمويل المشاريع الكبرى. بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 الرامية إلى تقليل الاعتماد على النفط الخام وتحفيز النمو في القطاعات الأخرى، ومنها الغاز والطاقة المتجددة أيضا.

وفي هذا الإطار. قال خبراء إن الصفقة تمثل “نقلة نوعية في طريقة تمويل مشاريع الطاقة”. حيث تجمع بين الاستثمار الأجنبي طويل الأجل وضمان تدفق نقدي ثابت للمستثمرين أيضا. مع بقاء الأصول ضمن السيطرة الوطنية.

وكانت مصادر مطلعة قد أفادت في يوليو/تموز الماضي بأن أرامكو السعودية كانت في المراحل النهائية من إبرام صفقة لجمع حوالي 10 مليارات دولار من مجموعة استثمارية تقودها بلاك روك، مخصصة للبنية التحتية الخاصة بمشروع الجافورة.

مجموعة بلاك روك الاستثمارية

ويعد استقطاب بلاك روك، كأكبر مدير أصول في العالم، رسالة ثقة قوية من السوق العالمية تجاه البيئة الاستثمارية في المملكة، خصوصًا في ظل الإصلاحات الاقتصادية الواسعة، والانفتاح المتسارع على الشراكات الدولية في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية أيضا.

وتعكس هذه الصفقة الاستراتيجية الجديدة التي تتبناها أرامكو في تنويع مصادر دخلها وتوسيع استثماراتها في قطاع الغاز. وهو ما ينظر إليه كجزء من تحول تدريجي نحو مزيج طاقة أكثر استدامة، يواكب التحولات العالمية في الاقتصاد والطاقة أيضا. كما ويعزز من مكانة السعودية كقوة فاعلة في أسواق الطاقة العالمية، ليس فقط في النفط، بل في الغاز ومشتقاته أيضًا.

 

ميدل إيست أون لاين

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى