أردوغان بين الناتو و الإتحاد الأوروبي : لا بد من تأديب الإبن الضال !!

 

أردوغان مشى بنفسه مراوغاً ليقع في فخ أطبق عليه بين أبويه الناتو والإتحاد الأوربي . فمن تطاوله على الناتو ومطالبته أن يرثه وهو حي ليحل محله في ليبيا، وربما في شرق المتوسط لاحقاً، إلى إعتدائه على حقوق اليونان وقبرص النفطية والغازية في المتوسط . لذلك فقد حقت عليه اللعنة، وباء بغضب والديه الأطلسي والأوربي . .. رغم أن بعض هذه اللعنة وشئ من هذا الغضب يأتي بالتدريج طلباً لتوبته وعودته إلى الإنخراط في سياسات والديه الأطلسية و الأوربية .

في الأسبوع الماضي ،أعتبر الناتو أن تركيا تتعامل مع دول الحلف الأطلسي ( مقلدة الأعداء ) أي أنها تقوم بأعمال عدائية . وهذا التوصيف فيه تهديد من الحلف لتركيا باعتبارها عدواً، خاصة و أنها تتعاون مع روسيا ، واشترت منها منظومة إس 400 التي يراها الحلف تهديداً لمنظومة أمنها القومي ، ورغم أن تهديد الناتو كان واضحاً إلا أنه جاء مغلفاً بدبلوماسية، لمحاولة عدم إتخاذ خطوات قوية  تدفع أردوغان إلى أحضان روسيا أكثر و أكثر . .  و هذا ما جعل مواجهة الناتو لأردوغان ( رجل لقدام و رجل لورا )،  وهذا ما أتاح لأردوغان كي يراوغ و يلعب بين الناتو وروسيا، دافعاً كليهما لمراعاته بسبب موقعه ووزن دولته ونتيجة لزعرنته وانعدام خجله.

أما عن عقوبات الإتحاد الأوربي لتركيا فقد أستبقها أردوغان ( الأربعاء) و قبل سفره إلى أذربيجان بتأكيده أنه لا يأبه لها، و أنها لا تؤثر عليه وعلى تركيا بأي شئ . و هاجم أردوغان الأوربيين وقادتهم ، متهما” إياهم بالعدوان على المصالح التركية  وبالكذب في التعاطي معها، واعداً بإستمراره في سياساته تجاه اليونان وقبرص وأوروبا في شرق المتوسط . و لو كرهت أوروبا وانزعجت . بإختصار، سخف أردوغان العقوبات وسخر منها قبل أن تصدر .  و بدل أن تردعه زادت من وقاحته في مهاجمة أوروبا  وكأنه يقول للإتحاد الأوربي ( طز بعقوباتكم).

للإنصاف . كان على الناتو , أن يعترف أنه هو من فوض تركيا بإثارة الفوضى في سورية، و ترك له إدارة وتمويل وتسليح الإرهاب لتدمير سورية . كما كان على أوربا القيام بنفس المراجعة  بإقرارها أنها وقفت مع أردوغان بإعتباره النموذج الإسلامي المقبول لديها والرائد في العالم، وهذا ما شجع وقوى ودعم الإخوان المسلمين، أصل و منبع الإرهاب في المنطقة العربية والعالم .. بدون هاتين المراجعتين من الناتو والإتحاد الأوربي وإقرارهما أنهما الأباء الشرعيون لأردوغان وإرهابه وفعله  وتمرده ، لا يمكنهما معاقبته ومواجهته، ولا بد للناتو و أوروبا من الإعتراف أنهما ارتكبا جريمة إطلاق هذا الإرهابي الأزعر، قبل أن يبادرا إلى مواجهته ومعاقبته ووقفه عن التمادي أكثر .. وهذا يتطلب الجرأة والشجاعة والعزم منهما.

أردوغان إبن شرعي للناتو وأوروبا الإستعمارية، فهل يعاقب الأب  الإبن الضال والمغضوب، أم يريد إستعادته، ليستأنف خدمته لنيات الأطلسي الأوروبية في العدوان على المنطقة لمصلحتهما . .  هل يختلف ما يجري عما يجري بين المافيات المجرمة ؟؟؟!!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى