أرتال أنقرة تحت النار: الجيش السوري يصل الطريق الدولي
يتابع الجيش السوري عملية إحكام الطوق حول مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، عبر الالتفاف حول المدينة مع تجنّب اقتحامها، إضافة الى قطع طريق «حماة ــــ حلب» الدولي، وإسقاط أغلب طرق إمداد المسلحين، وذلك بينما تحاول أنقرة دعم المسلحين عبر إرسال الأرتال العسكرية الملأى بالذخائر والتجهيزات، إضافة إلى محاولة إقامة نقاط مراقبة جديدة لإعاقة تقدم الجيش السوري.
حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، كانت قوات الجيش السوري قد فرضت سيطرتها على تل وحاجز النمر شمالي خان شيخون، إضافة إلى السيطرة على تل كفردون وتل السيرياتيل وحرش الخان ونقطة الفقير في المحاور الشمالية والغربية للتقدم نحو خان شيخون، قاطعة بذلك الطريق الدولي (حماة ـــ حلب) لأول مرة منذ عام 2004. وفي الموازاة، يعمل الجيش السوري على التقدم من المحور الشرقي نحو المدينة، عبر محاولة السيطرة على تل ترعي غربي سكيك، وسط اشتباكات عنيفة مع الفصائل. من جهتها، تحاول فصائل غرفة عمليات «الفتح المبين» التي تتولى القتال في المنطقة، وتضم كلاً من «هيئة تحرير الشام» و«الجبهة الوطنية للتحرير»، إلى جانب «جيش العزة»، استرداد المواقع التي خسرتها أخيراً عبر عمليات مكثفة ضد مواقع الجيش السوري، من دون أن تتمكن من ذلك حتى ليل أمس.
تقدم الجيش يجري فيما تسعى أنقرة إلى مضاعفة الدعم للمسلحين في قتالهم ضد الجيش السوري، وذلك عبر إرسال أرتال عسكرية تركية تحوي دبابات وآليات عسكرية، إضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر. يوم أمس، استهدفت الطائرات الحربية السورية رتلاً عسكرياً تابعاً لـ«فيلق الشام» المدعوم من أنقرة، أثناء انتظاره لرتل تركي في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي. وقالت تنسيقيات المسلحين إن رتلاً عسكرياً تركياً يتضمن 28 آلية، بينها سبع دبابات وست آليات مدرعة وشاحنات تحمل ذخيرة، كان متوجهاً إلى مدينة معرة النعمان، حيث استهدفت طائرات الجيش السوري سيارات «فيلق الشام» التي كانت بانتظار الرتل، ما أدى إلى مقتل مسلح من «الفيلق»، وإصابة 3 آخرين. كما أن رتلاً تركياً ثانياً، مكوّناً من آليات فقط من دون دبابات، عَبَر من مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، باتجاه معرة النعمان. ولم ينقضِ الأمر بذلك، إذ تحدثت تنسيقيات المسلحين عن رتل ثالث عبَر الحدود السورية ـــ التركية في ريف إدلب الشمالي، باتجاه ريف إدلب الجنوبي.
وفيما اعتبرت دمشق أن عبور الأرتال العسكرية الحدود متوجهة نحو خان شيخون «لنجدة المسلحين»، تأكيد جديد على «استمرار الدعم اللامحدود الذي يقدمه النظام التركي للمجموعات الإرهابية»، بحسب ما نقلته «سانا» عن مصدر في الخارجية السورية، دانت وزارة الدفاع التركية استهداف رتل عسكري تركي «أثناء توجهه لنقطة المراقبة التاسعة» في مورك في أقصى ريف حماة الشمالي. وأكدت الدفاع التركية في بيان أن «القصف يعد انتهاكاً للاتفاقيات المبرمة حول المنطقة الآمنة في إدلب مع روسيا الاتحادية»، معتبرة أن «القصف تم رغم التحذيرات التي تم إبلاغها للمسؤولين الروس». وكانت وسائل إعلام قد نقلت عن مصادر عسكرية تركية قولها إن الرتل كان يهدف إلى «التمركز بالقرب من خان شيخون (على الطريق الدولي)، بهدف إنشاء نقطتي مراقبة لضمان استمرار إمداد النقطة التاسعة في مورك، والتي من الممكن أن تقع تحت الحصار في ظل العمليات العسكرية الحالية».
في غضون ذلك، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن روسيا تدعم «جهود الجيش السوري للقضاء على الإرهابيين في محافظة إدلب». وقال بوتين، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الفرنسي، «(إننا) نرصد هجمات الإرهابيين من المنطقة المنزوعة السلاح في سوريا وانتقالهم إلى مناطق أخرى». وأكد الرئيس الروسي دعم روسيا للجيش السوري في عمليات إدلب الجارية، وقال: «كانت هناك محاولات لمهاجمة قاعدتنا الجوية في حميميم من منطقة إدلب، لذلك نحن ندعم جهود الجيش السوري في العمليات التي ينفذها من أجل القضاء على التهديدات الإرهابية». وخلال اللقاء الذي جمع الرئيسين يوم أمس في مقر إقامة ماكرون الصيفي في قلعة بريغانسون جنوب فرنسا، قال ماكرون: «أنا أعبّر عن قلقي البالغ ممّا يجري في إدلب (…) من المهم للغاية التقيّد بوقف إطلاق النار الذي تمّ الاتفاق عليه في سوتشي».
صحيفة الأخبار اللبنانية